طرابلس - (وكالات): نجا اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر أمس من هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف أحد مقاره شرق ليبيا، بعد أسبوعين من شنه هجوماً على المجموعات المتشددة التي تعتبره عدوها اللدود، فيما قال حفتر إنه خضع لعلاج لفترة قصيرة في المستشفى بعدما أصيب بجروح طفيفة جراء محاولة الاغتيال. وأضاف أنه بخير وأنه سيكون هناك «رد قوي».
وهذا هو الهجوم الأول الذي يستهدف اللواء المتقاعد «71 عاماً» الذي قرر أن شن في 16 مايو الماضي في مدينة بنغازي شرق البلاد، حملة من أجل استئصال «المجموعات الإرهابية»، كما قال.
وتوجه السلطات الانتقالية إلى اللواء المنشق تهمة القيام بـ «محاولة انقلابية»، ولم تتمكن بعد 3 سنوات على إطاحة نظام معمر القذافي، من بسط النظام في البلاد الغارقة في الفوضى والواقعة تحت رحمة الميليشيات.
وقال أحد قادة قوة اللواء حفتر إن انتحارياً استهدف بسيارته المفخخة أحد مقار القيادة في دارة في الأبيار قرب بنغازي، مما أدى إلى مقتل 3 حراس كانوا يحاولون وقف المهاجم.
وأوضح العميد صقر الجروشي «قائد عمليات القوات الجوية» الموالية للواء حفتر، أن «هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف داره كنا مجتمعين فيها، وقتل 3 جنود» مؤكداً أن اللواء حفتر الذي كان موجوداً في المنزل عند وقوع الهجوم لم يصب بأذى.
وأصيب الجروشي «بجروح طفيفة» في الهجوم.
واتهم المتحدث باسمه محمد حجازي «مجموعات إرهابية ومتطرفة» لم يحددها بشن هذا الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
وتعتبر بنغازي، معقل العديد من الميليشيات الإسلامية المدججة بالسلاح، وهي هدف اللواء حفتر الذي يساند الطيران قواته البرية. ولقي 100 شخص مصرعهم في الهجوم قتل 21 منهم في المعارك الأخيرة التي أدت إلى شل مدينة بنغازي، كما ذكرت مصادر طبية. وجماعة أنصار الشريعة التي تعتبرها الولايات المتحدة «تنظيماً إرهابياً»، هي من أبرز المجموعات التي استهدفتها حملة «الكرامة» التي يشنها اللواء حفتر. وأصدرت جماعة أنصار الشريعة بيانات نارية ضد اللواء حفتر الذي باتت تصفه بأنه «عدو الإسلام». وانضمت القاعدة في بلاد المغرب العربي التي لم تثبت علاقتها بعد بالمجاهدين الليبيين، إلى التهديدات داعية إلى قتال اللواء حفتر.
وأرغمت الاضطرابات في ليبيا عدداً من شركات النفط الأجنبية على البدء بإجلاء موظفيها.
وتطرقت إلى منطقة الواحات حيث تم إجلاء موظفي شركات أجنبية من المطارات الكائنة في المواقع النفطية في هذه المنطقة إلى مطار طرابلس ليتمكنوا من مغادرة البلاد.
من جهة أخرى، أصيب مقر الحكومة الليبية الذي استقر فيه هذا الأسبوع رئيس الوزراء أحمد معيتيق، بصاروخ مما أدى إلى وقوع أضرار لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا، كما ذكرت الحكومة.
وفي ليبيا منذ 10 أيام حكومتان متنافستان، هما حكومة عبدالله الثني والحكومة التي يرأسها أحمد معيتيق، المدعومة من الإسلاميين. ويحتج أنصار الثني على انتخاب معيتيق في بداية مايو الماضي من قبل المؤتمر الوطني العام رئيساً للحكومة.
وأكد الثني أنه سيلجأ إلى القضاء لمعرفة ما إذا كان عليه أن يتخلى عن السلطة، مشيراً إلى طعون رفعها نواب ضد انتخاب معيتيق. من جهة ثانية، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف مقتل أحد ممثليها وهو سويسري الجنسية في سرت شرق ليبيا.