أتيح لي أن أكون ضمن من كانوا بمعية صاحب السمو الملكي ولي العهد ضمن أصحاب الأعمال في زيارته الرسمية إلى روسيا الاتحادية، وهي زيارة مهمة دون شك.
وأنا هنا لست في وارد التطرق إلى تبيان أهمية هذه الزيارة وما تمخضت عنه من نتائج يستطيع أن يدركها كل من تابع مجريات هذه الزيارة ومخرجاتها الإيجابية على صعيد العلاقات البحرينية الروسية في مختلف المجالات، فقد استفاضت الصحف والدوائر الاقتصادية في ذلك كثيراً.
لقد أردت أن أتطرق إلى زاوية أخرى جديرة بالتسجيل والتوثيق باعتباري واحداً ممن تشرفوا بمرافقة سموه ولمست عن قرب ما أردت أن أشير إليه وبتقدير كبير والذي يمكن أن أختزله وأضعه تحت عنوان «القائد الناجح» أو «القائد الفذ» الذي من صفاته العمل بضمير وبجد، والثقة بالنفس والذكاء، والقدرة على تحفيز الآخرين وجعلهم يبذلون أفضل ما عندهم ويدفع من حوله إلى مستويات أداء مرتفعة، وجعل من حوله يعمل بروح الفريق الواحد، وحسن استثمار الوقت.
ذلك وغيره وجدناه نحن أصحاب الأعمال مترجماً على أرض الواقع خلال تلك الزيارة ولمسناه في كل تحركات سموه، الأمر الذي انعكس على مسار اللقاءات الرسمية والاتصالات والتفاهمات والاتفاقات والنتائج التي خرجت بها هذه الزيارة.
لقد وجدنا من سموه تواصلاً حميمياً مع أعضاء الوفد البحريني واهتماماً براحتهم والسماع منهم في كل ما يخدم أهداف الزيارة ويعزز من نتائجها، كان سموه يعير الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة ويهتم بالتفاصيل ولا يترك شيئاً للصدف، وقبل ذلك وجدنا ترتيباً «مثالياً» و«مدهشاً» للزيارة وللبرنامج الموضوع، بجانب الترتيبات الخاصة بأعضاء الوفد البحريني، بدءاً من وصولهم لمقر السكن والسرعة غير العادية في تسليمهم مفاتيح غرفهم، مروراً بالدقة في برنامج عمل الزيارة، والتواصل اليومي من جانب سموه مع أعضاء الوفد والمساحة الواسعة من التفاعل معهم بتواضع محبب ودون تكلف، ذلك وغيره كان محط ارتياح الجميع وباعثاً على شعورهم بأنهم فريق عمل واحد متكامل.
إن ما ينبغي قوله إن هذه الديناميكية والروحية الإيجابية، والوعي بأهمية هذه الدولة الصديقة، وبأهمية الخروج بنتائج إيجابية، وبوجه عام أهمية حسن استثمار علاقاتها مع الدول الصديقة المؤثرة، بجانب أمر لا ينبغي أن ننساه هو دور فريق العمل من ديوان سموه ودور مجلس التنمية الاقتصادية اللذين وجدناهما يكملان بعضهما ويعملان بروح الفريق المتكامل الذي يقوده قائد ناجح وفد، كل ذلك من عوامل نجاح الزيارة، وهو أمر يستحق فعلاً أن يكون نموذجاً في أي زيارات أخرى رسمية بما يعود بالنفع والهدف المستهدف منها.
لن أذهب بعيداً أو نأتي بأمثلة تؤكد أن الدول تتقدم بأخلاق قادتها وشعوبها، لسنا في حاجة إلى ذلك، يكفي أن نقول إن ذلك غيض من فيض لصفات ليست غريبة على قادتنا مما هو نتاج امتزاج بديع بين قيم عليا ومثل سامية أسهمت في تطور ونماء البحرين وتفتح لها آفاقاً واعدة بكل خير دوماً إن شاء الله وبعونه.