كتبت - عايدة البلوشي: رغم اتفاق كثير من التربويين والمدرسين على أنها ليست بيئة مناسبة للطلاب والتلاميذ، لاتزال الدروس الخصوصية في المنازل، تحظى بقبول أولياء الأمور كبديل معقول الثمن للمعاهد والمدرسين المختصين، وسط شكوى الأبناء والأمهات من صعوبة المناهج. وإذا كان أصحاب المعاهد يجدون فيها منافساً غير شريف، لافتين لقصور المدرسين وعدم أهليتهم للتعليم، حيث لا شهادات جامعية ولا دبلوم تربوي، فإن المدرسين والمدرسات أنفسهم يؤكدون أهليتهم، من حيث اهتمامهم بالتلاميذ وكأنهم أبناؤهم، عدا عن العدد المحدود من التلاميذ ما يعني مزيداً من الاهتمام والعناية. تقول ولية الأمر فاطمة موسى: الدروس الخصوصية في المنازل جيدة بالنسبة لطلبة الابتدائي، فهم يحتاجون إلى من يتابعهم، وطفلي يدرس على يد مدرسة في منزل تكلفني 15 ديناراً شهرياً، وبذلك أوفر كلفة وعناء المواصلات للمعاهد. غير أن ولي الأمر جاسم علي يرى أن الدروس الخصوصية تساهم في جعل الطالب اتكالي، لكن ذلك شأن المعاهد أيضاً، «لذلك علمت أبنائي أن يعتمدوا على أنفسهم، اللهم إلا المواد التخصصية خصوصاً في فترة الامتحانات، التي تضطرني إلى الدروس الخصوصية، لكني وجدت المدرسين في المنازل يدرسون بشكل عشوائي فمن يدرس اللغة العربية يدرس الرياضيات أيضاً!». ويعرب ولي الأمر عبدالرحمن علي عن أسفه لانتشار هذه الدروس، فكل خريجة سواء كانت جامعية أو ثانوية تقدم هذه الدروس، خصوصاً لطلاب الابتدائي، وولي الأمر يبحث عن المتاح وبسعر معقول. من جانبها، تذكر منال محمد وهي خريجة ثانوية تدرس في المنزل، أنها بدأت بالدروس الخصوصية للمرحلة الابتدائية والإعدادية منذ 5 سنوات، مقابل 15 ديناراً رسوماً شهرياً عن 20 حصة شهرياً، مؤكدة أنها تحرص على متابعة التلاميذ، من منطلق إيمانها أنها تمثل مع التلاميذ أسرة. وتشير وفاء أحمد وهي مدرسة بالمنزل إلى أنها بدأت بتدريس أبناء أخوتها والجيران، حتى توسعت الدائرة لمهنة تكسب منها المال، مؤكدة أنها تمنح التلاميذ ما تستطيع خصوصاً وقت الامتحانات. أما مدير معهد «الفاتح» ناجي محمود فيرى في هذه الدروس منافساً غير شريف، مشيراً إلى أن كثيراً من أولياء الأمور يظنون أن الدروس الخصوصية في المنازل أفضل من المعاهد وهذا اعتقاد خاطئ، فمن يقدم هذه الدروس إما غير مؤهل، أو مدرس يمارس التدريس في المدرسة صباحاً ويدرس في المنازل مساء، وتلك مخالفة واضحة لبنود وزارة التربية والتعليم حيث يتطلب الأمر موافقتها. ويعلق مدير معهد «أضواء» حنفي الشيمي: هذه الدروس انتشرت للأسف بفعل الإعلانات التي تملأ كل مكان، رغم أن المدرسين غير مؤهلين للتدريس أصلاً، عوضاً عن تدريسهم كل المواد دفعة واحدة!، وهم يخالفون بذلك وزارة التربية، بعكس التزام المعاهد، التي تقدم الدروس برسوم لا تختلف كثيراً عن قيمة هذه الدروس الخصوصية في المعاهد. بدوره يطالب مدير معهد «ديانا» أحمد خيامي، وزارة التربية بالتنسيق مع الصحف لمنع نشر إعلانات هؤلاء المدرسين من غير المتخصصين. التربوي محمد عباد» يؤكد أن الدروس الخصوصية ظاهرة غير صحية، تجعل الطالب اتكالياً يعتمد على الآخرين ولا يهتم بما يقدم له في البيئة المدرسية، فهو ينتظر الدروس الخصوصية بعد المدرسة. ويوضح عباد أن الدروس الخصوصية لها أشكال ثلاثة، الأول عن طريق المعاهد الخاصة والثاني تتم في المنازل، حيث يحول المنزل إلى معهد، أما النوع الثالث فيقوم به المدرس مساء بعد مزاولته التدريس في المدرسة صباحاً، والنوعان الثاني والثالث، يؤثران على المعاهد الخاصة. ويشير عباد إلى وجود كثير من المدرسين والمدرسات غير مؤهلين، منهم خريجو الثانوية وبعضهم ربات بيوت، مطالباً أولياء الأمور بمزيد من العناية بمستقبل أبنائهم، والجهات المختصة بالتعاون مع وسائل الإعلام المساهمة بتوعية الناس بخطورة هذه الدروس.