كتب - جعفر الديري:
لطالما كانت الحكايات الشعبية مصدر إلهام عظيم للفنانين التشكيليين، قديماً وحديثاً على امتداد المعمورة. والفنان العربي تحديداً وجد فيها كنزاً لا ينضب، لاشتغالات شتى! لكن هنا في البحرين، لا يمكن بحال من الأحوال المقارنة بين الفنانين الرواد الذين اعتنوا غاية العناية بإبراز التراث البحريني، خصوصاً الحكايات الشعبية، وبين فناني اليوم، خصوصاً الشباب منهم، الذين تستهويهم مناخات أخرى غير الحكايات الشعبية! السؤال: لماذا لا نلمس هذا الاهتمام لدى فناني اليوم؟ ألا يدل ذلك على وعي محدود، وإهمال لتراث عظيم؟ هل يعود السبب لعدم اجتذاب هذا النوع من الأعمال أصحاب الغاليرات، ومحبي اقتناء اللوحات الفنية؟ أم لأسباب أخرى؟!
جناية الحداثة
يؤكد الفنان التشكيلي والنحات مهدي البناي أن هناك بالفعل تقصير من جانب الفنانين البحرينيين في التعاطي مع القصص والحكايات الشعبية المحلية، مرجعاً ذلك لاهتمام فنان اليوم بالتركيز على مفردة تبرز أعماله بسمة الفن العالمي، كالألوان مثلاً. ويوضح البناي أن فنان اليوم يبتعد عن إشكالات الفن الشعبي، وعن التعاطي مع القصص المحلية، خشية أن تخلق له متاعب مع الجمهور أو النقاد، بلحظ اختلاف الثقافات لدى الفئات أو المجتمعات.
فن مهمل
من جانبه يرى الفنان التشكيلي عدنان العلوي، أن الفن التشكيلي عموماً في الخليج العربي، لم يلقَ الاهتمام والرعاية اللازمة لإبرازه إلا مؤخراً بخطوات خجولة ومحدودة جداً وبجهود فردية، مشيراً إلى أن الفنانين الرواد تطرقوا في أعمالهم للتراث والأعمال الفنية التصويرية سابقاً، لكن الحال مختلف بالنسبة للفنانين اليوم.
ويضيف العلوي: حالياً لا أجد اهتماماً جاداً برسم الحكايات ومواضيع التراث، وإن وجد فهو محدود جداً، لكن ليس الفنان وحده السبب، بل هناك عدة عوامل أدت لعزوف أغلب الفنانين عن التوجه للاهتمام بهكذا مواضيع، منها التوجه العام للمعارض والمهرجانات الثقافية في الخليج العربي ولجان الفرز الغربية، وميولها الفنية الحدائثية، مع ملاحظة أن أغلب الفنانين يسعون للانتشار والبروز عالمياً، ومواكبة الجديد وكل ما هو حداثي.
لكن ذلك لا يعني -كما يرى العلوي- أنه لا توجد عوامل قد تساعد على إحياء الوعي والحس الإبداعي لدى الفنانين بالتراث، مثل إقامة فعاليات ومعارض محليه وخليجية، ووجود رعاة يهتمون بالموروث التراثي لدول الخليج وإبرازه دولياً وعالمياً.
تجربة غنية
أما الفنان التشكيلي حامد البوسطة فيلفت بهذا الخصوص لتجربة الرواد، الذين استلهموا الموروث الشعبي والحكايات في أعمالهم، مشيراً للتجربة الغنية للمرحوم الفنان عبدالكريم البوسطة في مطلع ستينات القرن الماضي، حيث اشتغل على أعمال كثيرة في هذا الإطار، مثل (أم حمار) و(أم الخضر والليف) وغيرها الكثير، كذلك العادات والتقاليد مثل طقوس الزواج، والحياة اليومية للمجتمع البحريني آنذاك.
ويضيف البوسطة: ليس ذلك خاصاً بعبدالكريم البوسطة، فإن الفنان عبدالمنعم البوسطة، استهوته هذه القصص، وناصر اليوسف، وراشد سوار، وتقريباً جميع جيل الرواد تطرق للموروث الشعبي، ذلك أنه كان مادته التي يستقي منها مواضيعه وعناصره الفنية.
لطالما كانت الحكايات الشعبية مصدر إلهام عظيم للفنانين التشكيليين، قديماً وحديثاً على امتداد المعمورة. والفنان العربي تحديداً وجد فيها كنزاً لا ينضب، لاشتغالات شتى! لكن هنا في البحرين، لا يمكن بحال من الأحوال المقارنة بين الفنانين الرواد الذين اعتنوا غاية العناية بإبراز التراث البحريني، خصوصاً الحكايات الشعبية، وبين فناني اليوم، خصوصاً الشباب منهم، الذين تستهويهم مناخات أخرى غير الحكايات الشعبية! السؤال: لماذا لا نلمس هذا الاهتمام لدى فناني اليوم؟ ألا يدل ذلك على وعي محدود، وإهمال لتراث عظيم؟ هل يعود السبب لعدم اجتذاب هذا النوع من الأعمال أصحاب الغاليرات، ومحبي اقتناء اللوحات الفنية؟ أم لأسباب أخرى؟!
جناية الحداثة
يؤكد الفنان التشكيلي والنحات مهدي البناي أن هناك بالفعل تقصير من جانب الفنانين البحرينيين في التعاطي مع القصص والحكايات الشعبية المحلية، مرجعاً ذلك لاهتمام فنان اليوم بالتركيز على مفردة تبرز أعماله بسمة الفن العالمي، كالألوان مثلاً. ويوضح البناي أن فنان اليوم يبتعد عن إشكالات الفن الشعبي، وعن التعاطي مع القصص المحلية، خشية أن تخلق له متاعب مع الجمهور أو النقاد، بلحظ اختلاف الثقافات لدى الفئات أو المجتمعات.
فن مهمل
من جانبه يرى الفنان التشكيلي عدنان العلوي، أن الفن التشكيلي عموماً في الخليج العربي، لم يلقَ الاهتمام والرعاية اللازمة لإبرازه إلا مؤخراً بخطوات خجولة ومحدودة جداً وبجهود فردية، مشيراً إلى أن الفنانين الرواد تطرقوا في أعمالهم للتراث والأعمال الفنية التصويرية سابقاً، لكن الحال مختلف بالنسبة للفنانين اليوم.
ويضيف العلوي: حالياً لا أجد اهتماماً جاداً برسم الحكايات ومواضيع التراث، وإن وجد فهو محدود جداً، لكن ليس الفنان وحده السبب، بل هناك عدة عوامل أدت لعزوف أغلب الفنانين عن التوجه للاهتمام بهكذا مواضيع، منها التوجه العام للمعارض والمهرجانات الثقافية في الخليج العربي ولجان الفرز الغربية، وميولها الفنية الحدائثية، مع ملاحظة أن أغلب الفنانين يسعون للانتشار والبروز عالمياً، ومواكبة الجديد وكل ما هو حداثي.
لكن ذلك لا يعني -كما يرى العلوي- أنه لا توجد عوامل قد تساعد على إحياء الوعي والحس الإبداعي لدى الفنانين بالتراث، مثل إقامة فعاليات ومعارض محليه وخليجية، ووجود رعاة يهتمون بالموروث التراثي لدول الخليج وإبرازه دولياً وعالمياً.
تجربة غنية
أما الفنان التشكيلي حامد البوسطة فيلفت بهذا الخصوص لتجربة الرواد، الذين استلهموا الموروث الشعبي والحكايات في أعمالهم، مشيراً للتجربة الغنية للمرحوم الفنان عبدالكريم البوسطة في مطلع ستينات القرن الماضي، حيث اشتغل على أعمال كثيرة في هذا الإطار، مثل (أم حمار) و(أم الخضر والليف) وغيرها الكثير، كذلك العادات والتقاليد مثل طقوس الزواج، والحياة اليومية للمجتمع البحريني آنذاك.
ويضيف البوسطة: ليس ذلك خاصاً بعبدالكريم البوسطة، فإن الفنان عبدالمنعم البوسطة، استهوته هذه القصص، وناصر اليوسف، وراشد سوار، وتقريباً جميع جيل الرواد تطرق للموروث الشعبي، ذلك أنه كان مادته التي يستقي منها مواضيعه وعناصره الفنية.