كتب - حسين التتان:
سموها «ملكة الهوايات» أو «هواية الملوك»، جمع الطوابع البريدية، هي اليوم تواجه خطر الاندثار، فجيل «الآيباد» بالكاد يعرفها أو سمع عنها، أما أن يشغف بها فذلك محال!
جمع الطوابع والعملات والوثائق القديمة كانت في قائمة الاهتمامات والهوايات، اليوم يدق أصحابها والمغرمون بها ناقوس الخطر، فبعد أن كانت هوايتهم جزءاً من التراث والتاريخ، أهملها جيل اليوم ولم يعد يعترف بها أصلاً.
جيل «الآيباد»
الشاب الصغير محمد حسن يجهل أي شيء عن طابع البريد، وينفي معرفته بهذه الهواية، كل ما يعرفه من هوايات يقتصر على كرة القدم والألعاب الذهنية الحديثة.
ويعتقد الطالب كميل علي أن طوابع البريد غير معروفة عند هذا الجيل، على اعتبار أن كل المراسلات تتم اليوم عبر البريد الإلكتروني، ولا تحتاج إلى طوابع بريد.
الصغيرة حنين الوجل تقول إنها سمعت بطوابع البريد لكنها لم ترها أبداً، وتعتقد أنها هواية ممتعة حسبما تتوقعه.
عبدالرضا موسى من جيل عاصر المراسلات الورقية وكل ما يتعلق بطوابع البريد «من هم في جيلي يحرصون على جمع الطوابع التذكارية القديمة، سواء البحرينية منها أو الأجنبية، إذ كانت طوابع البريد تشكل رافداً خصباً من هويتنا الثقافية، كانت أكثر من مجرد طابع، هي مجموعة أوراق صغيرة عابرة للمحيطات، وخلقت نوعاً من التواصل الأممي عبر التاريخ، في فترة شهدت مرحلة جديدة من التعارف والتلاقي عبر المراسلات البريدية والطابع عنصر أساس فيها».
الطوابع تاريخ
عميد هواة جمع الطوابع في الوطن العربي د.أحمد الكيلاني يقول إن هواية جمع الطوابع تعتبر من أرقى الهوايات على الإطلاق «هي هواية الملوك وملكة الهوايات، ومن يجهلها يجهل الكثير من المعارف العلمية والإنسانية».
ويعدد أهداف جمع طوابع البريد «توثيق العلاقات البشرية التي تنطلق عبر بوابات المحبة والأخوة، وتعتبر مجالاً واسعاً للاستثمار في مجال العلم والمال».
نائب رئيس جمعية البحرين لهواة طوابع البريد محمد جناحي يقول إن الهواية سحرت الجيل الماضي وأهملها الجيل الحاضر «اقتناء الملايين من البشر لهذه الوريقات الملونة الصغيرة يعد اختزالاً لفنون عديدة في آن واحد.. الفنون التشكيلية وفنون الخط والتصميم والطباعة، حيث كل منها يعتبر مفتاحاً لمجال من مجالات الثقافة».
ويضيف «ممارستها كهواية مرتبط بالوثائق التاريخية، كما إنها مرآة معبرة عن حضارة الأمم وصورة واضحة لما يدور بداخلها من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية، وتعبر عن مدى تقدم الدول، فطابع البريد هو بمثابة السفير المتجول في البلاد الأجنبية، وله جاذبية سحرية مؤثرة، ورغم صغر حجمه، إلا أنه يحمل قيمة إنسانية واستثمارية كبيرة».
ويقدم جناحي نبذة قصيرة عن الخدمة البريدية في البحرين «بدأت الخدمة البريدية في البحرين مطلع أغسطس 1884 بافتتاح أول مكتب بريد في المنامة، ثم تأسس فرع المحرق في الأول من يونيو 1946 ثم فرع عوالي عام 1950، وصدر أول طابع مالي باسم حكومة البحرين عام 1923 في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، كما صدرت أول مجموعة طوابع بريدية وشحت باسم البحرين 10 أغسطس 1933، كما صدر أول طابع محلي من فئة آنة ونصف وكان يحمل صورة المغفور له صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة عام 1953، كذلك أول طابع يحمل صورة المغفور له الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة عام 1964، أما أول طابع يحمل صورة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة فكان عام 1999».