القــاهـــرة - (وكـــالات): احتفــل ملاييــــن المصريين المؤيدين لوزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي بفوزه الساحق في انتخابات الرئاسة، بعد إعلان النتائج الأولية التي أظهرت «حصول السيسي على 93% من الأصوات بواقع أكثر من 23 مليون صوت، فيما حصل منافسه مرشح اليسار حمدين صباحي على أكثر من 752 ألف صوت، بنسبة 3%، بينما بلغ عدد الأصوات الباطلة أكثر من مليون صوت، بنسبة 4%، وبلغ عدد المشاركين في الانتخابات أكثر من 25 مليون ناخب، بنسبة 46% من إجمالي عدد الناخبين البالغ 54 مليوناً»، وفقاً لمصادر قضائية. في غضون ذلك تحدثت تقارير عن أن «إعلان النتائج النهائية سيتم 4 يونيو المقبل، بينما سيؤدي السيسي اليمين الدستورية رئيساً للبلاد أمام المحكمة الدستورية العليا في 7 يونيو المقبل، بحضور عدد من القادة والرؤساء العرب». في المقابل، أقر صباحي «بهزيمته في الانتخابات»، مؤكداً «احترامه لإرادة الشعب المصري».
واحتلت الأخبار التي تشير إلى فوز السيسي العناوين الرئيسة للصحف أمس منها عنوان يقول «السيسي على عرش مصر». وانطلقت الألعاب النارية في سماء القاهرة بعد أن بدأت النتائج في الظهور ولوح أنصار السيسي بالأعلام المصرية وأطلقوا أبواق السيارات في الشوارع المزدحمة.
واستمرت الاحتفالات في مصر عندما تجمع الناس واحتفلوا بما بدا أنه سيكون فوزاً ساحقاً. ووسط الألعاب النارية التي أطلقوها أخذ أنصار السيسي يغنون ويرقصون على أنغام الأغاني الوطنية وهم يرفعون صوراً عملاقة لمؤيدهم الذي تغطي صوره بالفعل جدران ومتاجر القاهرة منذ شهور.
وقال رجل بين المحتفلين يدعى محمد محمود إنه يشعر بالسعادة إزاء الطريقة التي أجريت بها الانتخابات.
وأضاف أن هذه الانتخابات «حلال» مشيراً إلى أنه لم يتم خلالها توزيع مواد تموينية أو أموال.
وبالنسبة لأنصار السيسي، يفتح هذا الفوز الكاسح باب الأمل لعهد جديد مشرق.
وقال مواطن يدعى محمد أمير إنهم كانوا يعيشون في حالة من القلق في منازلهم وفي الشوارع مع عمليات السطو وسرقة السيارات. وأعرب عن أمله في أن تهدأ الأوضاع مع فوز السيسي.
من جانبه، أقر صباحي بخسارته في انتخابات الرئاسة مؤكداً أنه «يحترم إرادة الشعب».
وفي مؤتمر صحافي، قال صباحي، الذي أشارت النتائج الأولية إلى حصوله على أكثر قليلاً من 3% مقابل أكثر من 93% للسيسي، «اعتز أنني مع شركاء وحملة متفانية أفخر بها، قدمنا فرصة الاختيار لشعب قادر على الاختيار والآن أتت اللحظة التي أقول فيها لشعبنا العظيم إنني احترم اختياره وأقر بخسارتي في هذه الانتخابات».
وأضاف صباحي أن الأرقام المعلنة لنسب المشاركة في الانتخابات ليس لها «مصداقية أو صدقية» لدينا متحدث عن انتهاكات كثيرة قبل أن يقر مرة أخرى بأن «كل هذه الانتخابات لا تؤثر في النتيجة النهائية» للانتخابات.
وقال صباحي «لا مكان في قلوبنا لغل أو لكراهية أو لرغبة في الانتقام أو لإدامة الانقسام، نبحث عن وطن ناهض عادل وكرامة لكل مصري ومصرية وأقول بصدر رحب وروح راضية لقد احترمنا كل من اختلف معنا وكل من تخلى عنا قدرناه وكل من أساء لنا سامحناه ونريد أن ننظر إلى المستقبل ونفتح صفحة جديدة في هذا الوطن».
وشدد على أنه سيواصل العمل من أجل تحقيق أهداف ثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام حسني مبارك وهي «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
وقال «سنخوض معاركنا ضد سياسات الفساد والاستبداد والافقار، سنكون ضد الإرهاب والعنف وجماعاته والداعين إليه، لن نتسامح ولن نتصالح لا مع الإرهاب ولا مع الفساد ولا مع الاستبداد». وأكد أنه يريد أن يقضي على الإرهاب ليس بالأمن فقط وإنما بالعدل والديمقراطية والحريات».
في سياق متصل، اعتبر مراقبو الاتحاد الأوروبي أن الانتخابات الرئاسية «احترمت القانون».
وقال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ماريو ديفيد إن «الانتخابات الرئاسية تم تنظيمها في إطار من احترام القانون» وجرت «في هدوء». كما أكدت بعثة جامعة الدول العربية «نزاهة وشفافية عمليات التصويت والفرز في الانتخابات الرئاسية المصرية، مشيرة إلى أن الملاحظات التي تم رصدها خلال أيام الانتخابات لم تؤثر على سير العملية الانتخابية ولا على النتائج، لكونها سلبيات ذات طابع فني يمكن معالجتها وتداركها مستقبلاً».
من جانبه، قال نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار محمد الشناوى، إن «المشير السيسى سيؤدى اليمين الدستورية أمام الجمعية العامة للمحكمة برئاسة رئيس المحكمة بالإنابة المستشار أنور العاصي في 7 يونيو المقبل».
وكشف مصدر قضائي أن «رئاسة الجمهورية، ستقوم بتسلم المحكمة بأكملها لتأمين دخول وخروج الرئيس الجديد، ومن سيتم دعوتهم لحضور مراسم حلف اليمين ومن بينهم رؤساء وزعماء بعض الدول العربية وسفراء وقناصلة الدول الأجنبية والعربية، وذلك بحضور المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت وحكومة الدكتور إبراهيم محلب وبعض الشخصيات العامة والقوى السياسية وأعضاء لجنة الانتخابات الرئاسية».