حوار - وليد صبري:
كشف رئيس مستشفى الطب النفسي د. عادل العوفي عن أن «ميزانية المستشفى تبلغ 10 ملايين دينار تمثل 4% من ميزانية وزارة الصحة سنوياً»، مشيراً إلى أن «المستشفى يضم 591 موظفاً وموظفة، بينهم 52 طبيباً وطبيبة، بنسبة بحرنة أكثر من 98%».
وأضاف د. العوفي، في حوار خص به «الوطن»، أن «مستشفى الطب النفسي يقدم خدماته للمواطنين والمقيمين على مدار الساعة مجاناً»، موضحاً أن «كلفة المريض النفسي داخل المستشفى تبلغ 113 ديناراً يومياً».
وذكر أن «عدد الزيارات لعيادات الطب النفسي خلال عام 2013 بلغت أكثر من 59 ألف زيارة بينها 6 آلاف زيارة منزلية»، لافتاً إلى أن «عدد الزيارات لوحدة المؤيد لعلاج الإدمان والكحول بلغت 32 ألف زيارة خارجية، فيما تم علاج 722 حالة داخلياً خلال الـ5 سنوات الأخيرة»، وأن «نحو 80 مريضاً يترددون على الوحدة أسبوعياً».
وقال د. العوفي إن «المستشفى النفسي يساهم في علاج نحو 100 حالة اعتداء على الأطفال سنوياً بالتعاون مع «وحدة حماية الطفل»، مضيفاً أن «البحرين ضمن الدول المتقدمة الملتزمة بتوصيات منظمة الصحة العالمية في مجال الطب النفسي».
وأوضح أن «نحو طبيبين يلتحقان بالمستشفى النفسي سنوياً بإشراف لجنة مختصة»، مبيناً أن «صيدلية المستشفى تضم أكثر من 80 نوعاً من الأدوية».
وبشأن قانون الصحة النفسية، أشار د. العوفي إلى أن «الحكومة تبنت القانون وسيعرض على مجلس النواب في الفصل التشريعي المقبل».
وفي ما يلي نص الحوار:
هل من نبذة عن تاريخ مستشفى الطب النفسي في البحرين؟
لقد بدأت الخدمات النفسية في البحرين باقتراح مقدم من المجلس البلدي في عام 1930 إلى الحاكم الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله لإيجاد «محل» أو «مأوى» للمرضى النفسيين الذين كانوا يهيمون في الشوارع. وقد دعم تشارلز بلجريف مستشار حاكم البحرين ذلك الاقتراح، وقد خصصت 400 روبية لتلك الخدمات من قبل البلدية، وكانت هذه أول ميزانية تم رصدها للصحة النفسية على مستوى المنطقة. وتركزت في تلك الفترة العلاجات الشعبية للمرضى النفسيين في العلاج بالكي في الرأس، وإقامة حفلات «الزار» لإخراج الأرواح الشريرة، والبعض كان يستعين بالآيات القرآنية، أو تعليق الحديد على رقاب المرضى لإبعاد الجن عنهم. وقد تبنى تشارلز بلجريف كتابة الخطاب الرسمي إلى الحاكم المؤرخ في 23 شعبان 1349 هجري. وفي عام 1932 تم استئجار دار صغيرة جنوب المنامة وتتسع إلى 12 مريضاً للجنسين. وكان إيجار تلك الدار 5 روبيات شهرياً. وتم انتقال المرضى إلى الموقع الحالي في عام 1937. وتم نقل مسؤولية المرضى إلى الدائرة الطبية في عام 1948 حسبما ذكر الدكتور سنو في تقاريره التاريخية والتي ذكر فيها «لقد أخذ هذا المأوى من بلدية المنامة وأصبح تابعاً للدائرة الطبية، وقد أعيد تأثيث المبنى وعين له ممرض من الهند متخصص في الأمراض العقلية، وقد عمل على زيادة راحة المرضى بإضافة الأسرة والملاءات والأغطية وتحسنت نوعية الأكل، وخلال هذا العام أخرج 9 مرضى ممن شفوا، واثنان على أنهم تحسنوا عن ذي قبل».
ما أبرز الخدمات التي يقدمها مستشفى الطب النفسي؟
يقدم مستشفى الطب النفسي خدماته على مدار الساعة للمواطنين والمقيمين، بجميع التخصصات الفرعية للطب النفسي، وبشكل مجاني، وهذا ما يميز مملكة البحرين في توفير الخدمات متعددة التخصص، وهي الطب النفسي العام، والطب النفسي للأطفال والمراهقة، والطب النفسي في المجتمع، والزيارات المنزلية، والطب النفسي الوصلي لتغطية جميع الحالات النفسية في مجمع السلمانية الطبي، والطب النفسي العدلي الخاص بالموقوفين، والطب النفسي لمشاكل الإدمان، والطب النفسي للإعاقة الذهنية، والطب النفسي التأهيلي، إضافة لى عيادة للقلق النفسي.
وحسب إحصائيات 2013، فقد بلغت الزيارات لجميع العيادات 59.148 زيارة، منهم أكثر من 6.000 زيارة منزلية، وأكثر من 3.000 زيارة لوحدة الأطفال والمراهقة، وأكثر من 2.000 زيارة لوحدة الطب النفسي لكبار السن. وقد بلغ عدد زيارات الذكور 35.646 مقابل 23.502 للإناث. والزيارات لغير البحرينيين بلغت 4.190 زيارة للعيادات الخارجية المختلفة. ولدينا نحو 6 عيادات نفسية في المراكز الصحية بلغ مجموع الزيارات فيها أكثر من 700 زيارة.
إلى ذلك، يقوم المستشفى بتقديم التدريب في مجال الصحة النفسية لطلبة الطب في جامعة الخليج العربي، والكلية الملكية الأيرلندية، إضافة للخريجين الجدد وأطباء العائلة، وأيضا أطباء نفسيين متدربين من المملكة العربية السعودية.
هل هناك إقبال على خدمات المستشفى؟
بالرجوع إلى الإحصائيات والحديث عن لغة الأرقام نرى أن الأعداد في تزايد، وهذا يؤكد الإقبال المجتمعي على خدمات الصحة النفسية.
كم تبلغ الطاقة الاستيعابية للمستشفى؟ وما مجموع العاملين بها؟ وما هي التخصصات المختلفة؟
مجموع الأسرة المتوفرة في المستشفى 230 سريراً، ويصل مجموع العاملين بالمستشفى نحو 591 موظفاً، بينهم 53 طبيباً بحرينياً باستثناء طبيب واحد، وتبلغ نسبة البحرنة أكثر من 98%. ومجموع الجهاز التمريضي أكثر من 352 ممرضاً وممرضة، كما يضم فريق العمل 8 أخصائيين نفسيين، و10 متخصصين في البحث الاجتماعي، و6 أخصائيين في العلاج بالعمل، وموظفين اثنين في العلاج الطبيعي، وأيضاً أخصائية تغذية بنظام جزئي.
الطاقة الاستيعابية
هل الطاقة الاستيعابية للمستشفى تتحمل استقبال جميع المرضى أم أن هناك قوائم انتظار لاستقبالهم؟
الطاقة الاستيعابية تتحمل استقبال المرضى، ونحن نطمح في زيادة تلك الطاقة، ونحتاج لتوسعة المستشفى خلال الـ5 سنوات المقبلة، بفعل زيادة السكان، ولا توجد لدينا قوائم انتظار لأيام، حيث يتم استقبال المرضى أولاً بأول، وأصبحنا بحاجة ماسة لفتح الأجنحة الجديدة لكبار السن والأطفال والمراهقين والجناح الخاص.
ما أبرز الخدمات التي تقدمها العيادات النفسية ضمن الرعاية الصحية الأولية على مستوى المملكة؟
نظراً لأهمية التعاون بين مستشفى الطب النفسي والرعاية الصحية الأولية، فقد تم تشكيل لجنة «الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية»، برئاسة الدكتورة مريم الجلاهمة الوكيل المساعد للرعاية الأولية، وتتابع هذه اللجنة تطوير الخدمات النفسية في تلك المراكز.
وتكلف الزيارات في العيادة الخارجية نحو 28.229 دينار، والمريض الداخلي يكلف يومياً 112.918 دينار.
ونحن حالياً بصدد تقليل «المركزية العلاجية» في مستشفى الطب النفسي، وتتطور من خلال المحافظات الخمس وتكون موازية، وبالتعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية. وقد وجدنا إقبالاً على مراجعة عيادات «الصحة النفسية» في الرعاية الصحية الأولية والتي يديرها أخصائيون نفسيون، ومتواجدة في 6 مراكز صحية هي: مركز بنك البحرين والكويت، ومركز الشيخ صباح، ومركز مدينة عيسى، ومركز مدينة حمد، ومركز جد حفص، ومركز أحمد علي كانو. وقد قدمت عيادات الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية في العام الماضي خدمات متعددة تركزت في الدعم النفسي والعلاجي واكتشاف الأمراض النفسية الشائعة بشكل مبكر. وتعمل المراكز الصحية الستة على مواصلة تلك العيادات الصباحية بشكل منتظم، وبمعدل يوم في الأسبوع.
وقد بلغ مجموع الزيارات في 2013 ما يقارب 792 زيارة، منهم 310 زيارة لمراجعين جدد، بلغت نسبة الإناث 72%، و482 زيارة للمتابعة، شكلت نسبة الإناث للمتابعين نحو 80%. وتم تحويل 11 حالة للبحث الاجتماعي، و27 حالة إلى الرعاية الصحية الثانوية في مجمع السلمانية الطبي والطب النفسي. ومن الناحية التشخيصية لتلك الحالات الجديدة والتي بلغت 310 حالة، فقد شكل الاكتئاب النفسي نحو 30%، والقلق النفسي المصاحب للاكتئاب نحو 31%، وحالات الهلع 3.2%، والوسواس القهري نحو 5%، ومشاكل الكحول والمخدرات 2.6%. وتعمل هذه العيادات على توفير فريق علاجي متجانس بين طبيب العائلة والطبيب النفسي والتمريض والبحث الاجتماعي.
موازنة المستشفى
كم تبلغ موازنة مستشفى الطب النفسي؟ وما نسبتها مقارنة بموازنة وزارة الصحة؟
ميزانية الصحة النفسية في البحرين متقدمة على مستوى الدول النامية والعربية، وتبلغ نحو 10 ملايين دينار، أي تقريباً من 4% من ميزانية وزارة الصحة.
هل تشعرون أنه مازال هناك من يتردد أو يشعر بالخجل في مراجعة الطب النفسي؟ وكيف تتغلبون على تلك المشكلة؟
لاشك في أن مسألة التردد مازالت موجودة، خاصة في مجتمعات الدول النامية، وهذا ما جعلنا نفتح قنوات تواصل في أماكن مختلفة بين الأخصائيين النفسيين والمراجعين، مثل مجمع السلمانية الطبي، والمراكز الصحية، وعيادة الحوامل والولادة، والصحة المدرسية، ودور كبار السن، ومراكز الإعاقة وغيرها، وفي هذه المراكز بدأت تتكسر حواجز التردد والخوف.
والمكتب الإقليمي في منظمة الصحة العالمية اطلق مبادرة في عام 2008 في هذا الصدد، سميت بمبادرة التحرر من القيود، تشمل تحسين جودة خدمات الصحة النفسية، وتقديم فرص متساوية للمرض للحصول على العلاج الإنساني في المستشفيات النفسية، والمنازل، والبيئات التي يعيشون فيها، وتتحول المستشفيات إلى بيئة ودية، وتقلل فيها القيود لأقل قدر ممكن.
ما أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في البحرين بين البالغين وكبار السن؟
يعد الاكتئاب والقلق من أكثر الأمراض انتشاراً في البحرين بين البالغين، إضافة إلى مشاكل الذاكرة بالنسبة للمسنين وكبار السن، وبوجه عام الأمراض النفسية تشكل 12% من التعداد السكاني العالمي.
ما أكثر الأمراض النفسية انتشاراً بين الأطفال والمراهقين؟
صعوبات التعلم وفرط الحركة والنشاط والتوحد.
ما حجم المشكلة النفسية على المستوى العالمي؟
مع الأسف، واحد من كل 4 أشخاص يعانون من مرض نفسي على مستوى العالم، والأمراض النفسية مثل الاكتئاب والإدمان والفصام والاضطراب المزاجي ثنائي القطب، تؤدي إلى إعاقات متعددة الجوانب. ويفقد العالم مليون شخص سنوياً بسبب الانتحار، وينتحر حالياً شخص كل 40 ثانية، ويشكل الانتحار السبب الثاني للوفيات في الفئة العمرية بين 10-24 عاماً. ومجموع المرضى النفسيين في العالم يتخطى 450 مليون شخص.
ماذا عن علاج حالات الاعتداء على الأطفال؟
نحن نساهم في علاج ومتابعة نحو 100 حالة تتعرض لسوء المعاملة، سواء الجنسية والجسدية سنوياً، بالتعاون والتنسيق مع وحدة حماية الطفل، وهي وحدة لها خبرة طويلة في هذا المجال، وأنشئت من قبل وزارة الصحة، ونحن ممثلون فيها.
وحدة المؤيد
هل لنا أن نتطرق إلى وحدة المؤيد للإدمان التي احتفلت مؤخراً باليوبيل الفضي لتأسيسها؟
تم إنشاء وحدة المؤيدة بمبادرة طيبة من عائلة المؤيد الكريمة، للمساهمة في علاج حالات إدمان المخدرات والكحول، ويعمل حالياً في الوحدة فريق متكامل مكون من استشاري و5 أطباء و33 ممرضاً وباحثة اجتماعية وأخصائي نفسي، ومرشد متعافي. ويتردد على العيادة الخارجية نحو 60-80 من المرضى من الجنسين أسبوعياً، وبلغ مجموع المرضى الداخليين إلى الوحدة خلال عام 2013 نحو 159 مريضاً، مقابل 120 في عام 2012. وقد بلغ إجمالي عدد الزيارات الخارجية للوحدة من عام 2009 وحتى 2013 نحو 32.301 زيارة، وتم إدخال نحو 722 مريضاً للعلاج داخل الوحدة، خلال الخمس سنوات الأخيرة.
والوحدة تقدم خدماتها للمرضى الداخليين والعيادات الخارجية، وتقوم بتغطية جميع الحالات التي لها علاقة بمشكلة الإدمان في مجمع السلمانية الطبي. ويتم التنسيق والتعاون بين وحدة المؤيد وزمالة المدمنين المجهولين وأيضاً جمعية أصدقاء المرضى المدمنين، إضافة إلى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
ولاشك في أن مشكلة الإدمان مشكلة عالمية ومن الصعب التخلص منها، ولكن يجرى العمل على المستوى العالمي التخفيف من خطورتها، وتحتاج إلى تكاتف الجهود من وزارات ومؤسسات مختلفة لمكافحة تلك المشكلة، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هي أحد الأطراف المهمة والتي تتمثل في الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، وأعتقد أن هذه الوحدة لن تستطيع تلبية الاحتياجات في هذا المجال خلال الـ5 سنوات المقبلة، ولدينا تصور وخطط واضحة في هذا الجانب.
ما أبرز المشكلات التي تواجهكم مع المرضى؟ وهل هناك حالات اعتداء أو إيذاء بدني تتم بين المرضى وبعضهم؟
وجود مراقبين مدربين بشكل جيد من جهاز التمريض على مدار الساعة، يمنع أو يقلل من وقوع تلك المشكلات.
هل تقدم المستشفى علاجاً للمشاكل الجنسية المختلفة خاصة بين الأزواج؟
نحن في الحقيقة لدينا نقص في هذا الجانب، من ناحية الكادر التخصصي، ولدينا عيادة للمشاكل الزوجية بما فيها المشاكل الجنسية، ولكنها تحتاج إلى تطوير مستقبلاً من الناحية التخصصية في هذا الفرع، فهذا النوع من العيادات يحتاج إلى فريق عمل متخصص.
هل لنا أن نتطرق إلى الطب النفسي العدلي؟
الطب النفسي العدلي هو أحد الفروع في الطب النفسي، وهو المسؤول عن العلاج النفسي للموقوفين الذين يتم تحويلهم من القضاء والمحاكم، وهذا النوع من الطب تتميز به مملكة البحرين، وهناك وحدة متكاملة يرأسها استشاري في هذا المجال، ولديهم جناح خاص لدخول المرضى يتكون من 11 سريراً.
كم عدد أنواع الأدوية الموجودة بصيدلية المستشفى؟
يوجد في المستشفى نحو 80 نوعاً من الأدوية، وبوجه عام تستهلك معظم الدول ميزانيات ضخمة بسبب كلفة الأدوية النفسية، وهي في تصاعد بسبب تطور علم الصيدلة في علاج الأمراض النفسية، والأدوية الموجودة حالياً تعتبر الأحدث على المستوى العالمي.
مضاعفات الأدوية
ما أبرز مضاعفات أدوية العلاج النفسي؟
المجموعات الدوائية المستعملة في الأمراض النفسية تنقسم إلى مضادات الذهان التي تعتبر علاجية، وتقلل الانتكاسات المرضية، والأدوية المستعملة في اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، ومضادات القلق أو المهدئات لاضطرابات النوم والقلق العام، والأدوية الخاصة بتنظيم المزاج، والأدوية المضادة لخرف الشيخوخة، وأدوية متعددة تحت التجارب في مراكز البحث العلمي. وتشترط وزارة الصحة على إدخال الدواء بعد استعماله في بلد المنشأ مدة لا تقل عن سنة واحدة على الأقل، ويجب أن يكون مسجلاً رسمياً من إحدى الهيئات العالمية مثل هيئة التغذية والدواء الأمريكية أو الهيئة الأوروبية للأدوية، ومع الأسف معظم الأدوية في جميع التخصصات قد تسبب أعراضاً جانبية ومضاعفات بنسب متفاوته، ولكنها عموماً قليلة، ورغم الإيجابيات المتعددة في التأثير، على الأطباء المعالجين موازنة الإيجابيات والسلبيات المتوقعة، وبعض الأدوية قد تؤدي إلى الاعتمادية عند استعمالها لفترات طويلة، وعلى الأطباء تفادي ذلك إن أمكن بتوفير علاجات نفسية بديلة. فمثلاً قد تؤدي الأدوية المضادة للقلق أو ما تسمى بالمهدئات على الاعتمادية بعد استعمالها لفترات طويلة، ولكن في الوقت نفسه تشفيهم من نوبات الهلع والقلق الحاد وأنواع مختلفة من المخاوف المرضية «الفوبيا»، أو عدم القدرة على الحديث بالاجتماعات العامة، أو ركوب الطائرات، وفقدان مفاجئ لعزيز، أو التعرض لكوارث وحروب تدميرية وغيرها، ويجب أيضاً أن يكون العلاج النفسي غير الدوائي مكملاً للخطة العلاجية.
كم عدد الأطباء الخريجين الذي يلتحقون بمستشفى الطب النفسي سنوياً؟ وما هي أسس اختيارهم؟
تحول إدارة التدريب الأطباء الجدد إلى جميع التخصصات، ومن ضمنها الطب النفسي، والعدد لا يتجاوز طبيبين سنوياً، ويتم اختيارهم من خلال لجنة خاصة مكونة من استشاريين، لا يقلون عن 4 تحددها إدارة التدريب.
ما الجديد بالنسبة لقانون الصحة النفسية؟
توصي منظمة الصحة العالمية بتطوير التشريعات الخاصة بالصحة النفسية، وأحد هذه التوصيات «قانون للصحة النفسية»، وقد عمل مستشفى الطب النفسي من خلال لجنة مختصة من الاستشاريين مراجعة قانون الصحة النفسية لبلدان أوروبية مختلفة، وخرجوا بقانون يتكون من 40 صفحة، ويحتوي على 7 أبواب، و13 فصلاً، يتلخص في التعريفات، والأهداف، والمنشآت النفسية، وحقوق وواجبات المرضى والعاملين في مجال الصحة النفسية، وتشكيل مجلس الصحة النفسية، وتنظيم الدخول إلى المستشفى مثل الدخول الطوعي والإجباري، والإيداع بأحكام قضائية، ونظام الرعاية المجتمعية، والموافقة على العلاج، والتقييد والعزل حسب القانون، والعقوبات المختصة بالعاملين في مجال الصحة النفسية، وتم تبني القانون من قبل مجلس الوزراء الموقر، وسيعرض القانون على مجلس النواب في الفصل التشريعي المقبل.
كم تبلغ نسبة الوفيات بين المرضى النفسيين؟
مع الأسف بعض الأمراض النفسية تسبب أعراضاً وسلوكيات سلبية مثل الإهمال الشخصي وعدم اتباع توصيات الأطباء، واتباع أنظمة غذائية سيئة مما يؤدى إلى تدهور عام في الصحة العامة، وهذا ما يجعل حياة المرضى النفسيين أقصر من عامة الناس بمدة تقدر بـ25 سنة تقريباً. والمرضى النفسيون معرضون أكثر لأمراض متعددة بالمقارنة مع عامة الناس، مثل الإصابة بمرض السكري، وسوء التغذية، والبدانة، وأمراض القلب والشرايين، والجلطات المختلفة، إضافة إلى المعاناة الاجتماعية، مثل البطالة، وأزمة السكن، والعزلة الاجتماعية.
ما الاستراتيجية المستقبلية لمستشفى الطب النفسي؟
بالطبع لدينا تخطيط مستقبلي نرجو أن يتحقق، ونحن نشعر بدعم وتفهم تام لخططنا من قبل الإدارة العليا في وزارة الصحة، وفي مقدمتهم وزير الصحة صادق الشهابي، ونشعر أننا نحتل صفة متقدمة في أولويات وزارة الصحة، ونشارك في معظم اللجان الوزارية والحكومية والبرلمان وغيرها، وهذا نعتبره تقدماً ونجاحاً من خلال استراتيجيتنا، وفي الوقت نفسه نتعلم من أخطائنا ونحاول تداركها، ونرحب بالنقد الذاتي الذي يرتكز على المصلحة العامة ودقة المعلومة، وتوجد لدينا أكثر من 10 لجان تعمل في مجال المتابعة والتطوير وتحدد أعضاءها بشكل اختياري، ومجلس إدارة، ولجان للاستشاريين، ونحن نأمل ونعمل على إنشاء مراكز للصحة النفسية في جميع محافظات المملكة، وذلك بالتعاون مع إدارة الرعاية الصحية الأولية، وسوف تشمل عيادات المحافظات الزيارات المنزلية والمتابعة الدورية، إضافة إلى إدخال الملف الإلكتروني للخدمات النفسية ونتوقع أن يطبق هذا العام. كما نأمل في إنشاء مراكز متعددة ومختصة بالتعاون مع جهات أخرى، مثل مركز للإدمان بالتعاون مع وزارة الداخلية، ومركز للإعاقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ونتطلع إلى التنسيق مع وزارة العمل لإيجاد وظائف مناسبة للمرضى النفسيين، وأيضاً وزارة الإسكان في ما يخص إيجاد السكن الملائم لمرضانا وعوائلهم، وأعتقد أن هؤلاء المرضى لهم أولويات بسبب تدهور أحوالهم الاقتصادية والوظيفية والاجتماعية.
هل يستطيع طب القطاع الخاص تطوير خدمات الطب النفسي في البحرين؟
لاشك في أن القطاع الخاص له دور مؤثر في خدمات الصحة النفسية، ونحن دائماً نشجع تلك المشاركة من ناحية تجهيز مشاريع أو مراكز أو خدمات متصلة بالطب النفسي. ووحدة المؤيد مثال ساطع للشراكة بين القطاع العام والخاص. والصحة النفسية مجال استثماري، وخاصة في المراكز النهارية للأطفـال والمراهقــين ذوي الاحتياجــات الخاصة، وكبار السن، ومراكز للعلاج النفسي، ويجب أن يكون بين القطاعين تعاون متبادل وليس تنافساً تجارياً.
مستقبل الطب النفسي
كيف ترون مستقبل الطب النفسي في البحرين؟
نتوقع تطوراً مستقبلياً في مجال الطب النفسي في مملكة البحرين، وأصبحت الصحة النفسية والحفاظ عليها أحد الأركان الأساسية في الصحة العامة، وفي هذا الصدد، نتمنى من جميع المؤسسات الحكوميـــة وغيــــر الحكوميـــة ومنظمـــات المجتمع المدني دعم برامج الصحة النفسية، خاصة في أماكن العمل، وعليهم أن يطلبوا المساعدة النفسية من خلال مستشفى الطب النفسي أو مراكز الرعاية الأولية، وحتى الأقارب والأصدقاء، ونحن لن نتردد في تقديم خدماتنا النفسية للمرضى وعوائلهم، ولاشك في أن التدخل العلاجي المبكر للأمراض النفسية يكون مردوده إيجابياً على المرضى والعائلة والمجتمع. ونتمنى أن تقوم المصانع والمؤسسات بتوفير نوع من الدعم النفسي والاستماع إلى مشاكل العاملين في محيط العمل، وهذا بدوره يحسن الإنتاجية، ويؤدي إلى تنمية العلاقات المهنية بين العاملين، والعاملون في الصحة النفسية دورهم لا يقل عن السياسيين في نشر ثقافة السلام الاجتماعي والتفكير الإيجابي، ومحاربة العنف والتطرف وإشعال الحروب وثقافة الانتقام، وبالمناسبة لدينا خط هاتفي للمساعدة والاستفسار هو «39425525»، أثناء أوقات الدوام الرسمي نستقبل من خلاله التساؤلات والاقتراحات وتقديم المساعدة.