مدريد - (وكالات): أعلن ملك إسبانيا خوان كارلوس الذي أنهكته المتاعب الصحية ونالت الفضائح من شعبيته، بشكل مفاجئ أمس تنازله عن العرش لنجله الأمير فيليبي تاركاً له مهمة شاقة لدفع الملكية الغارقة في الأزمة نحو «الحداثة». وسيصبح فيليبي أمير استورياس البالغ من العمر 46 عاماً ملك إسبانيا المقبل تحت اسم فيليبي السادس. لكن سيتعين على فيليبي الذي بقي اليوم في منأى عن تدهور شعبية والده، إقناع البلاد بقدراته في وقت تشكك فيه إسبانيا الغارقة في الأزمة الاقتصادية والبطالة بمؤسساتها. وقد اعتلى خوان كارولس العرش على إثر وفاة الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو في نوفمبر 1975، وبنى شعبيته من خلال مواكبة مسيرة انتقال إسبانيا إلى الديمقراطية، قبل أن تلطخ السنوات الأخيرة من حكمه بالفضائح المترافقة مع متاعب صحية. لكن البلاد لم تنسَ صورته مطلع يناير أثناء حفل عسكري عندما ظهر متعباً متكئاً على عكازين وهو يتلعثم بالكلام أثناء إلقاء خطابه. وتاهت الصحافة آنذاك في التوقعات حول تخليه الوشيك عن العرش.
ورغم مواظبة الملك البالغ من العمر 76 عاماً على الالتزام بجدول أعماله المثقل، كشف في نهاية المطاف أنه اعتبر في تلك الآونة بعد الاحتفال بعيد ميلاده في يناير الماضي «أن الوقت قد حان ليعد للانتقال».
وتوجه خوان كارلوس إلى الشعب الإسباني وأكد في خطاب نقله التلفزيون تنازله عن العرش، الذي كان أعلنه في الصباح رئيس الحكومة ماريانو راخوي معبراً عن «امتنانه» للشعب الإسباني.