قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إن حرية التعبير مكفولة للجميع ولكنها لا يمكن أن تكون مقبولة حين تتعدى على حرية الآخرين، وأكد جلالته أن ليس من الإنصاف أن أحداً يتكلم على أحد أبناء وطنه وهو متخفٍ عنه وهذا لا يجوز وليست بأخلاق. وأكد جلالة الملك المفدى خلال استقباله أمس في قصر الصافرية وزير التربية والتعليم د.ماجد بن علي النعيمي، الذي قدم لجلالته رئيس وأعضاء مجلس طلبة جامعة البحرين، ورئيس وأعضاء مجلس طلبة كلية البحرين التقنية “البوليتكنك”، أن العلم يجب أن يوظف للخير وللتحاب والتواد وإلا ما فائدة العلم إذا قام بتفريقنا”، ولفت جلالته إلى أن الذين لم يحبوا الخير للبحرين من الخارج كانوا يسعون إلى الإساءة إلى سمعة البحرين وعندهم سياسة جديدة “اغتيال الشخصية”. وأكد جلالته أن الذين لا يحبون الخير للبحرين لن يستطيعوا هزيمتها بهذه الوسائل الحديثة، مشيراً جلالته إلى أن هذه الوسائل لم توضع للفائدة، بل وضعت لقليل من الفائدة وللتخريب أكثر، منوهاً جلالته إلى أنه: “ لو تناصح الطلبة فيما بينهم وبدؤوا حملة على كل من يقوم بالإساءة لبعضهم فإنني سأكون شاكراً لكم.. فلماذا يسيء الأخ لأخيه؟. وأضاف جلالة الملك المفدى أننا” نسعى إلى التطوير دائماً قدر استطاعتنا لكي تحافظ البحرين على ريادتها في العلوم حيث كانت مركزاً للعلم والتعليم، منوهاً إلى أنه” لا يوجد شخص لا يحب البحرين حتى الأجنبي الذي يأتي للبحرين ليخدم، لا يرغب في الخروج منها ويقولون لنا نود أن نسكن عندكم لأنهم يحسون بالألفة، وأشار جلالته إلى أن الجهات الأجنبية التي حسدت البحرين على هذا النجاح وهذا التقدم وهذه الحضارة، أوجدت اليوم أجهزة تعبث في مجتمعنا”. وقال جلالته إن” البحرين كانت بحضارتها تسمى ميناء العالم، لذلك ترون الحياة جميلة وإن الناس تحب بلدها، ولا يمكن تسمية أي اعتداء على أي طرف حرية تعبير ويجب التعبير عن الذات ضمن حدود الفرد دون تعدٍ”، مؤكداً جلالته أن أهل البحرين لطالما عاشوا متكاتفين متحابين وكثرة ترديد الأقاويل قد تؤدي في النهاية إلى تصديقها وأوضح جلالة الملك المفدى أن “معاول الهدم في الأمة العربية والإسلامية مازالت تعمل وتم استخدامها في مناطق كثيرة ونجحت، منوهاً جلالته إلى أنه ما أيسر أن يقاتل المسلم أخاه المسلم وهذا سيوفر على أعداء الإسلام الكثير”. وكان استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أمس في قصر الصافرية وزير التربية والتعليم د.ماجد بن علي النعيمي الذي قدم لجلالته رئيس وأعضاء مجلس طلبة جامعة البحرين، ورئيس وأعضاء مجلس طلبة كلية البحرين التقنية “البوليتكنك”، حيث تشرفوا بالسلام على جلالته، معربين عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لتكرمه بالتوجيه لإعادة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، مشيدين في ذات الوقت بالتوجيهات الملكية السامية التي كان لها أبلغ الأثر في نفوس الجميع، وأعربوا عن تقديرهم للدعم الكبير الذي يقدمه جلالته للمسيرة التعليمية، مما يمكّن لأبناء مملكة البحرين الحصول على الخدمات التعليمية التي تساعدهم في بناء مستقبلهم. بعد ذلك تفضل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى بتوجيه كلمة قال فيها: “ يسعدنا أن نرى أبناءنا وبناتنا في هذا اليوم لأنهم عدة المستقبل، والمستقبل يحتاج إلى سلاح العلم المعروف، إلا أنه أحياناً التطبيق يختلف عن الكلام، بمعنى أن الشخص ينصح بالتعليم والجهد والمثابرة ولكن ليس كلنا نجتهد ونثابر، أنتم غير، وصلتم إلى قيادة الطلبة وأصبحتم قدوة وليس هناك خوف عليكم. نريد هذا الشعور أن يتم وهذه الروح أن تعم، والمثابرة هي الحقيقة، إدارة البرنامج، يعني انشغال الطالب بدروسه وبإعداد واجباته للامتحانات والتقييم وبإشراكه في المسؤولية، ويعيش الحياة التعليمية كاملة إلى درجة أن بعضهم رغبة منه في حب الدراسة يصبح بعضهم من كثر ما يحب الدراسة يصبح طالباً محترفاً ونجد أن هذا الطالب يتطور من شهادة البكالوريوس إلى شهادة الماجستير إلى الدكتوراه وإلى علوم أخرى ولا شك أن هذا التوجه فيه فائدة ونجد في طلبتنا قسمين، قسم يحب التدريس وقسم يحب العمل الإداري والميدان، وقسم التجارب والأبحاث وعلى الاختصاص، مهندس، طبيب، محامٍ ولكن يمكن في المراحل الأخيرة من دراسته فجأة شيء ما، من حرصه على أن يكون في حقل معين، وواجبكم من الآن تسألون وتوجهون وترون سوق العمل، لأنه بالفعل التعليم إذا ارتبط بسوق العمل أصبح التعليم مفيداً، فيصبح الطالب متخرجاً ويلتحق بسوق العمل، ومن هذا المنطلق فإن سياسة التدريس والتعليم يجب أن تتطابق مع متطلبات سوق العمل. مدارسنا الأساسية تتطور، وأنا فخور بذلك، لأنني وجدت أن خريجي مدارسنا العامة، يذهبون إلى جامعات أوروبية، وأمريكا، وليست لديهم مشكلة، عادة أن خريجي المدارس الخاصة هم الذين يصلون إلى هذا المستوى، وهذا معناه أن التعليم الأساسي في البحرين يواكب سوق العمل وهذا يتطلب أخذ توجه الدولة وتخطيطها للمستقبل ويبني عليه. طبعاً أنا أتمنى أن الكل ينجح، ويعطى فرصة النجاح، ولا يوجد إنسان لا يمكن أن ينجح، لكن يمكن أن يحتاج إلى وقت أطول، فإذا الشخص أو الطالب لم يوفق فإن من واجبنا أن نعلمه أكثر ونوجهه لما فيه الخير له ولأهله ولبلده، والتدريس ليست مهمة سهلة، وأنا كنت أرى أيام الدراسة أن مهمة المدرس أسهل من مهمة الطالب، وقالوا لنا أهلنا إنه بعد الانتهاء من الدراسة سوف تشتاقون إلى أيام الدراسة، لأنها زمالة واجتهاد وحياة مليئة بالنشاط، والحياة عموماً، وأنا أحذركم، فيها نجاح وفيها فشل، والحياة ليس فيها نجاح مستمر ولكن نتمنى من الإنسان الذي يفشل أن ينهض مرة ثانية، لا يستسلم للفشل، يجب أن يحاول مرة ثانية، لكن يمكن أن يغير الفريق الذي حوله، كمؤسسة يغير طريقة التدريس، فمثلاً إذا لم ينجح في هذه المؤسسة قد ينجح في مؤسسة ثانية، إذا ذهب إلى مؤسسة ثانية فإنه لا يرغب أن يصل تاريخه في المؤسسة الأولى إلى المؤسسة الثانية ويتمنى أن يبدأ من جديد، التعليم أصبح حياتنا في الواقع، الشخص من الصغر وهو يدرس واليوم نزل السن إلى أربع سنوات. ونحن بدأنا منذ سبع سنوات ابتدائي، وليس لدينا إعدادي في ذلك الوقت، ومباشرة إلى المرحلة الثانوية، وهذا هو التسلسل، وجدنا في آخر نقطة وأنا أحرص عليها لما نقول سوق العمل، نقول إن المنهاج يقوم بالفعل محلياً ويأخذ المستوى الدولي، مهم جداً، وجدنا في أرقى الدول، التربية الوطنية مثلاً، إذا لم ينجح الطالب في هذه المادة وحتى وإن حقق المركز الأول في الكيمياء والفيزياء والرياضيات، فإنه لا ينجح، فأولويات الطالب أولاً أن يعرف بيئته ومكانته وإلى آخره، وتساءلنا لماذا، قالوا إذا تخرج الطالب من الجامعة وذهب إلى الخارج فسوف يذهب على قاعدة صلبة لمعرفة ذاته وبلاده وأهله فيستطيع أن يأخذ ويعطي ويفيدهم، أما إذا ذهب إليهم بلا قاعدة ممكن في العلوم جيد وفي بعض العلوم الأخرى مثل الاجتماعيات يحتاج إلى دورة أخرى، ونأمل أن الذي لم يحصل على هذه الفرصة أن يعمل له “إنعاش” فالتعليم ليس له حد، أنا رأيت في الدول الأوروبية كبار السن جالسين مع شباب ويسجلون بعض الملاحظات ومرة سألت كانت لي معرفة مع رئيس شركة بابكو عندما تقاعد عن العمل وكان قريباً من سن السبعين ورأيته يدرس في أمريكا وأرسل لي صورته موضحاً بأنه لم يترك الدراسة، لكن هو مواصل في الدراسة وقلت له فيها فوائد، فقال فيها فوائد حتى للصحة وليس فقط للعمل، إن الإنسان يداوم صباحاً ويسأل فيحس بالحياة، ما يجلس ويده على خده، ما أعتقد أنه عارف بجو التنافس العالمي. فنحن لدينا زيارة لليابان نهدف عند عودتنا بمؤسسات علمية يابانية تنقل علومها لكم وهذا عن طريق اتفاقات، ولا شك نجني من الناحية العلمية لآخر ما توصل إليه العلم في اليابان، وهناك أمل كبير في أن نعود بأحسن المؤسسات، وعندنا المكتبة التي نبنيها، مشروعها متواصل، وممكن أن تكون هذه المكتبة كذلك ترتبط بمكتبات العالم، كل شيء يحتاج إلى صبر وليس بين يوم وليلة، فليس هناك شيء معلب في العلم، لازم خطوة، خطوة ليبني الطالب نفسه في الفكر وفي الذات نفسها. أنا لما ذهبت وزرت بعض المؤسسات العريقة مثل جامعة كمبردج وجامعة أكسفورد وبعض الجامعات الأخرى في أوروبا، الحقيقة لم أدخل في الدراسة ولا حاضرت لكنني أعجبت بالجو الأكاديمي الدراسي وطلبة الجامعة لديهم الجدية للتحصيل العلمي، جدية صحيحة، طبعاً تمنيت أن نصل يوماً ما، لا بأس البحرين مستواها جيد ونحن نحب المنافسة، وأنتم ترون النتائج التي تحققها البحرين في مختلف المجالات حتى في الاختراعات الصغيرة والأعمال وهو مستوى مشرف وليس هناك قصور، لكنهم يحتاجون إلى طريقة أكثر وتأهيل أكثر والمستوى المتوفر من الحريات والمسؤوليات يعطيهم المجال إلى أن يتفوقوا، حتى إن بنات البحرين متفوقات، ونحتاج كذلك إلى التركيز على الأم لأنها المعلمة وأنا سمعت أن أغلب الأمهات يذاكرون الدروس مع أبنائهم. وأنا اليوم مسرور وعلى كل حال ليس لنا ابن أو بنت إلا وأتمنى تفوقهم في الدراسة وأعتقد بأنه مثل ما بينت في أول الحديث أنه ليس هناك أشخاص فاشلون، الذي يحتاج إلى سرعة في المعرفة يجب أن يعطى الفرصة أن يكمل بطريقة ما، ويمكن أن يوجه إلى علم أو تخصص آخر، فالتقييم لأي شخص يجب أن يراعى في كل شيء وأن يكون التقييم صحيحاً، وإذا أصبح النظام متكاملاً فليس هناك خلل في التقييم ويجب توجيه الشخص في مناطق القصور والخلل، ليبدأ ويجتهد من جديد. نحن عندما درسنا في إنجلترا فترة لم تكن هناك دروس خصوصية لكن في أداء الواجب الذي علينا كنا نقوم به في المدرسة وليس في البيت، كنا ننتهي من الدراسة الساعة التاسعة ليلاً لأداء الواجبات، لأن المدرسين يفرغون أنفسهم لهذه الفترة، وأحياناً يجعلون الطلبة المتفوقين يراقبون الطلبة لأداء الواجب وهذا الطالب المتفوق يصبح عليك أشد من المعلم، فكثير من الطلبة ارتبطوا اليوم بالحياة والأندية الرياضية وبحرف أخرى، ونحن نسعى إلى التطوير دائماً قدر استطاعتنا لكي تحافظ البحرين على ريادتها في العلوم حيث كانت مركزاً للعلم والتعليم عندنا النظامي من 1919 وقبله تعليم آخر، تعليم تقليدي، وحتى البنات من 1923، وأنا عرفت أن أول شحنة بترول من البحرين إلى اليابان سنة 1934 وكذلك أشياء أخرى مثل الألمنيوم، والمنتجات ذهبت إلى الصين في السبعينات قبل أي شحنات أخرى، والبحرين لها ريادة وهذه الريادة تحتاج إلى من يحفظ شكلها وسمعتها ويداري عليها، فأنتم لديكم عراقة وتاريخ وحضارة في هذا البلد، فليست عرضة لأي سمعة سيئة، بالعكس إن الذين لم يحبوا الخير للبحرين من الخارج كانوا يسعون إلى الإساءة إلى سمعة البحرين وعندهم سياسة جديدة “اغتيال الشخصية” مثلاً البحريني لازم يظهر بمظهر غير مظهر الخير واللطف والكرم والجود والمثابرة والجدية والسمعة الطيبة، يحاولون أن يظهرونه من الصفر، البحريني وراءه حضارة في هذا البلد من آلاف السنين سواء كان، كميناء مفتوح على العالم كتجارة منفتحة على العالم فنحن نعادل الدول كلها القديمة التي لها حضارات، اسم البحرين اسألوا عنه في التاريخ موجود ومحفوظ في عمق التاريخ بكل ما تعنيه الكلمة فالإنسان يمثل هذا البلد أولاً له شرف عظيم أن يمثله ويجب أن يكون أميناً على اسمه وسمعته وسمعة أهله، فلو بحثتم وقرأتم، للأسف ما عندنا الأرشيف الوطني الذي يسجل تاريخنا الوطني ونحاول أن نبنيه عن طريق الصرح الوطني ويحتاج إلى جهد كبير ولكن الذي كتب عن البحرين في الخارج كثير، كثير، كثير، عن تجارة أهلها وصنعوا كل شيء، الصناعة في البحرين كانت كل شيء، وأعطيكم مثلاً النخلة كل شيء استخدم فيها استخدمت كـأثاث ومواد بناء وكسفن، غير الغذاء التي تعطيه للإنسان، وكتب فيها كتباً عظيمة، هذه الحضارة إذا بحث عنها الشخص وشاهدها أعتقد يرتاح ويقتنع بأنه حظيظ، وهو جزء من هذا الوطن ومواطن، أما الدول التي ظهرت مرة واحدة ضائعة لا تعرف هويتها وهذه ممكن أن تكون عرضة للأخذ والعطاء، وكانت البحرين بحضارتها تسمى ميناء العالم ذلك الوقت، لذلك ترون الحياة جميلة وأن الناس تحب بلدها، لا يوجد شخص لا يحب البحرين حتى الأجنبي الذي يأتي للبحرين ليخدم، لا يرغب في الخروج منها ويقولون لنا نود أن نسكن عندكم لأنهم يحسون بالألفة، اليوم الجهات الأجنبية التي حسدتنا على هذا النجاح وهذا التقدم وهذه الحضارة لا شك أوجدت أجهزة تعبث في مجتمعنا، وإنني لا أرى من الإنصاف، أن أحداً يتكلم على أحد أبناء وطنه وهو متخفٍ عنه، وهذا لا يجوز وليست بأخلاق، فالإنسان يجب عليه حماية نفسه ويختار حياته وشريكة حياته الزوجة، ويختار الدراسة التي يريدها، هذه الخيارات كلها مفتوحة أمامه، فلماذا لا يختار الشيء الأفضل ما دام الخيارات موجودة. لا يمكن لنا أن نقبل كمتعلمين وأبناء البحرين كآباء لكم وللبحرين أن ما ننصح أبناءنا لأن العالم أصبح فيه خير وشر، طريقين، طريق الخير وطريق الشر، أهل البحرين أهل خير ولا يختلف على ذلك اثنان كبيرهم وصغيرهم الرجل والمرأة، ومهما يكن، الخير الذي فيهم أكثر من أي شر آخر، لكن لا يسمحون من يدخل بينهم، ترى أغلب هذا الكلام اكتشفنا أنه يأتي من الخارج وليس من الداخل، الكلام الذي لا يمكن أن تتصورونه والذي لا يمكن أن تتصورا أن بحرينياً يكتبه، بعضه من الخارج. النصيحة التي أستطيع أن أقدمها هي أن العلم يجب أن يوظف للخير وللتحاب والتواد، وإلا ما فائدة العلم إذا قام بتفريقنا، لقد كان السائد أن الجهل هو الذي يؤدي إلى هذه الأمور، ولكن اتضح العكس، كون من يستطع استخدام هذه التقنيات الحديثة يمتلك مستوى عقلياً عالياً، وأنا شخصياً لم أرغب في أن أتقن استخدام أجهزة الهواتف الذكية، فهذه الأجهزة قد صنعت في الأساس لأغراض جيدة ولكن السيئ هو الذي طغى على استخدامها. فشبكة الإنترنت بدأها في الأساس مجموعة خبراء لتبادل المعلومات والأخبار، وأعتقد أن ذلك كان في سويسرا، وقد بدأ على نطاق ضيق ومن ثم بدأت الشبكة بالتوسع أكثر فأكثر حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. على كل حال، لم يستطيعوا هزيمة البحرين بهذه الوسائل، وهي وسائل لم توضع للفائدة، بل وضعت لقليل من الفائدة وللتخريب أكثر، ولو تناصح الطلبة فيما بينهم وقاموا ببدء حملة على كل من يقوم بالإساءة لبعضهم البعض فإنني سأكون شاكراً لكم، لأنني والد الجميع، وهم أبنائي، فلماذا يسيء الأخ لأخيه؟ وذلك ليس من طباعنا وشيمنا كبحرينيين وليس في ذلك خير أو مكسب، خاصة وإن من يحرض على هذا التباغض ليس من الداخل بل يراقب من الخارج وهو سعيد بهذا الصراع. ومعاول الهدم في الأمة العربية والإسلامية مازالت تعمل – لم أكن أريد أن أتطرق لمثل هذه المواضيع ولكنها تعد فرصة – لقد تم استخدام معاول الهدم في مناطق كثيرة ونجحت، واليوم يتم توجيهها إلى العالم الإسلامي، وما أيسر أن يقاتل المسلم أخاه المسلم وهذا سيوفر على أعداء الإسلام الكثير. بداية هذا الصراع هو الكلام، يبدأ الصراع بكلمة ومن ثم يتطور الأمر. أهل البحرين لطالما عاشوا متكاتفين متحابين ومازالوا، فالأغلبية مازالت كذلك، ولكن المشكلة في أن كثرة ترديد الأقاويل قد تؤدي في النهاية إلى تصديقها، فأي رواية مغلوطة حين يتم تكرارها من الممكن أن تصدق. فمن هنا يجب على أهل البحرين الخيرين أن يقوموا بتقديم النصح ووقف تلك الأقاويل والرد عليها. في بداية الهجمة الإعلامية على البحرين، استفسرنا حول من يقوم بنقل هذه الأخبار المغلوطة وقيل لنا إنهم مدونون، وهي كلمة كانت جديدة علي، وحين بدؤوا في تناقل معلومات مغلوطة عن البحرين قيل لنا إنه لا يمكن إيقافهم إلا من خلال أن يقوم مدونون آخرون بالرد عليهم وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى وقوع خلاف بين الاثنين، وكل ذلك تحت مسمى حرية التعبير، ونحن دوماً ما أكدنا على أن حرية التعبير مكفولة للجميع ولكنها لا يمكن أن تكون مقبولة حين تتعدى على حرية الآخرين، فللجميع حرية التعبير وحرية ممارسة العقيدة والتعبد، ولكن لا يمكن تسمية أي اعتداء على أي طرف حرية تعبير، ويجب التعبير عن الذات ضمن حدود الفرد دون تعدٍ. مثال على الحرية الممنوحة في البحرين هي أن المرأة البحرينية شاركت بالانتخاب في الانتخابات البلدية منذ عام 1923 ومازالت توجد صور لنساء بحرينيات بزيهن التقليدي وهن يدلين بأصواتهن أمام صناديق الانتخاب، والبحرين سباقة في هذا الأمر. مثال آخر هو أن المرأة قادت السيارة منذ أن دخلت المركبات إلى البحرين، كما كانت المرأة البحرينية رائدة في مجال الطب والتعليم وغيرها. واليوم تحتل البحرين على مقياس مستوى المعيشة مراكز جيدة مقارنة بدول العالم، بل قد تتفوق في ذلك على كثير من دول أوروبا. وأبسط مثال قد يكون بأنه لا يتم فرض ضرائب على المواطن البحريني. فكيف يمكن أن نحمي هذه الإنجازات ونطورها؟ هذه هي المسؤولية الملقاة على عاتقكم...فإذا أردتم ذلك فإنه يمكن أن يتحقق بالعلم وبمساهماتكم الطيبة. والإعلام في العالم يقع تحت سيطرة فئات لا تضمر الخير للبحرين على الأقل أو لدول مجلس التعاون خاصة بعد قيام هذه المنظومة وتقدمها وازدهارها، وتفوقها على كثير من دول العالم، وفي حين نمت دول المجلس وهوت كثير من الدول الأقدم من حيث التقدم والنماء. إن الحملة الشرسة التي شنت على البحرين استمرت لأشهر، وقد فوجئ البحرينيون ما جاء في هذه الحملة من إساءات وآلمهم ذلك كثيراً كما آلمنا، لذلك فإننا فتحنا المجال أمام العالم ووجهنا الدعوة لخبراء دوليين بالمجيء وأن يشاهدوا بأنفسهم ويقيموا الوضع هنا لنستفيد من خبراتهم كوننا نملك الثقة بالله سبحانه وتعالى أولاً ومن ثم بأنفسنا، وقد ثبت أنه لا يوجد ما يحدث في البحرين ما يستدعي كل تلك الضجة التي قام بها البعض. إذا كانت هناك مطامع شجعت هذه الحملة على الرغم من أن البحرين لم يكن لها في أي يوم من الأيام مطامع، ولم تتآمر يوماً على أي دولة من دول الجوار أو من العالم. اليوم نحن سعداء بأن صورة البحرين بالنسبة للعقلاء في العالم بدأت تتضح بعد أن حاول الإعلام الخارجي تشويهها، وبعد أن انتهى كل ذلك المسؤولية اليوم أن يتم التوجه لأولئك المتخفين خلف هويات إلكترونية مبهمة وتهدئتهم وتوصيل فكرة إن البحرينيين اليوم يريدون الإصلاح والإنتاج والعدالة والحرية ولكن على أسس بحرينية مبنية على أخلاق أهل البحرين. وفي النهاية كلي ثقة في جميع أبنائنا، والخطأ من الممكن أن يصدر من أي إنسان، وقد يكون الخطأ الذي بدر من البعض بسيطاً ولكن التضخيم هو الذي أزعج الناس، والذي هو مصدره ليس من البحرين بل من الخارج وقد تم استغلاله. واليوم أقول بكل ثقة إن العالم يتعلم من البحرين والبحرينيين، فكنا في السابق نأخذ منهم فقط ولكن اليوم نتعلم منهم ويتعلمون منا. فأي أستاذ جامعي بحريني من الممكن أن تستقطبه أي جامعة خارجية ليقوم بالتدريس فيها، وأي بحريني يعمل في الخارج يقدم الفائدة، ولاشك أننا في البحرين نحتاج لأولئك الذين يعملون لدينا ليساعدونا في نهضتنا ولكن تلك النهضة البحرينية الصادقة المخلصة وهي مصدر قوة البحرين، فأهل البحرين هم مصدر الخير في هذه البلد منذ القدم، فطالما كان البحريني يعيش بجهده في بناء سفينته ومسكنه ويعمل في مزرعته وتجارته ويدرس والجميع يفتخر به ومازالت الأمثلة موجودة اليوم، وإن كان يعمل في صمت سابقاً فإن البحريني اليوم انتفض للدفاع عن نفسه وعن وطنه أمام العالم عبر مواقفه وهو أمر طيب”. شكر طلابي لعطاءات الملك ثم ألقى الطالب محمد صالح المراشدة والطالبة ريم سيف كلمتين أمام جلالة الملك المفدى، أعربا فيهما عن شكرهما وتقديرهما لجلالة الملك على جهد جلالته وعطائه المتواصل اللامحدود لجامعة البحرين ومملكة البحرين كما كانت وكما عرفت نسيجاً رائعاً من مختلف الأطياف. وأشادا بخطة جلالة الملك المفدى في تشكيل لجنة تقصي الحقائق ومتابعة جميع التوصيات والتي تشكلت بمجموعة كبيرة من الخبراء الدوليين المشهود لهم بالكفاءة والحيادية. كما أشادا بحكمة جلالة الملك ومبادرة جلالته بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان، مؤكدين أن هذه الخطوة تجعلنا نفخر بحكمة جلالة الملك والتي أشاد بها الخبراء الدوليون لإنشاء قواعد في بناء النظام العربي. وأشادا كذلك بحكمة جلالة الملك التي حققت الهدف المنشود وهو عودة الحياة إلى جامعة البحرين، مؤكدين أن جميع الطلبة وضعوا مرحلة الخلاف وراء ظهورهم لأنهم شعب أصيل متميز في تكاتفه وتعاونه ويسعى إلى مواصلة عجلة الإصلاح في المملكة. مشيدين أيضاً بدعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة للقطاع الشبابي والطلابي في البحرين. ووجها الشكر لجلالة الملك المفدى على ما حققته البحرين من إنجازات وإصلاحات في مختلف المجالات. لفتة كريمة من جلالته وبهذه المناسبة عبّر وزير التربية والتعليم د. ماجد بن علي النعيمي، عن خالص شكره وتقديره لجلالة الملك المفدى على هذه اللفتة الكريمة والتي حظي بها رئيس وأعضاء مجلس طلبة جامعة البحرين، ورئيس وأعضاء مجلس طلبة كلية البحرين التقنية “البوليتكنك”، تأكيداً للمكانة المرموقة التي يحظى بها الطلبة في المؤسسات التعليمية من رعاية وتقدير من جلالته الكريم، وما تفضل به عاهل البلاد المفدى من استقبال مجلسي الطلبة إلا وجه من وجوه تلك الرعاية التي تجسدت في جميع الأحوال، بما في ذلك خلال الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة، واهتمام جلالة الملك المفدى بتجاوز هذه الفترة، مضيفاً الوزير أن هذه المقابلة تركت أطيب الأثر لدى الحضور بما جسدته من متابعة جلالته الكريم لمسيرة التعليم ودعمها في كافة مراحلها، وتقديره لدور التعليم في مسيرة التنمية الشاملة.