بانكوك - (وكالات): حصل زعيم الانقلاب العسكري في تايلاند أمس على موافقة ودعم الملك، ليحذر من بعدها من أنه لن يتساهل مع أي معارضة في الشارع لسلطته الجديدة.
وظهر قائد الجيش الجنرال برايوت شان اوتشا على التلفزيون في زي عسكري أبيض وهو يركع أمام صورة للملك بوميبول خلال مراسم رسمية نظمت في المقر الرئيس للجيش. ويعيش الملك «86 عاماً» وهو في حالة صحية سيئة، في قصر في هوا هين المنتجع الواقع جنوب بانكوك، ولا يظهر كثيراً في العلن ونادراً ما يدلي بتصريحات. وجاء في بيان ملكي خلال المراسم أنه «بهدف إعادة السلام والنظام، ومن أجل وحدة البلاد سمى الملك الجنرال برايوت شان اوتشا» لتكون مهمته «إدارة البلاد منذ الآن». ومباشرة بعد تلك المراسم، حذر الجنرال برايوت معارضي الانقلاب العسكري من أنه لن يتساهل مع أي تظاهرة.
وتظاهر ألف تايلاندي برغم قرار منع التظاهرات الصادر عن القيادة العسكرية، وهتفوا «أوقفوا الانقلاب» و»ارحل».
وقال الجنرال برايوت خلال أول مؤتمر صحافي بعد استلامه السلطة أنه في حال تظاهر المعارضون مجدداً «سأشدد تطبيق القانون وستمثلون أمام المحكمة العسكرية»، ما أثار الخشية من اندلاع أعمال عنف.
وأصبحت القيادة العسكرية قادرة على الاعتماد على الموافقة الملكية من أجل تأكيد شرعيتها. وبحسب المحلل السياسي الأمريكي المختص بالشؤون التايلاندية بول شامبرز فإن «العسكريين بحاجة إلى موافقة ملكية علنية وسريعة» في البلد الذي ينظر فيه إلى الملك كرجل نصف إلهي. ووفق خبراء فإنه عادة ما يحصل الجيش على دعم القصر الملكي في سيطرته على الحكم.
يذكر أنه خلال 7 أشهر من التظاهرات المعارضة قبل الانقلاب العسكري قتل 28 شخصاً غالبيتهم بإطلاق نار وقذائف من قبل مجهولين في العاصمة بانكوك. ومازالت الأوضاع متوترة منذ إعلان الجيش الخميس الماضي الانقلاب العسكري، وهو الـ19 في البلاد منذ اعتماد الملكية الدستورية في 1932. وحل النظام العسكري الجديد مجلس الشيوخ بعدما أعلن تعليق الدستور. ومن ثم تسلم الجنرال برايوت السلطات التشريعية، وهو الذي يمتلك أصلاً كافة الصلاحيات.
واعتمدت المحاكم العسكرية من دون استئناف بحق من يهين الذات الملكية أو «يهدد أمن المملكة». ويتعلق ذلك بكل من ينتقد «الملك والملكة والورثة والأوصياء»، وفق ما أعلن الجيش. وتطبق تايلاند أحد أشد القوانين في العالم في ما يتعلق بإهانة الذات الملكية.
واعتقلت القيادة العسكرية الجديدة العديد من الشخصيات السياسية، ومن بينها رئيسة الوزراء السابقة ينغلاك شيناوترا، شقيقة رئيس الحكومة الأسبق ثاكسين شيناوترا والذي أطيح به بانقلاب عسكري في 2006، وموجود اليوم في المنفى.