كتبت - سماح القائد:
توقعت صحافيات خليجيات مستقبلاً مشرقاً للصحافيات في المهنة التي لا تخلو من تحديات كثيرة أبرزها عامل الوقت، وظروف العامل غير الثابتة، والمنافسة الشديدة في تحقيق التميز والظهور، رغم عزوف الكثيرات عن العمل الميداني، وعدم وجود خطة للبناء المعرفي والثقافي.
ورأت أسمهان الغامدي من صحيفة الرياض أن الواقع الصحفي مبشر جداً، سيما بعد أن أصبح وجود المرأة مكملاً لوجود الرجل وبات حضورها في المحافل المحلية والدولية شرط أساس، لكن الطموحات مازالت كبيرة في واقعها، فهي مازالت بحاجة إلى دعم مجتمعها وتقبل فكرة تواجدها بشكل أكبر خصوصاً وأن البيئة السعودية تعد بيئية محافظة، واستمراريتها مرهون بالمغريات المادية والأمان الوظيفي الذي غالباً ما تفتقده!.
الجرأة مطلوبة
وتضيف الغامدي لـ «الوطن» أن التحديات والمحبطات من أهم سمات العمل الصحافي، لكنها تختلف باختلاف مصادرها، فلا أجد على سبيل العمل محبطات في كيفية صناعة المادة الصحافية، أما بالنسبة للأسرة فأجد أنها المحيط الأول للصحافية في حال لم يتقبلوا مهنتها، فدعم الأسرة من أهم أسباب نجاح الصحافية، فالعمل الصحافي يستهلك مجهوداً ذهنياً جباراً ينتج عنه بعض القصور في جوانب الحياة اليومية وهذا ما يجب أن يقدره الجميع، فالصحافة هي مرآة صادقة لقضايا المجتمع وسلطة رابعة في المجتمع ويجب أن تقدر.
وتجد الغامدي أن الترقية في المجال الإعلامي، مختلفة عن أي قطاع، فالإعلامي والإعلامية ترقيتهم، تكون بحجم معرفة الناس لهم ومدى سطوعهم الإعلامي بقوة الطرح وصدقه، فهذه أعظم ترقية من وجهة نظري، فالترقية لا تكون بالمناصب في الإعلام وتحديداً في الصحافة وذلك لمحدودية المناصب.
وتؤكد الغامدي أنها لم تواجه تمييزاً بينها وبين زملائها في كافة المهام والقطاعات، حيث حققت النجاح في إثبات ذاتها، حتى صار المسؤول يركن إليها في بعض المناسبات الهامة، مشيرة إلى الصحافة تحتاج لجرأة للأسف تفتقدها المرأة!.
واقع سيء
بدورها تقول الباحثة في شؤون الإعلام، الإعلامية الكويتية منال المكيمي، إن واقع المرأة الصحافية في الكويت ينقسم إلى قسمين أحدهما يتعلق بالصحافية الكويتية والآخر غير الكويتية، مشيرة إلى أن المرأة غير الكويتية، تعتبر هذا العمل ما هو إلا مصدر رزق هام وفرصة عمل لا تعوض، معتبرة المرأة الحلقة الأضعف في أي مؤسسة إعلامية، سرعان ما يتم الاستغناء عنها إلى جانب زهد مخصصاتها المالية مقابل زميلها الرجل.
وتبين المكيمي أن رسالتها الماجستير كانت عن الواقع العملي للمرأة الكويتية في حقل الصحافة اليومية المطبوعة، مشيرة إلى أنه واقع لا يبشر بالخير «بتاتاً» مع كثرة الاستقالات والاثقالات، نظراً لكثرة الصعوبات والتحديات التي تواجهها في المؤسسة الإعلامية أولاً، وفي مصادر الأخبار والمجتمع ثانياً، لافتة إلى تسرب الصحافيات الملحوظ من المؤسسات الصحافية إلى المؤسسات العامة والخاصة.
وتؤكد المكيمي عدم جدية ملاك الصحف الكويتية اليومية المطبوعة خصوصاً بـ «تكويت الصحافة الكويتية»، إلى جانب عدم إيمانهم بأهمية دور المرأة الكويتية فيها، الذي يعكسه تعداد الصحافيات المستقيلات والمتسربات من الصحف إلى جانب تعدادهم بشكل عام.
وترى المكيمي أن ما يمنع ترقي المرأة في هذا المجال؛ قلة أعدادهن مقابل أعداد الذكور وعدم استمراريتها في المهنة، لافتة إلى أن هناك 3 صحافيات كويتيات قضين أكثر من 20 عاماً، ولم يحظين حتى الآن، برئاسة تحرير أو حتى إدارة تحرير، وتسربت اثنتان منهن من صحفهن إلى صحف أخرى في السنة الأخيرة.
وتبين المكيمي أن التمييز بين الصحافي والصحافية في المهام الوظيفية، يخضع لإدارة الصحيفة، مشيرة إلى أن عدم ثقة الصحيفة بالصحافية الكويتية، يجعلها تحجم عن مثل هذه المهام، خوفاً من مبدأ الثواب والعقاب.
غزو نسائي
ومن جهتها تقول رئيسة مركز آفاق للتدريب الإعلامي، الصحافية بـ «الوطن» الكويتية هبة الطويل إن المرأة بدأت عبر تاريخها ولاتزال مستمرة في العمل بالمجال الصحافي، لافتة إلى أن العالم اليوم يتجه إلى التخصصات الفرعية من الصحافة، وهذا ما نجدة في مجتمعاتنا فلم تعد المطبوعة في المراكز الأولى كما كانت عليه في السابق.
وتلاحظ الطويل وجود غزو نسائي كبير على المجال الإعلامي بشتى ألوانه، فليست هي الوحيدة التي تعمل في المجال الشاق، فهناك المرأة الطبيبة والمرأة المهندسة وغيرها من المهن التي تعتبر مهن شاقة، مردفة: شخصياً أعتبر أن المرأة الإعلامية عليها التزامات تجاه مجتمعها، يبدأ برفع الوعي المجتمعي والثقافي، وينتهي بالحضور وإثبات الذات وكسب احترام منافسيها.
وتؤكد الطويل أن المرأة اليوم طموحة في شتى المجالات، وهي قادرة على أن توازن بين عطائها لأسرتها ولطموحها المهني، وهذا ما نراه اليوم، فتفكيرها اختلف عن ما كان عليه ففي السابق نجد الكثيرات من الشخصيات النسائية كانت تركز على العمل فقط، بينما اليوم تغير المفهوم فالنجاح لا يقتصر على المهنة فقط بل الأسرة أيضاً.
وتؤكد الطويل أن هناك تمييزاً في المجتمع الإعلامي، موضحة: يوجد تمييز في مجتمعاتنا الخليجية، باعتبارنا مجتمعات مازالت محافظة ولا أقصد بذلك التمييز في الراتب أو حجم العمل المناط بالصحافية، بل يتمثل التمييز في التزكيات والترقيات التي يحصدها الرجل نتيجة زراعة أفكار بالمجتمع هي التي تعطية هذا التميز وتجعله أولى من زميلاته، لافتة إلى اعتماد الصحافيات على المصادر الرجالية لاستقاء الأخبار والمعلومات، حيث إن هناك عزوفاً عن التواصل مع المصادر النسائية، وهذا يتطلب إعادة برمجة للمجتمع بأكمله، مردفة: علينا الترويج لصاحبات الفكر والنقد، ومحاولة إبراز العناصر النسائية من أجل التأثير على نظرة المجتمع وتغييرها.
ولا تجد الطويل مانعاً يحول دون أن ترتقي المرأة سلم المناصب الإعلامية، فالصعوبات التي تظهر أمام مسيرتها تعتبر أمراً بديهياً، وعليها أن تواكب الزمن في تطوره، وعلى الصحافية أيضاً أن تواكب كل جديد في المجال التي اختارته سواء كان صحافة أو إعلام أو حتى اتصال جماهيري.
تحديات أكبر
من جهتها تؤكد الصحافية مها العنزي من «عالم اليوم» الكويتية، أن هناك عزوفاً من جانب المرأة عن الصحافة، يتطلب المواجهة باحتضان العناصر النسائية وتقديم الدعم لهن للاستمرار.
وترى العنزي أن أصعب تحد يواجه المرأة العاملة في الحقل الإعلامي هو الوقت، فاختلاف ساعات العمل خارج المنزل له خصوصية تختلف عن بقية الوظائف التقليدية، الأمر الذي يسبب عدم تواجدها في المنزل مع أسرتها، وتقصيرها في هذا الجانب، والذي بدوره يتطلب تفهماً كبيراً من الزوج وأفراد الأسرة، مستدركة، لكن المرأة لاتزال تحارب وتكافح من أجل التميز والمنافسة، وتبذل كثيراً من الجهد للحصول على السبق الصحافي، والترقيات لا يوجد لها موانع، ولكنها تحتاج إلى إثبات الذات والتميز.
وتجد العنزي، المرأة الكويتية سباقة في هذا المجال، أثبتت جدارتها في العمل الصحافي، وقدم لها الدعم القوي لكي تظهر وتبرز، فالمرأة الكويتية لم تنقطع عن العمل الصحافي، وهي مستمرة في عملها لأن لديها الوعي والثقافة العالية، وهي ملمة بالشأن العام.