كتبت – حوراء سيد شبر:
قد تتعدد الأسباب وراء خضوع تلاميذ وطلبة المدارس للدروس الخصوصية؛ لكنها في النهاية تحولت لأمر ضروري، وليس خياراً يمكن التخلي عنه. ذلك ما يؤكده عليه أولياء الأمور من آباء وأمهات، فولية الأمر فاطمة ناجي، تشير إلى أن لجوء الطلبة للدروس الخصوصية جاء كأحد أسباب انشغال ولي الأمر بلقمة عيشه، دون متابعة أبنائه، عدا عن حاجة بعض الطلبة لتكثيف الدروس بسبب قلة الانتباه في الصف، أو بسبب كثرة عدد الطلاب في الصف الواحد.
وبينما تؤكد ولية الأمر تهاني علي أن الدروس الخصوصية تحدث تغييراً في فهم الطالب واستيعابه، يرجع ولي الأمر عبدالجليل العالي ذلك، لجدية الطالب ورغبته في التعلم، ومهارة طرق التدريس في المعاهد.
من جانبها، تقول الطالبة سلمى جاسم: لا أستطيع استيعاب كامل الدروس، والدروس الخصوصية تساعدني كثيراً، ورغم أن الوقت أقل من الوقت الذي تستغرقه المدرسة في شرح الدرس إلا أنني أفهمه جيداً، لقد استفدت كثيراً فأصبحت أحصل على درجات مرتفعة.
وتشير الطالبة بالمرحلة الثانوية بتول سيد محمود إلى أنها تلتحق بالدروس الخصوصية لمادتي الرياضيات والفيزياء في أحد المعاهد، بسبب صعوبة المقررات.
كذلك تلجأ الطالبة بالمرحلة الثانوية منى علي للمعاهد لأجل فهم أوسع لمادة الرياضيات.
أما الطالبة بالمرحلة الإعدادية بتول سيد رضا، فتجد في دروس المعهد ما يساعدها على فهم مادة الرياضيات.
لكن الطالبة بالمرحلة الثانوية نور جعفر، تميل لمادتي الرياضيات والفيزياء، لذا تلجأ للدروس الخصوصية لمزيد من فهم المادتين.
ولا يرغب التلميذ بالصف الثالث الابتدائي محمد خالد، الالتحاق بالدروس الخصوصية، إذ يكفيه شرح المدرس ومساعدة والدته.
في السياق نفسه ترجع مديرة مدرسة صغرى ربيع، تزايد أعداد الطلاب في حصص الدروس لأسباب تتعلق بمستوى المعلم، من حيث إلمامه بمادته، وضعف القدرة على جذب الطالب نحو موضوع الدرس بسبب اتباع استراتيجيات التلقين، وضعف الاهتمام بالفئات الخاصة بالصف، والتدريس بمستوى واحد لجميع التلاميذ.
وتضيف: إن الافتقاد للمهارة يتسبب بمشكلات سلوكية تعطل في الغالب سير الحصة، كذلك هناك أسباب تتعلق بأنظمة التعليم كجعل نسبة الاختبارات هي النسبة الأكبر في التقييم، وهي حوالي 75% ، كذلك غياب ثقافة المشاريع المدرسية بالمفهوم التربوي الصحيح، واعتماد الطالب على الحفظ والتلقين.
بدورها تقول مدرسة الاجتماعيات ابتسام حسن، إن الطلبة يلجئون للدروس الخصوصية نظراً لصعوبة المادة العلمية أو عدم تمكن المعلم من إيصال المعلومة، وربما يكون سبب هذه الدروس عدم انتباه الطالب في الحصة، مما يستدعي حضوره الدروس الخصوصية، وأحياناً تصبح هذه الدروس مطلباً للرفاهية.
وتؤكد أن هناك فروقاً فردية بين الطلبة، والدليل على ذلك النتائج المختلفة، حيث يختلف مستوى اكتساب الخبرات والمهارات، مشيرة إلى أن المدرس يستطيع إيصال المعلومات للطلبة على اختلاف مستوياتهم في الفهم، وذلك من خلال الإعداد الجيد للدروس والتنويع في الاستراتيجيات والأنشطة التعليمية المتمايزة حسب مستويات الطلبة. من جهته، يشدد المدرس حسن بركات على المدرس أن يعي مستويات طلبته، من خلال تقييمه للطلاب، مبيناً أنه لا يوجد طالب غبي وذكي، بل إن مستوى الإدراك والفهم هو الذي يتغير. وتشير مدرسة اللغة العربية زينب يوسف، إلى أن الدروس الخصوصية لا تحقق دائماً نتائج ممتازة.
970x90
970x90