منذ ألف وأربعمائة عام، غرقت البشرية في وحل الجاهلية المظلم، وظل العرب طويلاً يعبدون الأصنام، حتى أذن الله بمبعث أمير الأنام، فأشرقت الأرض بنور الإسلام!
فشع وميض الرسالة من رحم ظلام الجهل، وكرمت الإنسانية بتحريرها من العبودية، وارتقت معاني الفضيلة والسجايا النبيلة، وفاضت القيم الأخلاقية الراقية حتى بدد ذاك السواد!
ولكنه يبدو أن نقطة منه لم تمحَ، وبدأت الانتشار كالجرثومة تأكل النور الذي خفت بريقه، إلى أن عادت ظلمة الأمس تخترق حضارة اليوم ! ولكم مني مشاهد:
• بالأمس استورد عمرو بن لحي (هبل) من الشام فعبدته كل قريش! واليوم نحن نستورد من الغرب كل عاداتهم من (أفلامهم)، بدءاً بالشعر وتسريحاته، مروراً باللباس، وانتهاء بالبذاءة والانحلال!
• بالأمس كانت المرأة غير مقبولة في المجتمع وعقوبتها الوأد (دفنها وهي حية)! واليوم بعد أن كرمها الإسلام تدفن في خبث العلاقات الشبابية والشعارات الرنانة كالتوافق وعدم التمييز بحجة الانفتاح!
• حتى فتح مكة في الثامنة للهجرة كان الناس يطوفون حول البيت عراة رجالاً ونساء! واليوم صور العاريات حدث ولا حرج، في أغلفة المجلات وواجهة المحلات وبعض الإعلانات والدعايات، فاعتاد المجتمع هذه المناظر حتى ألفها!
فليخبرني أحدكم هل تغير الزمان ودارت الأيام حتى تختل القيم؟ أم عاد أبوجهل فبث سموم الجهل؟ أم أن كسرى وقيصر اتحدا مع ابن سلول على نسف قيم حضارتنا التي نحلم أن تعود!؟ هلا أجبتموني!؟
مشهد:
شاب فتح التلفاز ورأى ما رأى.. وأبوه يراه وكأنه لا يرى! أتحسب أنه لمستقبل الإسلام هناك شيء سيرى!؟
استدراك:
بل لن يرجي أن نسودَ سوى فتى...ترنو إليه صحائفٌ ومساجدُ
فالنصر يرمق في اشتياقٍ أمةً...يعدو لنصرتها عليمٌ عابدُ
والأرض تاقت أن يشع شعاع من...يحيى لطلعتها الخرابُ الهامدُ
(إبراهيم طارق)
بقلم نـوح الجيـدة
noo7aljaidah