نزوح نحو نصف مليون عراقي جراء معارك الأنبار
60 قتيلاً و85 جريحاً في تفجيرات ببغداد
الرمادي - (وكالات): اعلنت مصادر امنية ان القوات العراقية حررت جميع الطلبة الرهائن في جامعة الانبار في الرمادي التي سيطر عليها مسلحون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» صباح امس، فيما قتل 59 شرطيا ومسلحا في اشتباكات في مدينة الموصل شمال البلاد. وتحدثت تقارير عن استمرار الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي الجماعة الذين لا يزالون يسيطرون على بعض مباني الجامعة.
وفي وقت لاحق، قتل 60 شخصاً وأصيب 85 في سلسلة تفجيرات ببغداد، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطبية.
ويشهد العراق أسوأ أعمال عنف منذ سنين، حيث شن المسلحون 3 عمليات كبرى خلال الايام الثلاثة الماضية في 3 محافظات، اسفرت عن مقتل نحو 100 شخص. واكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن انه «تم تحرير جميع الرهائن من الطلبة في جامعة الانبار».
وقالت تقارير ان عناصر من قوات النخبة قتلوا 4 من القناصين الذين كانوا يحتجزون الرهائن، وادخلوا حافلات الى الداخل وسط حماية مشددة واقتادوا الطلاب إلى خارج الجامعة.
وكان مسلحون ينتمون إلى «داعش» اقتحموا مبنى جامعة الأنبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح أمس واحتجزوا الطلبة والأساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة.
وأوضحت التقارير أن قوات النخبة العراقية شنت هجوماً وحررت الطلبة الرهائن.
وكان نحو ألف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للبنين تمكنوا بمساعدة قوات الأمن من فتح ثغرة في جدار والفرار إلى منطقة امنة. لكن بقي عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين قبل أن يتم تحريرهم. وشهد حرم الجامعة اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة والمسلحين الذين بلغ عددهم بين 30 الى 40 مسلحاً، يرتدي معظمهم أحزمة ناسفة.
وكانت مصادر أمنية أوضحت قبلاً أن «مسلحين ينتمون إلى داعش تسللوا إلى الحرم بعد أن قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي اليها بسيارة مفخخة».
وذكر ضابط برتبة مقدم ان عدد الطلبة والاساتذة داخل الحرم الجامعي والاقسام الداخلية كان يقدر بـ 2500 شخص لدى بدء الهجوم.
وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو «داعش» خلال الايام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل. من جهة ثانية تخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الأنبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم «داعش»، ومسلحون من العشائر منذ 5 أشهر.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، الا انها لا تزال تشهد هجمات شبه يومية. وما زال مسلحو «داعش» يسيطرون على مدينة الفلوجة.
إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية بأن 59 من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا في مدينة الموصل التي تشهد معارك ضارية منذ الجمعة الماضي بين قوات الأمن العراقية وعناصر «داعش». وأوضحت المصادر أن «21 شرطياً قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم داعش غرب الموصل». وأضافت أن «38 من عناصر داعش قتلوا على يد قوات الأمن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة».
وتأتي الهجمات بعد يوم دام قتل فيه 36 شخصاً في مواجهات وهجمات انتحارية بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل مدينة الموصل شمال بغداد وحولها، حسب ما أفاد مسؤولون.
وعلى إثر الاشتباكات التي تجري منذ يومين نزحت نحو 3 آلاف عائلة الى خارج مدينة الموصل بحثا عن ملاذات امنة، بحسب مصادر امنية.
وقال مصدر امني ان «مسلحي داعش يستخدمون سكان الاحياء كدروع ويستهدفون القوات الامنية من الاحياء كي يقولوا للعالم ان الجيش يستهدف مدنيين، هولاء مجرمون لكن سنحسم معركتنا معهم بعد وصول تعزيزات عسكرية». بدوره، قال محافظ نينوى اثيل النجيفي إن «هنالك ضحايا بالعشرات بين قوات الأمن ومدنيين، وإن مسلحي داعش هم قرابة 400 عنصر مزودين بأسلحة ثقيلة وبنادق قنص متطورة».
ودعا النجيفي إلى «التصدي للقوى الظلامية التي تريد جرنا لحرب اهلية».
وتزايدت قوة عناصر تنظيم داعش منذ مطلع العام الجاري في العراق بسبب توسع نفوذه في سوريا التي تشترك مع العراق بأكثر من 600 كلم من الحدود.
وينقل عناصر داعش من الأراضي السورية إلى العراق الأسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقص في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003. ويجد عناصر «داعش» بعض الحواضن في مناطق غرب العراق إثر تهميش الحكومة التي يقودها الشيعة للسنة. من جهة أخرى، فر نحو 480 ألف عراقي من المعارك في محافظة الأنبار العراقية وفقاً للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ما يجعل ذلك أهم حركة نزوح في البلاد في السنوات الأخيرة.