ويست بوينت - (وكالات): دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكونغرس أمس إلى «تخصيص 5 مليارات دولار لدعم شركاء الولايات المتحدة في القتال ضد الإرهاب»، فيما وعد «بدعم المعارضة السورية المعتدلة التي تقدم أفضل بديل عن الإرهابيين والديكتاتور الوحشي»، في إشارة إلى الرئيس بشار الأسد، بينما حذر من «تسرع» الولايات المتحدة في خوض حروب خارجية.
وأضاف في كلمة أمام كوادر أكاديمية «ويست بوينـــت» العسكـــرية في نيويورك «دعم الكونغرس لهذه المبادرة سيسمح لنا بتدريب وبناء القدرات في الدول الشريكة على خط المواجهة في القتال ضد الإرهاب». وذكر أن «هذه الموارد ستعطينا المرونة اللازمة لإنجاز مختلف المهام بما في ذلك تدريب قوات الأمن في اليمن، ودعم قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال، والعمل مع الحلفاء الأوروبيين لتدريب قوات أمن وشرطة حدود في ليبيا ومساعدة العمليات العسكرية الفرنسية في مالي». وعشية الإعلان عن برنامج الانسحاب من أفغانستان بحلول عام 2016، وعد الرئيس الأمريكي بزيادة دعمه للمعارضة السورية والوقوف في وجه روسيا في الملف الأوكراني، وبشفافية أكبر في استخدام الطائرات دون طيار في الحرب ضد الإرهاب. لكنه عمد في البداية إلى شرح نظرته بشأن موقع أمريكا في العالم.
وتابع أوباما «صحيح جداً أن العزل الأمريكي ليس ممكناً في القرن الحادي والعشرين». وأضاف «لكن القول إن لدينا مصلحة في تعزيز السلام والحرية خارج حدودنا لا يعني أن لكل مشكلة حلاً عسكرياً»، واستشهد بتصريح للرئيس الأمريكي الراحل دوايت ايزنهاور في 1947 قال فيه إن الحرب مثل «الجنون الأكثر مأسوية والأكثر غباء لدى الطبيعة الإنسانية».
وذكر أن «بعض أخطائنا الأكثر كلفة منذ الحرب العالمية الثانية ليست ناتجة عن امتناعنا بل عن إرادتنا للمشاركة في مغامرات عسكرية من دون التفكير بالنتائج».
ودافع الرئيس الأمريكي عن سياسته تجاه الأزمة السورية، التي أسفرت عن سقوط أكثر من 160 ألف قتيل. وقال «بقدر ما يبدو الأمر محبطاً، ليس هناك جواب سهل، ولا حل عسكرياً يمكن أن يوقف المعاناة في مستقبل قريب».
وأضاف «كرئيس اتخذت قراراً بعدم إرسال قوات أمريكية إلى وسط هذه الحرب الأهلية وأعتقد أنه كان القرار الصائب. لكن هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نساعد الشعب السوري في النضال ضد ديكتاتور يقصف شعبه ويجوعه». ووعـــد بزيــــادة الدعــــم الأمريكـــي «للمعارضة السورية المعتدلة التي تقدم أفضل بديل من الإرهابيين والديكتاتور الوحشي».
كما طلب أوباما من الدول المجاورة لسوريا أي الأردن ولبنان وتركيا والعراق التي تضم الكثير من اللاجئين السوريين بذل المزيد من الجهود.
وتقتصر المساعدة الرسمية الأمريكية للمعارضة السورية منذ بدء النزاع على مساعدة بمعدات غير قاتلة بقيمة 287 مليون دولار.
وتحدث أوباما عن نيته طي صفحة أكثر من عقد تركزت فيه السياسة الخارجية الأمريكية على الحروب في افغانستان والعراق. كما أعلن أمس الأول بقاء 9800 جنــدي أمريكــي في أفغانستان بعد عام 2014 قبل الانسحاب الكامل بحلول 2016. وينتشر في أفغانستان حالياً 32800 جندي أمريكي.
لكنه أشار إلى أن تنفيــــذ برنامج الانسحاب من أفغانستان يرتبط بتوقيع الرئيس الأفغاني المقبل على اتفاق الأمن الثنائـــي بيـــن البلدين والذي يحدد شروط الوجود الأمريكي في البلاد.