يريد بعض السويدين أن يثبتوا أن العمل لفترة أقصر يمكنه أن يسمح بأجر أفضل وإنتاجية أكبر.
وستختبــــر بلديـــة غوتنبــــرغ الاجتماعــــية-الديمقراطية مشروعاً للعمل أقل مع موظفين في قطاع العناية بالمسنين. وتعمل مجموعة ست ساعات في اليوم في حين تستمر مجموعة ثانية بالعمل ثماني ساعات كالعادة.
وبعد سنة ستحلل السلطات البلدية البيانات لمعرفة إن كان يوم العمل من ست ساعات يسمح بالاقتصاد مع أيام عطلة مرضية أقل على سبيل المثال، وستقرر إذا ما كان ينبغي توسيع نطاق التجربة أو إضفاء طابع دائم عليها.
وحتى الآن، تقتصر التجربة على القطاع العام. إلا أن المستشار البلدي في وغتنبرغ ماتس بيلهيم من حزب اليسار على اقتناع أن السويد تتجه إلى أيام عمل اقصر.
وقال «الناس يعملون لسنوات طويلة ويجب التفكير بالطريقة الفضلى لتأمين بيئة أكثر إنسانية في مكان العمل». والعمل لساعات أقل يجب أن يترافق مع إنتاجية قوية للمحافظة على الهامش التنافسي. وفي التصنيف العالمي للثروة المنتجة في الساعة وللفرد الواحد الذي تضعه منظمة «كونفرس بورد» الأمريكية للأبحاث حول الشركات، تحتل السويد المرتبة الحادية عشرة على 61 بلداً. وتتصدر النروج التصنيف فيما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثالثة وهولندا المركز الخامس وفرنسا السادس فيما بريطانيا في المركز الثالث عشر. وترى ساحلين أن المشروع لا يمتلك مقومات النجاح لأنه يجعل جزءاً من اليد العمل تعمل بنسبة 25 % أقل من السابق في مقابل الأجر نفسه وسيكلف كثيراً. وأكدت «أظن أنها فكرة غير معقولة ولا أظن أنها ستتجسد على أرض الواقع». ويستند معارضو المشروع خصوصاً على ساعات العمل الـ35 في فرنسا وألمانيا و30 ساعة في هولندا التي أدت الى نتائج متفاوتة جداً.
وقالت ماريا ريدن المعارضة المحافظة في المجلس البلدي في غوتنبرغ «إنها نوع من السياسات الشعبوية والاشتراكية الخطيرة جداً على الاقتصاد».
أما المدافعون عن المشروع فيعتبرون أنه سيتم الاقتصاد على المدى الطويل مع عدد أقل من أيام العطلة المرضية على مر السنين وعمال أقل تعباً مع اقتراب سن التقاعد.
ويستند بيلهيم على مثال مصنع تويوتا في غوتنبرغ حيث اعتمد يوم العمل من ست ساعات في العام 2002 لتشغيل المنشآت إلى أقصى حد فثمة فريق عمل في الصباح يخلفه فريق عمل بعض الظهر دون أي انقطاع. ويعتبر نيسلون أن يوم العمل من ست ساعات أكثر إنتاجية إذ ثمة وقت ضائع أقل. ويوضح «في كل مرة يؤخذ فيها استراحة يحتاج العامل إلى 10 دقائق أو 15 دقيقة قبل أن يستعيد عمله».