عواصم - (وكالات): أدلى الناخبون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الأسد بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفاً لصالح الرئيس بشار الأسد، فيما جدد مسؤولون في دول غربية داعمة للمعارضة السورية التنديد بـ «المهزلة» و»المسرحية» التي تجسدها الانتخابات الهادفة إلى إعطاء شرعية للأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه عن السلطة والذي قامت الحركة الاحتجاجية ضده منتصف مارس 2011، قبل أن تتحول إلى نزاع عسكري حصد أكثر من 162 ألف قتيل، بينما العمليات العسكرية تتصاعد في مناطق عدة.
من جهته، حذر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، السوريين من النزول إلى الشارع بسبب موجة التفجيرات التي يخطط النظام لافتعالها. إلى ذلك، قرر عدد من المتظاهرين السوريين الاعتصام أمام مقرات الأمم المتحدة في كل من العاصمة الأمريكية وعدد من عواصم الدول الغربية، وتلاوة أسماء أكثر من 100 ألف شخص قتلتهم قوات النظام في سوريا، في رد على تمسك نظام الأسد بإجراء انتخابات اعتبروها صورية قبل توليه الولاية الثالثة، فيما يعيش المواطن السوري العادي في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي ستشهد الانتخابات حالة من الخوف الأمني والقلق والترقب. وليس بعيداً عن أماكن سيطرة النظام في العاصمة دمشق، يشهد الريف الدمشقي الذي يخضع لحصار منذ أشهر طويلة حالة رفض لما اعتبروه عملية تزوير جديدة لا تختلف كثيراً عن العملية التي أوصلت الأسد إلى الحكم في فترتيه الرئاسيتين الأولى والثانية. يذكر أن الانتخابات التي يبدو أن نتيجتها محسومة لصالح الأسد، يشارك فيها عضو مجلس الشعب ماهر حجار، ورئيس المبادرة الوطنية للإرادة والتغيير حسان النوري.
ووفق بيانات وزارة الداخلية، فإن عدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب يبلغ 15 مليوناً و845 ألفاً و575 ناخباً داخل سوريا وخارجها، غير أن منظمات حقوقية تقول إن 6.5 مليون مواطن سوري نزحوا خوفاً من مناطقهم، بينما يقدر عدد اللاجئين خارج البلاد بـ3.5 مليون نسمة.
وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 40% من مجموع السوريين داخل سوريا موجودون خارج مناطق سيطرة النظام، ولا سبيل لديهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وفي دمشق، بدا التناقض صارخا بين طوابير الانتظار أمام مراكز الاقتراع وحلقات الرقص والغناء في الشارع تأييداً للأسد، وأصوات انفجارات القذائف التي سقط العديد منها في شوارع العاصمة، والقصف المدفعي في محيطها والتحليق الكثيف للطيران الحربي في أجوائها. وأدلى الأسد بصوته في مركز اقتراع في حي المالكي وسط دمشق. وبث الإعلام الرسمي لقطات للمرشحين المنافسين ماهر الحجار وحسان النوري، وهما يدليان بصوتيهما في مركزين آخرين بدمشق.
وعلى خط المعارضة، وصف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، الانتخابات بأنها «مزورة ونتيجتها محددة سلفاً».
ودانت لجان التنسيق المحلية المعارضة الناشطة على الأرض في بيان «من يؤيد هذا التصويت وسيشارك فيه طوعاً»، معتبرة أنه «شريك للعصابة في ارتكاب الفظاعات». وناشدت السوريين مقاطعة الانتخابات «الهزلية»، رافضة كل ما يصدر عنها من نتائج.
من جهتها، أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات في سوريا تمديد فترة الانتخابات الرئاسية حتى منتصف الليل، بسبب «الإقبال الشديد».
دولياً، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن السوريين الذين يصوتون مخيرون «بين بشار وبشار»، مجدداً أسفه لهذه «المهزلة المأسوية». وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسين من جهته أن الانتخابات «مهزلة لا تحترم المعايير الدولية للشفافية والحرية». ونقل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن مندوبيه في مناطق مختلفة أن عناصر من أجهزة الأمن «يجبرون المواطنين على إقفال محالهم التجارية وتعليق صور لبشار الأسد عليها»، مشيراً إلى أن الناخبين «مضطرون للإدلاء بأصواتهم تحت طائلة التعرض للاعتقال أو تحت وطأة الخوف من النظام».
ميدانياً، حصدت العمليات العسكرية العنيفة في ريف دمشق وريف حلب خصوصاً عشرات القتلى والجرحى والدمار.
من جهة أخرى، أضافت تركيا جبهة النصرة الإسلامية التي تعتبر جناح سوريا لتنظيم القاعدة، إلى لائحتها للمنظمات الإرهابية التي تفرض عليها عقوبات مالية.