عواصم - (وكالات): أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن الحوار بين الوفدين الإيراني والأمريكي الذي جرى أمس لدفع المفاوضات حول الملف النووي الإيراني كان «بناء».
وهذا هو اللقاء الرسمي الأول بين ممثلين أمريكيين وإيرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني. إلا أن لقاءات شبه رسمية بين الطرفين جرت في سلطنة عمان في 2013.
ونقلت وكالة اسنا الطالبية الإيرانية عن عراقجي قوله إثر محادثات بين الوفدين استغرقت ساعات عدة في جنيف «إن الحوار مع الولايات المتحدة جرى في أجواء إيجابية وكان بناء».
وأضاف أن «المحادثات ستتواصل اليوم». وفي شكل متزامن، أعلنت الخارجية الأمريكية أن المحادثات في جنيف بين الأمريكيين والإيرانيين تعقد بسبب «عدم إحراز تقدم كاف» خلال اللقاءات الماضية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف إن واشنطن ترغب في «القليل من الواقعية» في هذه المفاوضات. واستمر الاجتماع الأول بين الوفدين الإيراني والأمريكي في حضور هيلغا شميت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون نحو 5 ساعات.
وهو أول لقاء رسمي بين ممثلين للولايات المتحدة وإيران خارج إطار المفاوضات مع مجموعة الدول الست الكبرى التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا حول الملف النووي الإيراني. ولا تقيم الولايات المتحدة وإيران علاقات دبلوماسية منــذ نحو 35 عاماً.
ونقاط الخلاف الرئيسة التي تصطدم بها المفاوضات هي حجم برنامج التخصيب «عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى إنتاج اليورانيوم المخصب»، ومفاعل أراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والقادر على إنتاج البلوتونيوم، وموقع فوردو للتخصيب المشيد تحت الأرض والذي يصعب تدميره. وأوضحت وسائل الإعلام الإيرانية أن اللقاء الذي يستمر يومين بدأ أمس. وتهدف طهران من المحادثات إلى التوصل إلى إنهاء العقوبات الدولية المفروضة عليها، بينما تهدف واشنطن وحلفاؤها إلى الحصول على ضمانات إيرانية بأن برنامج طهران للطاقة النووية سلمي وليس غطاء لطموحات عسكرية. ويسعى الجانبان إلى التوصل إلى اتفاق دائم بشأن برنامج إيران النووي بحلول 20 يوليو المقبل.
ويتوقع أن تعقد إيران اجتماعاً مماثلاً مع المفاوضين الروس في روما الأربعاء والخميس قبل جلسة مجموعة 5+1 التي ستعقد في فيينا في الفترة من 16 إلى 20 يونيو الجاري.
ويبدو أن اجتماع جنيف يؤكد ضرورة إجراء مناقشات أوسع لتسوية الخلافات بين طهران وواشنطن. ونقلت وكالة أرنا الإيرانية الرسمية للأنباء عن عراقجي قوله إن «معظم العقوبات فرضتها الولايات المتحدة، والدول الأخرى من مجموعة 5+1 ليس لها علاقة».
وقاد المحادثات عن الجانب الأمريكي في جنيف مساعد وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز ومستشار البيت الأبيض جيك سوليفان على رأس فريق صغير أمضى أشهراً في محادثات سرية مع إيران في سلطنة عمان.