قال وزير الدولة للشؤون الخارجية غانم البوعينين، إن البحرين، تؤيد مبادرة الرئيس الصيني «شي جين بينغ»، لإعادة إحياء طريق الحرير؛ بشقيها البري والبحري، مؤكداً إدانة واستنكار البحرين للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في إقليم شينجيانغ الصيني، والتي تتنافى مع القيم الدينية والأخلاق الإنسانية.
وعبر البوعينين لدى مشاركته في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، أمس في العاصمة بيجين، عن اعتزاز البحرين بالعلاقات المشتركة القائمة بينها وبين جمهورية الصين الشعبية الصديقة، لافتا لتطور هذه العلاقات وازدهارها في مختلف المجالات، خصوصاً بعد زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، للصين سبتمبر العام الماضي. وأضاف البوعينين: إن الزيارة الكريمة والمباحثات الناجحة بين العاهل والرئيس الصيني؛ أثمرت عن توقيع العديد مــــن الاتفاقـــات، مثل إطلاق معهد «كونفوشيوس» في جامعة البحرين كنموذج من نماذج التعاون الثقافي، واحتفال الدولتين منذ أسابيع قلائل بمرور 25 عاماً على إنشاء العلاقـــات الدبلوماسيـــة بينهما، وتطـــور المشروعات الاستثمارية الصينية في البحرين.
وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، أهمية العلاقات التاريخية بين الصين والدول العربية، وتعزيز مسيرة التواصل بين الشعب الصيني والشعوب العربية، مما سجل ركائز مهمة في تاريخ الاندماج والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات على مدى الآلاف السنين التي توارثت روح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتكامل والمنفعة المتبادلة التي حملها طريق الحرير جيلاً بعد جيل.
وأضاف البوعينين أن مبادرة الرئيس الصيني لإعادة إحياء طريق الحرير؛ تجسد نموذج التعايش المتناغم بين الدول التي تختلف عن بعضها بعضاً من حيث النظم الاجتماعية والديانات والمعتقدات الثقافية والالتزام بالتعاون والكسب المشترك، مؤكداً دعم البحرين للمبادرة بشقيها البري والبحري، حيث يساهم تفعيلها في الرقي بالعلاقات العربية الصينية نحو آفاق أرحب من التعاون، لافتاً إلى أن البحرين بصفة خاصة كانت إحدى المحطات المهمة في طريق التجارة الصينية في العهد القديم.
ولفت البوعينين لأهمية منتدى التعاون العربي الصيني ودوره المهم في تطوير وتدعيم وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية، مما جعل هذه العلاقات نموذجاً يحتذي في معدل التطور في المجالات الاقتصادية والثقافية وتدريب الكوادر البشرية، والعلاقات السياسية بين الدول التي تقوم على مبدأ المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة، واحترام سيادة كل دولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهي المبادئ السامية التي ارتضتها البشرية وآمنت بها شعوبنا عبر مسيرة التاريخ لأنها الأساس المتين لعلاقات الدول ذات السيادة، مضيفاً: إننا نتسابق في إطار هذا المنتدى من أجل التقدم والرفاهية، والمنافع المشتركة، والمصالح المتبادلة، خصوصاً وأن كلا الحضارتين العربية والصينية تؤمنان بالتحاور والتعايش الحضاري بين الأمم والشعوب مهما اختلفت جذورها وتنوعت عقائدها.
وأوضح البوعينين التحديات التي تهدد أمن واستقرار الدول والتي من أبرزها ظاهرة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وأياً كان مصدره ودوافعه، مؤكداً إدانة واستنكار مملكة البحرين للتفجيرات الإرهابية التي وقعت في إقليم شينجيانغ الصيني والذي يتنافى مع القيم الدينية والأخلاق الإنسانية.