استنكر نواب وشوريون التصريحات غير المسؤولة لمساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبداللهيان، ودعوا إلى إطلاق حملة اتصالات دبلوماسية على المستوى العربي والإسلامي والأممي لتوثيق هذا " التدخل الإيراني السافر والمستمر بالشأن البحريني الداخلي".
وأكد الشوريون والنواب لـوكالة أنباء البحرين "بنا " اليوم السبت أن حفظ الأمن والاستقرار في البحرين أولوية قصوى لا يمكن التنازل عنها مهما اشتدت الضغوط الخارجية، وأن لا أحد فوق القانون، لافتين إلى أن ارتفاع صوت المعارضة في البحرين بعد التهديدات الإيرانية اليوم هو دليل قاطع على التناغم بينها وبين نظام طهران، وداعين إلى الإسراع بالاتحاد الخليجي في وجه الأطماع الإيرانية.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى د. الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة إن التهديد الإيراني للبحرين ولشعب البحرين اليوم إزاء تطبيق القانون والمحافظة على الأمن الوطني هو تدخل آخر في الشؤون الداخلية تستنكره كل الشعوب الحرة والأعراف الدولية ، كما أنه دليل قاطع على ارتباط عيسى قاسم نفسه بإيران ومن ورائه اتباعه وخاصة الجمعيات السياسية، ومنها الوفاق، وقال "هذا الارتباط مع ايران ليس جديدا علينا في البحرين ، فشعب البحرين يعلم بتلك المخططات الإيرانية وواع لهذه التدخلات السافرة الهادفة في نهاية المطاف إلى إقامة جمهورية إسلامية في البحرين تتبع إيران".
وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني في مجلس الشورى أن الأمن الوطني يأتي في المرتبة الأولى وطنيا، وهو الذي يحدد مسارات العلاقات الخارجية وليس العكس.
وقلل الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة من أهمية تهديد مساعد وزير الخارجية للبحرين، ووصفه بأنه " فقاعة تهدف كالعادة إلى دغدغة مشاعر من يدورون في فلك إيران"، وقال "هذا التهديد الإيراني ليس الأول ولن يكون الأخير"، مذكِّرا بتهديد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إزاء وجود درع الجزيرة في الخليج، وبتهديد إيران المتكرر بإغلاق مضيق هرمز، وغيرها.
ودعا عضو مجلس الشورى إلى التنبه للمشروع الإيراني الذي يشجع التطرف والعنف لشق الصف العربي طائفيا بما يضعف محيط إيران كما حدث في العراق وباكستان وأيضا في لبنان وحاليا سوريا.
من جانبه اعتبر النائب محمد العمادي أن ما يحدث هو إثبات أن ما تقوم به الفئة الضالة من أعمال إرهابية في البحرين إنما يجري بدعم وتنسيق كامل من إيران وحزب الله ومقتدى الصدر، مؤكدا أن للبحرين الحق الكامل في تطبيق قوانينها على الجميع بلا استثناء.
وأكد النائب العمادي أن تطبيق القانون وحده كفيل بفرض الأمن وتحقيق الاستقرار والالتفات إلى البناء والتنمية، وإلا سيبقى المأزق التأزيمي قائما ، وقال "نلمس عن كثب استياء الشعب البحريني من حالة الفوضى التي يسهم فيها محرضون على العنف ومنفذون".
وقال العمادي إن ما يجري في البحرين هو اعتداءات سافرة على رجال الأمن، وهو ما لا يمكن أن تقبل به أي دولة مستقلة ذات سيادة ، لافتا إلى أنه لم يعد خافيا على أحد مقدار الدعم اللوجستي والإعلامي الذي يحظى به الإرهابيون في البحرين.
وشدد العمادي على أهمية العمق الاستراتيجي العربي والإسلامي للمملكة البحرين، داعيا إلى الإسراع في تطبيق الاتحاد الخليجي كاملا لمنع أية تجاوزات إرهابية إيرانية على دول الخليج العربي.
من جانبها اعتبرت عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب سوسن تقوي أن تصريح المسؤول الايراني تدخلا سافرا ومرفوضا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ويتناقض مع مبادئ الأمم المتحدة وسيادة مملكة البحرين باعتبارها دولة عربية مستقلة عضو في منظمة الأمم المتحدة.
وقالت تقوي إن دستور مملكة البحرين نص على وجود ملك وشعب ، ولم يُفرِّق بين المواطنين بأيّ صفات تمييزية، و أن القانون مسطرة يجب تطبيقها على الجميع، وبالتالي فإن ما يوجب احترامه وتقديره هو الاطمئنان لسلامة الاجراءات القانونية اللازمة وفي حال وجود مزاعم أو شكوك حول سلامة الاجراءات أو الجنوح بأخطاء فإن القانون يتيح للمتضرر اللجوء بالشكوى للنيابة العامة أو أقرب مركز للشرطة وذلك لتأخذ العدالة مجراها.
وأكدت تقوي أن عبداللهيان سفير سابق للنظام الايراني في البحرين، وهو كان يدير بعض الفتن من خلال تواجده في مقر البعثة الدبلوماسية بالمنامة، وليس غريبا عنه اليوم هذه التصريحات المشينة والتي تعتبر تدخلا فجاً من جار اسلامي يهوى تصدير فتنه الى جيرانه الآمنين.
وقالت تقوي إن وزارة الداخلية أوضحت مبررات وجودها في منطقة الدراز وبخاصة من بعد تعرض قوة من الشرطة لعمل إرهابي تمثل في إطلاق نار من سلاح محلي الصنع ، أصيب على أثره اثنان من أفراد الشرطة، وأنه جرى تكثيف أعمال البحث والتحري واتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة تجاه المتورطين، وتم تطويق الموقع المشتبه به تواجد الارهابيين، وأن وزارة الداخلية نفت استهداف أيّ منزل أو شخص بعينه بدليل ان أعمال البحث والتحري شملت تطويق عدد من المنازل والتأكد منها وليس بيتا واحدا فقط.
بدوره دعا النائب على الزايد إلى إطلاق حملة اتصالات دبلوماسية فعالة على المستوى العربي والإسلامي والأممي ردا على هذه التدخلات الإيرانية المستنكرة والمستقبحة، وقال "كيف يمكن لهذه الدولة التي تسمي نفسها "الجمهورية الإسلامية" وتدعي حماية الإسلام أن تصدر كل هذا الإرهاب والأذى لجيرانها المسلمين في العراق ولبنان وسوريا والبحرين وغيرها!؟.
ونصح النائب الزايد نظام إيران بـ " الالتفات إلى منح شعبه ديمقراطية حقيقة وخبز بدل اتباع سياسية الهروب للأمام عبر دغدغة مشاعر الشعب الإيراني وتصدير المشكلات"، لافتا إلى أن إيران تنظر بعين الغيرة إلى نعمة الأمن والأمان والبحبوحة الاقتصادية التي تنعم بها دول الخليج.