عواصم - (وكالات): طردت الحكومة الأردنية أمس السفير السوري في المملكة بهجت سليمان بسبب «إساءاته المتكررة» إلى الأردن الذي يخشى تداعيات النزاع السوري ويستضيف 600 ألف لاجئ على أراضيه، في خطوة ردت عليها دمشق بإعلان القائم بالأعمال الأردني «شخصاً غير مرغوب فيه».
ميدانياً، تقدم مقاتلو المعارضة السورية في ريف إدلب شمال غرب البلاد، ما أتاح لهم تضييق الخناق على معسكرين أساسيين للقوات النظامية. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي إن «الوزارة سلمت السفارة السورية في عمان مذكرة تتضمن قرار الحكومة الأردنية اعتبار السفير السوري في عمان بهجت سليمان شخصاً غير مرغوب فيه».
وطلبت الوزارة من سليمان مغادرة «أراضي المملكة خلال 24 ساعة»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية. وبررت الرافعي القرار بكون سليمان واصل «إساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الأردنية الهاشمية»، وأنه لم يلتزم «بأدنى متطلبات العمل الدبلوماسي في دولة مضيفة تحتضن وتؤوي مئات الآلاف من مواطني بلده الذين لاذوا إلينا طالبين الأمن والأمان في بلد الأمن والأمان والاستقرار».
واعتبرت أنه «استخدم أراضي المملكة كمنبر للتشكيك بمواقفها وتوجيه الاتهامات الباطلة لها»، وأساء إلى «دول عربية شقيقة وجارة للأردن وقياداتها، والتي تربطها بالأردن أوطد العلاقات الأخوية وأمتنها».
ورأت ما قام به «خروجاً سافراً على كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية».
ووجه الأردن في وقت سابق «إنذاراً نهائياً» للسفير السوري، بعد انتقادات نسبت إليه، لاستضافة المملكة لاجتماع أصدقاء سوريا الذي عقد في مايو 2013، وطالبها بنشر صواريخ باتريوت. ورداً على الخطوة، قررت «الحكومة السورية اعتبار القائم بأعمال السفارة الأردنية في دمشق شخصاً غير مرغوب فيه»، بحسب بيان للخارجية السورية بثه الإعلام الرسمي.
وتوترت علاقات البلدين منذ اندلاع النزاع السوري منتصف مارس 2011. وغادر السفير الأردني عمر العمد دمشق منذ استدعته بلاده للتشاور في نوفمبر 2011، إثر هجوم متظاهرين سوريين على السفارة الأردنية، بعد تصريحات للعاهل الأردني عبد الله الثاني دعا فيها الرئيس بشار الأسد إلى التنحي.
وتخشى الولايات المتحدة من تداعيات الحرب السورية على الدول المجاورة خاصة الأردن. ونشرت واشنطن مجموعة مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت في الأردن، مع انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» العسكرية المشتركة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن واشنطن عززت عدد جنودها في المملكة ليصل عددهم إلى ألف جندي.
ويستضيف الأردن أكثر من 600 ألف لاجئ سوري مسجلين. ويأتي قرار طرد السفير السوري بعد نحو 10 أيام على موافقة الحكومة الأردنية على مشاركة السوريين المقيمين فيها، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو المقبل. وتواصلت المعارك في الميدان السوري. وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تقدم مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، وسيطرتهم على حواجز عدة للقوات النظامية، وأجزاء من طريق دولية بين إدلب ووسط البلاد، وضيقوا الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين منذ أكثر من عام.
من جهتها، تبنت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 30.
وفي الرباط، أوقفت وزارة الداخلية المغربية «شخصين متورطين في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا».