كتبت - زهراء حبيب:
عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة أمس، 4 مدانين ـ بينهم رضا الغسرة ـ بزرع عبوة داخل سيارة قرب المرفأ المالي وتفجيرها بالسجن المؤبد، وسجنت خامساً (لم يتم 18 عاماً) 10 سنوات، وأمرت بمصادرة بقايا العبوة المتفجرة، حسبما أعلن رئيس نيابة العاصمة محمد صلاح.
وقال رئيس النيابة إن تفاصيل القضية تعود إلى تصنيع المدانين الخمسة عبوة متفجرة وزرعها داخل سيارة موقوفة بجوار المرفأ المالي وتفجيرها بتاريخ 17 نوفمبر 2013، رغبة منهم في تنفيذ عملية إرهابية، ومحاولة التأثير على فعالية سباق البحرين الدولي للسيارات الفورمولا1.
وأضاف أن النيابة العامة باشرت التحقيق بالواقعة فور تلقيها البلاغ، ودلت التحريات على أن المتهمين الخمسة هم مرتكبو الحادثة، وقبض على 4 منهم نفاذاً لأمر النيابة بالقبض عليهم، وباستجوابهم بالتحقيقات اعترفوا بارتكابهم الواقعة، بينما مثل أحدهم كيفية ارتكابها.
وأمرت النيابة العامة بحبسهم احتياطياً على ذمة القضية وإحالتهم محبوسين إلى المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة بتهم صناعة المفرقعات وحيازتها واستعمالها بما يعرض حياة الناس وأموالهم للخطر، وتنفيذ تفجير بقصد ترويع الآمنين، وسرقة سيارة وإتلافها.
وقال رئيس نيابة العاصمة إن المدان الأول في القضية والصادر بحقه حكم بالسجن المؤبد، هرب من السجن برفقة آخر أثناء حبسه على ذمة القضية، وقبض عليه وعلى المساهمين معه في واقعة الهروب وبحوزتهم أسلحة نارية، وتحررت قضية مستقلة عن تلك الواقعة وحدد لها جلسة 28 مايو الجاري لنظرها.
وبعد صدور الحكم وصلت الأحكام الصادرة بحق المدان رضا الغسرة إلى أكثر من 100 سنة، بينما وصلت أحكام مدان آخر إلى 30 سنة، بعد إدانته بـ5 سنوات عن تهمة سرقة السيارة المستخدمة في التفجير.
وتشير تفاصيل الواقعة والتحريات بشأنها، إلى أن ما يطلق عليه مسمى «ائتلاف 14 فبراير»، هو من نفذ عملية التفجير بهدف إفشال فعالية الفورمولا1، عبر سرقة سيارات وتفخيخها وتفجيرها في مناطق حساسة، وعليه وضع المدانان 3 و5 السيارة قرب المرفأ المالي، فيما راقب المدانان 2 و 4 المكان بعدها فجروا السيارة.
وقال المدان الثالث إن الثاني طلب منه إشعال حرائق في دوار 18 بمدينة حمد والزلاق قرب موقع الفورمولا1 بالتعاون مع المدانين 4 و5، لافتاً إلى أن الثاني هو من يتواصل مع «ائتلاف 14 فبراير» عبر الأول ويحصل على الدعم المادي والتعليمات.
وقبل الواقعة تقابل المدانان في مدينة حمد، واتفقا على تنفيذ عملية التفجير وأعدا العدة لها «موقد غاز»، ثم توجها لمقبرة دار كليب حيث حضر الرابع وقصدوا مزرعة في شهركان، وهناك صنعوا قنبلة تنفجر عن بعد بواسطة أسلاك وهواتف نقالة، قبل أن يرجعوا إلى مدينة حمد واستقلوا السيارة المسروقة ووضعوا فيها الموقد المفخخ وقصدوا المرفأ المالي وتركوا السيارة وفجروها عن بعد.
وكانت النيابة العامة أسندت للمدانين الأول والثاني أنهما صنعا عبوة مفرقعة تنفيذاً لغرض إرهابي، ولهم جميعاً حيازة عبوات مفرقعة لا يجوز الترخيص بها تنفيذاً لغرض إرهابي.
وأسندت للمدانين من الثاني وحتى الخامس، التفجير بقصد ترويع الآمنين، واستعمال مفرقعات عمداً من شأنها تعريض حياة الناس للخطر، وإتلاف سيارة المجني عليه عمداً وتنفيذاً لغرض إرهابي.
ووجهت للأول تهمة الاشتراك بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المدانين من الثاني وحتى الخامس في ارتكاب الجرائم السابقة، بأن حرضهم واتفق معهم وساعدهم وأمدهم بالعبوة المفرقعة لتفجيرها، وتمت الجريمة بناء على التحريض والمساعدة، ووجهت للثاني تهمة سرقة السيارة المستخدمة في التفجير بالاشتراك مع مجهولين.
وأشارت المحكمة إلى أن التهم المسندة للمدانين مرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة، ما يتعين اعتبارها جريمة واحدة، والقضاء بالعقوبة الأشد، بينما أخذت المدان الثالث بقسط من الرأفة لاعتباره لم يتم الثامنة عشرة.
عقدت الجلسة برئاسة القاضي علي الظهراني، وعضوية القاضيين جمال عوض والشيخ حمد بن سلمان آل خليفة.