كتبت - زهراء حبيب:
قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى أمس بالسجن المؤبد لأربعة أشخاص قتلوا عمداً مع سبق الإصرار أحد عمال النظافة في المنامة بالقرب من سينما أوال، فيما قال المحامي العام بالنيابة الكلية أحمد الحمادي إن تهم المدانين تضمنت تشكيلهم جماعة إرهابية الغرض منها استهداف حياة أفراد الأمن والمواطنين والمقيمين وتعريض حياتهم للخطر وذلك بهدف زعزعة الأمن والإضرار بالاقتصاد الوطني.
وأشارت المحكمة في حيثيات الحكم إلى أن «الجرائم المسندة لكل المدانين وقعت منهم نتيجة نشاط إجرامي، وارتبطت الجرائم ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة، ما يتعين اعتبارهم جريمة واحدة والحكم بالعقوبة الأشد»، موضحة أن «المحكمة أخذتهم بقسط من الرأفة في حدود ما تسمح به المادة 72 من قانون العقوبات». وتتلخص وقائع الدعوى في أن «المتهم الأول أسس جماعة إرهابية مخالفة لأحكام القانون تتبنى مذاهب متطرفة ترمي إلى إلحاق الضرر بالنظام الاقتصادي بالبلاد وزعزعة الأمن باستعمال القوة والإرهاب، وارتكاب جرائم القتل وبيتوا النية وعقدوا العزم على قتل من يستطيعون من رجال الشرطة أو غيرهم وأعدوا لذلك عبوات متفجرة، وانضم للجماعة بقية المتهمين». وبحسب أوراق الدعوة فإنه «في يوم 4 نوفمبر 2012 اتفق المتهمون على وضع عبوة صنعها المتهم الأول وهي محلية الصنع على شكل (T-pipe) تفجر بمجرد العبث بها أو اهتزازها ووضعها خلف سينما أوال بالقضيبية، إذ قام المتهم الأول بتسليم المتهمين العبوة المتفجرة داخل كيس وشرح للمتهم الثالث كيفية توصيل الكهرباء وحوالي الساعة 4 فجراً من 5 نوفمبر 2012 وتجمع المتهمون من الثاني حتى الرابع وشخص مجهول وتوجهوا لمكان التفجير». وتشير أوراق الدعوة إلى أن «المتهمين الثاني والرابع والمجهول وضعوا قنبلة أوصل المتهم الثالث دائرتها الكهربائية والرابع انتظرهم بالسيارة».
وحضر عامل النظافة يحاول النبش والتنقيب بحاوية القمامة فانفجرت العبوة وتطايرت شظاياها وتعرض لإصابات متفاوته بينها كسور في عظام الصدر والأطراف وتهتكات كلها أسفرت عن وفاته.
وأثبت تقرير الإدارة العامة للأدلة المادية أن العينات المرفوعة من مسرح الجريمة تحتوى على مواد تعد مفرقعات وتكون مجموعة شظايا متطايرة لعبوة محلية الصنع، وتتضمن خليط متفجر يعمل بواسطة دائرة كهربائية، وإنها تؤدي إلى إصابات قاتلة، وآلية التشغيل تتم عن طريقة ساعة التوقيت وتنفجر خلال ساعة من توقيتها لغرض تأمينها أو الهز وتحريكها.
وقال المحامي العام بالنيابة الكلية أحمد الحمادي إن «تفاصيل الواقعة تعود لتاريخ 5 نوفمبر 2012 بأن أقدم المتهمون الأربعة على قتل العامل الآسيوي عمداً مع سبق الإصرار بأن بيتوا النية على قتل المارة بمنطقة المنامة بأن وضعوا العبوة الناسفة في حاوية القمامة مع علمهم بأن هذه العبوة قاتلة بطبيعتها وصادف وجود المجني عليه فانفجرت هذه العبوة الناسفة فأحدثت به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته». وكانت النيابة العامة أسندت للمدانين تهم تأسيس جماعة على خلاف أحكام القانون كان الإرهاب من وسيلتها لتحقيق أغراض إجرامية، الشروع في قتل المجني عليه والمارة مع سبق الإصرار، القيام بعملية تفجير لغرض إرهابي واستعمال مفرقعات من شأنها تعريض حياة الناس للخطر وحيازتهم لتلك المفرقعات تنفيذاً لغرض إرهابي.
وأشار الحمادي إلى أن «النيابة اعتمدت في توجيه الاتهامات على الأدلة المتوافرة في الدعوى منها شهادة الشهود وما ثبت من التقارير الفنية وتمثيل أحد المتهمين لكيفية ارتكاب الجريمة وما ثبت من تقرير الطب الشرعي خلال الكشف علي الضحية».
ترأس الجلسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة، وعضوية القاضيين ضياء هريدي وعلي الكعبي.