عواصم - (وكالات): انتهت أمس مهلة الحملات للانتخابات الرئاسية السورية المقررة غداً الثلاثاء، والتي لا يواجه فيها الرئيس بشار الأسد أي منافسة فعلية، وتنظر إليها المعارضة والدول الغربية على أنها «مهزلة»، فيما قال محللون إنه «منذ ثار المعارضون قبل أكثر من 3 سنوات على الرئيس الذي يحكمهم منذ فترة طويلة وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسالة واضحة أنه على الأسد أن يرحل، لكن اليوم يسلم المسؤولون الأمريكيون في أحاديث خاصة أن الأسد لن يرحل إلى أي مكان قريباً على الرغم من سعي أمريكا لزيادة الدعم لمسلحي المعارضة المعتدلين في قتالهم ضده». وستنظم الانتخابات التي تأتي في خضم النزاع الدامي في البلاد منذ أكثر من 3 أعوام، في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي تتمتع بهدوء نسبي مقارنة مع مناطق سيطرة المعارضة التي تتعرض لقصف متواصل من القوات النظامية وتشهد معارك يومية. وطغت صور الرئيس الأسد على شوارع العاصمة السورية. ورفع عدد خجول من الصور للمرشحين ماهر حجار وحسان النوري. ودعت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يحكم البلاد منذ عام 1963، إلى انتخاب الأسد، الأمين القطري للحزب. وقالت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب إن السوريين يستعدون «لرسم مشهد وطني في 3 يونيو يؤكدون فيه أن صوت الشعب سيعلو على أي صوت آخر».
ووصل الرئيس السوري إلى السلطة باستفتاء إثر وفاة والده الرئيس الراحل حافظ الأسد العام 2000. وأعيد انتخابه باستفتاء أيضاً في العام 2007.
وعلى رغم أنها ستكون نظرياً «أول انتخابات رئاسية تعددية»، إلا أن قانون الانتخابات أغلق الباب عملياً على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، بعدما اشترط أن يكون المرشح قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية.
واعتبرت الأمم المتحدة أن لإجراء الانتخابات تداعيات سلبية على أي أفق لحل سياسي. أما المعارضة السورية وحلفاؤها في العالم، فيجدون أنفسهم عاجزين عن منع بقاء الأسد في منصبه، ويعتبرون الانتخابات «مهزلة ديمقراطية» و»غير شرعية». كما يصفها ناشطون بأنها «انتخابات الدم». ودعت هيئة أركان الجيش السوري الحر، المرتبطة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إلى مقاطعة الانتخابات. كما صدرت دعوات للمقاطعة عن أحزاب من معارضة الداخل المقبولة من النظام.
وأقامت دمشق الأسبوع الماضي انتخابات في 43 سفارة لها في العالم، «وتجاوزت نسبة التصويت 95 % من الذين سجلوا أنفسهم»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
ومنعت دول مؤيدة للمعارضة أبرزها فرنسا وألمانيا والإمارات العربية المتحدة، إجراء الانتخابات على أراضيها. وأقيمت تظاهرات رافضة للانتخابات لسوريين معارضين في لبنان وتركيا.
وتظاهر مئات اللاجئين في محافظة عكار شمال لبنان. ومع اقتراب موعد الانتخابات، تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» أعدم 5 أفراد من أسرة علوية وسط سوريا، بينهم مسن يبلغ 102 من العمر أطلق المسلحون النار عليه وهو نائم.
وفي حلب، واصل الطيران قصف أحياء سيطرة المعارضة بالبراميل المتفجرة، ومنها بعيدين والقاطرجي وقاضي عسكر، بحسب المرصد. وقتل نحو ألفي مدني منذ مطلع 2014 في قصف الطيران السوري لمناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها.