تأمل كيف تعمل فلسفة الجزاء أو قانون الفعل وردة الفعل، وراقب في ما يحدث عندما ترمي حجراً في بحيرة، إنه يسبب التموجات التي ستنتشر نحو أطراف البحيرة قبل أن تعود إلى نقطة المركز. كذلك نحن البشر تنبعث منا باستمرار طاقة عندما نولد الأفكار والعواطف والمشاعر التي تتحول إلى ذبذبات وتنتشر في الكون.
الإنسانية هي نهر من النور يسير من أودية الأزل إلى بحر الأبد، في هذه الحياة هناك أشخاص يميلون إلى أن تشع منهم الطاقة وهناك آخرين يميلون إلى امتصاصها، كما يحدث في البحيرة عندما ترمي حجراً، الطاقة التي تشع منك ستنتشر حولك وترتطم بالآخرين، وذبذباتها ستعود إليك مرة أخرى.
من هذه الفلسفة ستستنتج أنه يجب عليك إذا أحسست أن هناك من أرسل إليك طاقة سلبية عبر أفكار أو أمنيات حاقدة وحاسدة بسبب حادثة ما، فلا ترد بالمثل لأن تلك الطاقة السلبية ستعود إليك وستأثر سلباً فيك عبر عوائق في مجرى حياتك.
عندما تبذل جهداً في إرسال الطاقة الإيجابية في الكون، عبر ابتسامك للآخرين والتعبير عن محبتك لهم، كن واثقاً بالله ومتأكداً أن ذبذبات هذه الطاقة ستعود عاجلاً أم آجلاً إليك من خلال أشخاص سيبادلونك المحبة والاحترام، فالحب لا يعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلا من ذاته، وهو لا يملك ولا يملك، فحسبه أنه الحب، أما إذا كنت لا ترى إلا ما يظهره الضوء، ولا تسمع إلا ما تعلنه الأصوات فأنت بالحقيقة لن تستشعر جمال الحياة.
انشر الحب ولا تجعل من الحب قيداً، بل اجعله بحراً متدفقاً بين شواطئ روحك، وعش حياتك كلها عطاءً للحب لتحصل عليه لأن كل ما تقدمه يرجع إليك وكل ما تحصل عليه لن يبقى عندك.
علي العرادي
أخصائي تنمية موارد بشرية