القدس المحتلة - (وكالات): دعا بابا الفاتيكان البابا فرنسيس امس المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين للصلاة معه في الفاتيكان من أجل السلام داعياً إلى إنهاء «وضع غير مقبول».
ووصل البابا فرنسيس إلى الأراضي المحتلة في آخر محطة في زيارته التي تستغرق 3 أيام إلى الأراضي المقدسة.
ووصل البابا في مروحية عسكرية أردنية قادماً من مدينة بيت لحم الفلسطينية جنوب الضفة الغربية المحتلة إلى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب حيث كان في استقباله الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويلتقي البابا بطريرك القسطنطينية برثلماوس في كنيسة القيامة في القدس الشرقية المحتلة، وذلك بعد نحو 50 عاماً على القمة التاريخية بين البابا بولس السادس راس الكنيسة الكاثوليكية والبطريرك أثيناغوراس بطريرك القسطنطينية آنذاك والتي جرت عام 1964.
ووصل البابا إلى القدس في طائرة مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي حيث استقبله رئيس بلدية القدس الإسرائيلية نير بركات مع 50 طفلاً يهودياً ومسيحياً ومسلماً.
واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق من بيت لحم جنوب الضفة الغربية، إسرائيل بالسعي إلى تهجير المسيحيين والمسلمين من مدينة القدس.
وقال عباس بعد استقباله البابا «أطلعنا قداسته على الوضع المأسوي الذي تعيشه مدينة القدس من عمل إسرائيلي ممنهج لتغيير هويتها وطابعها والتضييق على الفلسطينيين مسيحيين ومسلمين بهدف تهجيرهم منها».
وتوقف البابا أمام جدار الفصل الإسرائيلي في طريقه إلى ساحة المهد لإحياء قداس كبير، في خطوة لم تكن مقررة.
ونزل البابا من سيارته ومشى بضع دقائق للاقتراب من الجدار بعد وقت قصير من لقائه الرئيس الفلسطيني الذي قال له في مؤتمر صحافي «لقد شاهدتم قداستكم هذا الجدار البغيض الذي تقيمه إسرائيل القوة الغاشمة للاحتلال على أراضينا». وأحنى البابا رأسه في صلاة صامتة قبل أن يضع يده على الجدار ويتوقف لبضع دقائق أمام الكتابات المخطوطة عليه.
ودعا الحبر الأعظم إلى «إنهاء الوضع الذي لم يعد مقبولاً» في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، مؤكداً حق كل من فلسطين وإسرائيل في الوجود بسلام وأمن.
من جهته، اعتبر نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني أن توقف البابا أمام الجدار «رسالة بمنتهى البلاغة والوضوح للعالم اجمع وخاصة لإسرائيل أنه لا يمكن تحقيق السلام بينما تواصل إسرائيل بناء جدار الفصل العنصري».
ثم استقبل نحو 10 آلاف مؤمن مسيحي البابا فرنسيس بالهتافات والتهليل في ساحة المهد وهم يرفعون أعلام الفاتيكان والأعلام الفلسطينية تحت صورة عملاقة يظهر فيها السيد المسيح وهو طفل ملفوف بالكوفية الفلسطينية وزعت نسخ منها على الحاضرين.
ودعا البابا الرئيسين الفلسطيني عباس والإسرائيلي بيريز إلى القدوم إلى الفاتيكان للصلاة معه من أجل السلام وذلك في نهاية القداس في ساحة المهد.
وقال البابا «أدعو الرئيسين بيريز وعباس إلى أن يرفعا الصلوات معي وسأقدم بيتي في الفاتيكان ليستقبل تلك الصلاة» من أجل الأراضي المقدسة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «وافق الرئيس على دعوة بابا الفاتيكان وأبلغ قداسته بموافقته» مشيراً إلى أن الزيارة ستكون «في 6 يونيو المقبل».