القاهـــرة - (وكــــالات): أدى الرئيــــــس المصـــــــري المنتخـــب عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية كرئيس لمصر لولاية مدتها 4 سنوات أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، فيما تعهد في أول خطاب له «بدحرالإرهاب وتحقيق الأمن»، مشدداً على أنه «لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها».
وأحيط مقر المحكمة الدستورية العليا في منطقة المعادي جنوب القاهرة حيث جرت مراسم أداء اليمين بإجراءات أمنية مشددة. وحضر مراسم أداء اليمين الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى المنصب بصفته رئيساً للمحكمة الدستورية العليا بموجب خارطة الطريق التي أعلنها السيسي بنفسه في 3 يوليو الماضي إثر عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي.
وأعلن رسمياً أن منصور سيعود إلى موقعه على رأس المحكمة الدستورية فور انتهاء مراسم تنصيب السيسي.
كما حضر أداء اليمين الدستورية فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية ورئيس الوزراء إبراهيم محلب وأعضاء حكومته.
وأقيم حفل استقبال في قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة شرق العاصمة بحضور قادة وملوك ورؤساء دول خليجية وعربية وأفريقية وغربية تم خلاله توقيع وثيقة رسمية لتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد.
ولأول مرة في تاريخ الجمهورية المصرية منذ تأسيسها عام 1952، وقع السيسي، وثيقة تسليم وتسلم للسلطة، مع الرئيس المنتهية ولايته عدلي منصور. وتوجه الرئيسان الجديد والمنتهية ولايته، عقب حلف اليمين الدستورية إلى قصر الاتحادية، ليوقعا وثيقة تسليم السلطة، التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ السياسي المصري.
وفي كلمة ألقاها خلال هذا الحفل قال السيسي إنه يعتزم أن «تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضاً شاملاً على المستويين الداخلي والخارجي» مضيفاً «سنؤسس لمصر المستقبل دولة آمنة مزدهرة» و«سيتواكب مع بناء الداخل إعادة بناء دور مصر» على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد أنه «آن لشعبنا أن ينال حصاد ثورته» في إشارة إلى ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام حسني مبارك وثورة 30 يونيو 2013 التي شارك فيها الملايين مطالبين بإنهاء حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
ووجه الشكر للدول العربية التي دعمت مصر اقتصادياً وأعرب عن «تقدير خاص لخادم الحرمين الشريفين» العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز «على مبادرته النبيلة» بالدعوة إلى مؤتمر لمانحي مصر لوضع خطة لمساعدتها في المرحلة المقبلة. وأقيمت في المساء احتفالية أخرى في قصر القبة الرئاسي شرق القاهرة أكد السيسي خلالها في أول خطاب يوجهه إلى المصريين بعد توليه مهام منصبه رسمياً أنه “لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف”. وقال “أتطلع إلى عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح باستثناء من أجرموا في حقه واتخذوا من العنف منهجاً”. وتعهد السيسي بأن يحترم الدستور وحرص على أن يضيف “دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني”.
كما وعد بتحقيق أهداف الثورة مشيراً أكثر من مرة إلى أنه سيعمل على تحقيق “الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”. وحرص الرئيس الجديد على الإشادة بالجيش المصري.
وبعد أدائه اليمين الدستورية رئيساً لمصر، كان لافتاً الحضور الدبلوماسي القوي من قبل قادة خليجيين وعرب ورؤساء دول ووفود دولية.
وكان في مقدمة المهنئين في قصر الاتحادية، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، ونائب خادم الحرمين ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد، والملك عبدالله الثاني ملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعقد السيسي، لقاءات ثنائية مع عدد من قادة وملوك وأمراء دول الخليج على هامش حضورهم حفل التنصيب.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن نائب خادم الحرمين وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عقد جلسة مباحثات رسمية أمس في مقر قصر الاتحادية بالقاهرة. وأكد الأمير سلمان خلال اللقاء على «مواقف بلاده الثابتة لدعم جمهورية مصر العربية والحفاظ على أمنها واستقرارها»، بحسب الوكالة.
كما جرى خلال جلسة المباحثات، استعراض آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة.
وقال الأمير سلمان في تصريحات في وقت سابق إن «شعب مصر كتب مستقبله». بدورها، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد خلال لقائه السيسي أن» دعم ومساندة دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر هو مبدأ ثابت وراسخ». وقال إن بلاده «ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها». وأكد أهمية دعم الاقتصاد المصري وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بمهامها وأعمالها وذلك حرصا في ان تظل مصر قوية ومستقرة وشامخة. وبحث سمو الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، وأكدا أهمية تنويع وتوسيع نطاق التعاون بينهما في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن «أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى السيسي في المقر الدائم لرئاسة الجمهورية بالعاصمة القاهرة، وذلك قبيل مغادرته مصر».
وتم خلال اللقاء بحث العمل على تعزيز مسيرة التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة، بحسب الوكالة، التي ذكرت أنه تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبعث دولة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ببرقية تهنئة إلى الرئيس المصري بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيساً لمصر، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية. وأضافت الوكالة أن عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية بعث أيضاً ببرقية تهنئة إلى السيسي.