دشن المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع مؤسسة «مياسم» الإعلامية، برنامج الدعم الإعلامي للمستفيدات من برنامج التمكين السياسي، المتوقع ترشحهن للانتخابات النيابية والبلدية المقبلة.ويتضمن البرنامج سلسلة لقاءات تنظم طيلة يونيو الجاري، بهدف تعزيز قدرات المرشحات على التعاطي مع وسائل الإعلام وإدارة ظهورهن الإعلامي بأقصى فاعلية ممكنة.وشارك في الفعالية الأولى من البرنامج 3 خبراء من الكويت من ذوي الخبرة في إدارة العمل الإعلامي لبعض مرشحي انتخابات مجلس الأمة، حيث تم التعرف والاطلاع على تجاربهم في إدارة الحملات الانتخابية.واعتبرت مدير عام مؤسسة مياسم د.مي العتيبي، برنامج الدعم الإعلامي لمنتسبات برنامج التمكين السياسي، الأول من نوعه في الوطن العربي، ويرمي لتطوير الأداء الإعلامي لمنتسبات البرنامج وفق استراتيجية مدروسة تشمل كل ما تحتاجه المرشحة لتحظى بأكبر مساحة ظهور إعلامي ممكنة، وتصل لجمهور وسائل الإعلام المختلفة بفاعلية.وأكدت العتيبي خلال افتتاح البرنامج، أهمية الدعم الإعلامي في تمكين المرأة سياسياً، وتأهيلها للتعامل مع المواقف الإعلامية المختلفة، موضحة أن البرنامج لا يستهدف المرشحة فقط، وإنما فريق حملتها الانتخابية أيضاً. وقالت إن البرنامج تطبيق عملي لمضمون رسالتها في الدكتوراه حازتها بناء على دراستها لأربع مرشحات بحرينيات طيلة 3 سنوات.من جانبه أشاد الخبير الكويتي بشار الصايغ، ببرنامج التمكين السياسي للمجلس الأعلى للمرأة القائم على «الاستثمار في المرأة البحرينية»، وقال «العمل على إيجاد وتمكين نساء سياسيات أمر ضروري في أي مجتمع يسعى للتطور».ودعا الصايغ الإعلام البحريني إلى «تسليط ضوء أكبر على إنجازات المرأة البحرينية وعطاءاتها في شتى المجالات، وإيجابيات ذلك على المرأة نفسها وعلى المجتمع، خاصة بعد أن أصبحت المرأة في البحرين وزيرة وقاضية ومستشارة ونائبة».وأضاف «عندما يرى الناس أن هناك سيدة بحرينية قوية وقادرة على تمثيلهم والدفاع عن مصالحهم، يتشجعون على التعامل بإيجابية أكثر مع المرأة بشكل عام ودعمها».وأوضح أن المشاركة في الانتخابات النيابية أو البلدية يجب أن «تكون مبنية على قرار صحيح يلحظ الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للبلد، وهذه عملية تحتاج وقت وتحضير طويل ربما لا يقل عن سنتين».وقدم الصايغ عرضاً حول كيفية بناء علاقات استراتيجية مع الإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة، ونصحهن بتعزيز الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «تويتر» و«إنستغرام»، ضمن استراتيجية نشر مدروسة لاستهداف شرائح واسعة أهمها الشباب.من جانبها أعربت الناشطة الاجتماعية الكويتية ناديا الشراح عن تقديرها لـ«الجهود الحضارية للمجلس الأعلى للمرأة في مجال توفير بيئة لتمكين المرأة».وقالت «مازالت المرأة في دولنا تعاني من ظروف غير عادلة، خاصة أن العمل السياسي اقتصر لفترة طويلة على الرجال»، مضيفة «من هنا تنبع أهمية وجود جهات مثل المجلس الأعلى للمرأة يتلمس احتياجات المرأة ويرسم خطط النهوض بها على مستوى البلد، خاصة أن المرأة البحرينية كانت على الدوام رائدة وجديرة بشغل أعلى المناصب».وخصصت الشراح لقائها بمنتسبات البرنامج لشرح أهمية زيارة المجالس وكيفية أداء المرشحة خلال الزيارة، وقالت «على المرشحة أن تأخذ باعتبارها تفاصيل كثيرة لدى زيارتها المجالس التي يطغى عليها حضور الرجال مثل لباسها ونبرة صوتها».وتابعت «تتفاجأ المرشحة بوجود آراء مناهضة للمرأة داخل المجالس، وعليها استيعاب ذلك ومحاولة تغييره دون صدامية، خاصة أن النجاح في الانتخابات عملية تراكمية تحتاج لجهد متواصل».من ناحيته أكد الخبير الكويتي علي خاجة، أهمية تحديد هوية إعلامية واضحة للمرشحة تتضمن أهم بنود برنامجها الانتخابي، بما يساعد على تشكيل رأي عام موحد حولها، وفي وصول رسالتها لجمهور الناخبين بشكل أوضح وأدق.ودعا خاجة إلى تشكيل المرشحة لفريق عمل قوي متجانس وكفوء وقادر على التواصل الفعال مع بعضه البعض ومع الناس، وقال «يستحسن أن يكون فريق العمل من دائرة المرشحة نفسها، بما يضمن أصوات الفريق وعائلاتهم وأصدقائهم، ويستحسن أن يكون الفريق مزيج من المتطوعين والمحترفين العاملين بأجر».وقال إن المرشح الكويتي يحظى بفرصة تدريب وظهور إعلامي أكبر نتيجة لكثرة وسائل الإعلام وقنوات التلفزيون الخاصة في الكويت، معرباً عن اعتقاده أن «التجربة البحرينية تحتاج لمزيد من تراكم الخبرات عن طريق الممارسة أو عن طريق ورش عمل كهذه، وتكثيف التدريب النظري وإطالة فترته».