ريو دي جانيرو - (د ب أ): اللاعبون هم من يركلون الكرة ويفوزون في المباريات أو يخسرون، لكن مدربي المنتخبات الوطنية يلعبون دوراً هائلاً أيضاً في فوز أو خسارة فرقهم.
فالمدربون يختارون قائمة الفريق والتشكيلة الأساسية في كل مباراة ويحددون طريقة اللعب التي يخوض بها الفريق المباريات.
ولهذا، فإن رجالاً مثل المدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي لكرة القدم ومنافسيه فيسنتي دل بوسكي «إسبانيا» ويواخيم لوف «ألمانيا» وأليخاندرو سابيلا «الأرجنتين» يتحملون القدر الأكبر من المسؤولية في قيادة فرقهم المرشحة بقوة للمنافسة على لقب بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
ولا تبدو أهداف مدربين آخرين مثل الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للمنتخب الأمريكي ومواطنه أوتمار هيتزفيلد «سويسرا» والأرجنتيني خوسيه بيكرمان «كولومبيا» أو الإيطالي ألبرتو زاكيروني «اليابان» بنفس هذا القدر من الطموح ولكن شخصية هؤلاء المدربين هي التي شكلت هذه الفرق وصبغتها بأسلوب أدائها الحالي حيث نجح هؤلاء المدربون في أن يتركوا بصمات وأن يغيروا شكل وهوية فرقهم.
وقد يكون سكولاري هو المدرب الذي يحمل القدر الأكبر من الضغوط من بين جميع مدربي المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال البرازيلي حيث يبدو الفوز باللقب العالمي السادس لمنتخب السامبا ضرورة ملحة ولن تقبل الجماهير بديلاً.
وقبل 12 عاماً، قاد سكولاري المنتخب البرازيلي لإحراز لقبه العالمي الخامس في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
واشتهر سكولاري بقدرته الفائقة على تحفيز لاعبيه أكثر من كونه قادراً على القيادة الفنية وربما يتفق هذا مع طبيعة المهمة التي يواجهها هذه المرة حيث يحتاج إلى تحفيز لاعبيه وبث الحماس في نفوس الفريق أكثر من الحاجة للتوجيهات الفنية.
كما يعاني سابيلا ضغوطاً هائلة، فهو يتولى مسؤولية إحدى الفرق المرشحة بقوة للمنافسة على اللقب وهو منتخب الأرجنتين، المنافس التقليدي العنيد لنظيره البرازيلي.
ويحمل سابيلا على عاتقه مهمة إنهاء فترة الجدب التي واجهت المنتخب الأرجنتيني في بطولات كأس العالم، فالفريق أحرز لقبه الثاني والأخير في بطولات كأس العالم عام 1986، ليبقى على مدار 28 عاماً بلا أي لقب في البطولة العالمية.
ويضاعف من الضغوط على سابيلا أن فريقه يضم بين صفوفه اللاعب الخطير ليونيل ميسي الذي يفترض أن يكون الآن في أوج سنوات العطاء والنضج حيث يحتفل قريباً بعيد ميلاده السابع والعشرين.
ويحلم سابيلا بالطبع بأن يرفع الفريق كأس البطولة على أرض المنافس العنيد والخصم اللدود، منتخب البرازيل.
كما يرجح أن يسافر الآلاف من مشجعي المنتخب الأرجنتيني «راقصو التانجو» إلى البرازيل لمساندة الفريق في هذه المهمة الصعبة.
ولكن مدربين مثل دل بوسكي ولوف سيشعرون بأنهم أكثر غربة عندما يخوضون فعاليات المونديال البرازيلي حيث تقام البطولة في قارة أمريكا الجنوبية التي ما زالت تمثل عقدة و»لعنة» للمنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم، فلم يسبق لأي منتخب أوروبي أن فاز باللقب العالمي في البطولات التي أقيمت بهذه القارة.
ويأمل كل من المنتخبين الإسباني حامل اللقب، والألماني، في كسر هذه العقدة والفوز باللقب العالمي، خاصة وأنهما الأكثر ترشيحاً بين منتخبات القارة الأوروبية للمنافسة على اللقب هذه المرة.
ويتسم دل بوسكي بالهدوء والاتزان، حيث يبدو مدرباً من زمن آخر، في حين يحظى لوف برؤية رائعة ساعدته على إحداث طفرة هائلة في شكل وأداء المنتخب الألماني على مدار السنوات الماضية منذ توليه المسؤولية في 2006 خلفاً لمواطنه يورجن كلينسمان.