القاهرة - (وكالات): بدأ المصريون أمس الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة المصرية التي تجري على يومين، فيما تحدثت تقارير عن إقبال جيد وسط إجراءات أمنية مشددة. ويتنافس في الانتخابات وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي واليساري حمدين صباحي، وسط توقعات بفوز كاسح للسيسي، فيما رأى محللون أن «المصريين سيصوتون لصالح المشير السيسي من أجل الأمن والاستقرار». وتشكلت طوابير طويلة من الرجال والنساء خصوصاً كبار السن، منذ الصباح الباكر أمام العديد من مكاتب الاقتراع في عدد من المحافظات، وفقاً لتقارير. وأعلن رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أن «اليوم عطلة رسمية حتى يتمكن العاملون بالدولة من التصويت في الانتخابات». وأدلى السيسي بصوته في مركز في منطقة مصر الجديدة شمال شرق القاهرة. وداخل المركز قال للصحافيين «الدنيا كلها تشاهدنا لترى كيف سيصنع المصريون التاريخ والمستقبل اليوم وغداً»، مضيفاً «المستقبل سيكون جميلاً وعظيماً». وقالت له سيدة مسنة كانت تدلي بصوتها «كنا نعتزم ترك البلد ولكنك أنقذتنا من الدمار الشامل» فرد عليها السيسي «ستظلون في البلد وستعيشون في أمان». وسادت أجواء احتفالية حول المركز حيث كانت سيدات تزغردن وأخريات تصفقن وتلوحن بأعلام مصر.
وأكد الناخبون أنهم «جاءوا ليعطوا أصواتهم للسيسي»، مؤكدين أن «السيسي رجل المرحلة المقبلة فقد أنقذ البلد من عصابة الإخوان ووقف موقفاً بطولياً إلى جانب الشعب». وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في الانتخابات التي يريد مؤيدو السيسي أن يجعلوا منها دليلاً على شعبيته الكبيرة، بينما دعا تحالف دعم الشرعية الذي يضم جماعة الإخوان إلى مقاطعة الانتخابات. وطلب السيسي من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية «عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله أنكم 40 أو 45 مليوناً وحتى أكثر» في حين يبلغ إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليوناً. وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ أيام أغاني وكليبات قصيرة تدعو المصريين إلى «النزول» يومي الانتخابات. وانضمت مؤسسة الأزهر إلى هذه الدعوة. وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب إن «التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن». وأضاف في ما أسماه «نداء الأزهر الشريف إلى الشعب المصري» إنه يدعو «كل مصري ومصرية إلى تلبية نداء الوطن بالمشاركة والنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات». في الوقت ذاته، يقدم القيادي اليساري حمدين صباحي نفسه باعتباره المرشح المعبر عن مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير التي عكسها شعارها الرئيسي «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية». وصباحي، الذي أكد أنه قرر الترشح بناء على إلحاح الشباب الذين يخشون عودة نظام مبارك، لعب دوراً مركزياً في جبهة الإنقاذ الوطني التي تشكلت في نوفمبر 2012 لمعارضة مرسي ونظمت تظاهرات واحتجاجات عديدة ضده مهدت لخروج الملايين في 30 يونيو الماضي للمطالبة برحيله. وأعلن العديد من النشطاء السياسيين البارزين أنهم سيصوتون لصالح صباحي. ورأى محللون أن المصريين سيصوتون لصالح السيسي على أمل أن ينهي الاضطرابات المستمرة منذ 3 سنوات منذ ثورة يناير.