كتب - عبدالرحمن محمد أمين:قصة نجاح جديدة يكتبها شباب بحريني، يجمع بين شغفه بالتطوع وعشقه للتراث، وتحكي تفاصيل هذه القصة عن تنفيذ برنامج دولي لحماية التراث في قلعة البحرين، لأول مرة في المملكة ومنطقة الخليج العربي بأكملها، بمشاركة شباب من دول العالم، وبالتعاون مع منظمة اليونسكو ووزارة الثقافة، وبعد المشاركة في اجتماعات اليونسكو في النمسا وألمانيا، أسفرت جهود هؤلاء الشباب عن استضافة البرنامج مجدداً في نهاية العام الحالي، والمضي قدماً في إنشاء مركز متخصص «مركز الخدمة التطوعية الدولية» بجمعية الكلمة الطيبة.يذكر محمد بوكمال، عضو مجلس إدارة الكلمة الطيبة، طرفاً من هذه التفاصيل المشوقة، بالقول: لقد اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والتراث «اليونسكو» جمعية الكلمة الطيبة للمرة الثانية لتنفيذ برنامجها الدولي لإحياء التراث بعد نجاحها اللافت في تنفيذ النسخة السنوية الأولى، يناير 2014م، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومشاركة شباب متطوع من دول أوروبية وأفريقية وآسيوية.وأضاف أن الكلمة الطيبة كانت أول جمعية خليجية يتم اختيارها لتنظيم البرنامج الدولي لإحياء التراث للعام الثاني على التوالي، مشيراً إلى أنها شاركت مؤخراً في الاجتماع الدولي للبرنامج الذي نظمته اليونسكو في النمسا لوضع المعايير الدولية لإدارة المعسكرات التطوعية الدولية، كما استلمت دعوة للمشاركة في الاجتماع القادم بألمانيا خلال شهر أبريل 2013.معايير صارمةلم تكن الأمور مجرد نزهة، حيث واجهت الجمعية صعوبات ومعوقات لكنها نجحت في التغلب عليها جميعاً لأن شبابها يهوى استكمال شروط النجاح. ومن المعروف أن لدى منظمة اليونسكو معايير صارمة تشترط على الجمعيات الراغبة في العمل في حقل حماية التراث الالتزام بها.وقد سعت جمعية الكلمة الطيبة إلى الالتزام بكافة المعايير المطلوبة ومن أهمها:- أثبتت الجمعية أنها على استعداد كامل لتنظيم البرنامج الدولي ، من خلال خبرات كبيرة اكتسبتها من خلال عضوية الاتحاد العربي للعمل التطوعي، حيث قامت بتنظيم الفعاليات العربية والدولية الحاشدة، ومن بينها أول معسكر تطوعي للشباب في المنطقة العربية. -أعدت الجمعية وعن طريق كوادرها الشبابية، الدراسات المطلوبة حول كيفية حماية الموروثات التراثية العالمية والمحلية، وأفضل الممارسات التي بالإمكان تطبيقها في هذا المجالبين نسختينونوه مدير البرنامج أن جمعية الكلمة الطيبة هي الأولى خليجياً والثالثة عربياً التي تنظم هذا الحدث الشبابي الدولي لليونسكو بأحد مواقع التراث العالمي «قلعة البحرين»، حيث أسهم المشاركون تحت إشراف متخصصين من وزارة الثقافة في توسيع الاستعمال الثقافي لقلعة البحرين، والتوعية بأهمية حماية الموروث التاريخي والإنساني.إن المتطوعين من الشباب المشاركين في النسخة الأولى من البرنامج الدولي لحماية التراث كانوا يمثلون الدول التالية: فرنسا، سويسرا، ألمانيا، تركيا، بلجيكا، البوسنة والهيرسك، الجزائر، الإمارات العربية. ومن المتوقع أن يشارك عدد أكبر من الشباب من دول أكثر في النسخة السنوية الثانية المقرر لها نهاية العام الجاري 2014م.لقد شارك الشباب البحريني، أقرانهم من دول العالم في صيانة التراث الإنساني بقلعة البحرين. وشملت النسخة السنوية الأولى: حملات إعلامية وتوعية بأهمية الحفاظ على التراث، وورشات عمل وزيارات ميدانية للفضاءات الثقافية والشبابية بالعاصمة المنامة، وحملة نظافة وزراعة الأشجار والزهور في محيط القلعة بالمشاركة مع السكان وذلك على مدار أسبوع كامل، بدعم من المتخصصين بوزارة الثقافة.وتنوعت فعاليات البرنامج بين ورش صيانة يومية بمساعدة المختصين بهدف توسيع الاستعمال الثقافي للموقع المصنف ضمن مواقع التراث العالمي، وفعاليات عامة وحملات بمشاركة السكان للتوعية بأهمية حماية الموروث التاريخي في قلعة البحرين على وجه الخصوص، إضافة إلى زيارات ميدانية للفضاءات الثقافية والشبابية بالعاصمة المنامة، وحملة نظافة وزراعة الأشجار والزهور في محيط القلعة، وتنظيم معرض صور لقلعة البحرين واختيار الفائزين بآلية تصويت الجمهور الزائر للقلعة والمعرض.وأكد مدير البرنامج محمد بوكمال أن هذا الحدث العالمي الشبابي قد حقق أهدافه بالكامل والتي تتمثل بالأساس في تشجيع سكان المجتمع المحلي على أن يكونوا أكثر اهتمامــــاً بحمايــــة الموروث التاريخي، والمساهمة في تشجيع برنامج الزيارات السياحية لأثار البحرين.مركز دوليتأسيساً على برامج تطوعية عديـــدة فـــي جمعيـــة الكلمـــة الطيبة، نجحت في التعاون مع الوزارات الحكومية والقطاعات الأهلية والخاصة، وعدد من المنظمات الطوعية الهامة في مناطق العالم المختلفة، تسعى الجمعية إلى إطلاق «مركز الخدمة التطوعية الدولية».وتهدف جمعية الكلمة الطيبة مـــن تأســيس المركـــز إلـــــى إيجاد منبر للمنظمات الأهلية والشبــــاب البحرينــــي عمومـــاً للتواصل والتعاون مع العمل التطوعي العالمي، وتعزيز عمل الدبلوماسية الشعبية، الساعية إلى تعزيز دور الشباب البحريني والقطاع الثالث في الترويج لصورة واقعية عن مملكة البحرين.وترتكـــز رؤيــة مركـــز الخدمــة التطوعيــــة الدوليــــة علــــى: «المشاركــة الفاعلـــة للشبـــاب البحريني من خلال التطوع في المجالات الثقافية والاجتماعية، وتوسيع خيارات الشباب ومبادراته من أجل ممارسة مشاركته في المجالات التطوعية المختلفة».ويهدف المركز إلى تعزيز دور الشباب في القطاع الأهلي والتنمية المستدامة، إعداد متطوعين دوليين وسفراء لمملكة البحرين للمشاركات التطوعية الدولية، حماية الموروث الثقافي للبحرين والعالم أجمع، تعزيز التواصل بين جيل الشباب وبينه وبين نظرائهم في العالم، دعم المبادرات التطوعية الشبابية بينها وبين المبادرات الشبابية العربية والدولية، توظيف مواقع التواصل الاجتماعي وتعزيز دور الشباب البحريني في حمات الترويج على تلك المواقع.السياحة الثقافيةمن جانبه، أكد بوكمال النجاح في تنظيم أحداث خليجية وعربية ودولية على أرض مملكة البحرين، لم يكن ليحدث لولا فضل الله تعالى ثم المشروع الإصلاحي وحماس الشباب المتطوعين، مشيراً إلى أن جمعية الكلمة الطيبة تتميز بأنها تفتح الأبواب أمام جميع المبادرات الشبابية واحتضانها وتشجيعها على العمل والإنجاز.وكشف بوكمال أن مخرجات البرنامج الدولي والصور والمادة الفلمية وعلاقات التشبيك مع المنظمات الطوعية الشبابية في العالم، سوف توظفها الجمعية في أفلام وثائقية ومجلات باللغتين الإنجليزية والعربية، وتنشرها إعلامياً في الصحف ومواقع التواصل أو تقيم لها فعاليات ضمن برامجها المتنوعة، المحلية والعربية والدولية، وذلك للترويج للسياحة الثقافية والتاريخية بمملكة البحرين، كما ستمثل مادة خصبة ضمن جهود الجمعية كإحدى منظمات المجتمع المدني في إطار «الدبلوماسية الشعبية».