عواصم - (وكالات): أعلن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن المحادثات بين الممثلين الإيرانيين والأمريكيين في جنيف حول الملف النووي الإيراني تجري «في جو إيجابي وبناء»، فيما حذرت واشنطن من «خيارات صعبة» مع دنو الموعد المحدد للتوصل إلى اتفاق بحلول نهاية يوليو المقبل. وقال عراقجي في ختام 4 ساعات من المحادثات إن «المفاوضات تجري في جو إيجابي» كما نقلت عنه الصحافة الإيرانية. وتجري المحادثات بعيداً عن الإعلام في فندق الرئيس ويلسون على الضفة الشمالية لبحيرة ليمان في جنيف، إذ منع الصحافيون من دخوله ولم يتسرب شيء حول اللقاء الذي استمر 5 ساعات أمس الأول.
وتعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني في أنقرة بأن إيران ستفعل كل «ما بوسعها» للتوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي المثير للجدل مع مجموعة الدول الست. وأبرمت إيران اتفاقاً مرحلياً مع مجموعة 5+1 في نوفمبر 2013 على أمل التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 20 يوليو المقبل يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الدولية عن إيران.
وهي المرة الأولى التي يخوض الإيرانيون والأمريكيون محادثات مباشرة ثنائية رسمية منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 35 عاماً إثر عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران. وعقد الطرفان عدة لقاءات منذ ذلك الحين لكن ليس بهذا الشكل الثنائي الرسمي. وجرت محادثات في 2013 في سلطنة عمان لكن لم يكشف عنها الطرفان إلا في مرحلة لاحقة. وتثير المحادثات جدلاً في الولايات المتحدة مع انتقادات الصقور والمدافعين عن إسرائيل الذين يشككون في صدق نوايا طهران، وكذلك في إيران حيث يندد معارضو أي انفتاح مع واشنطن بأي تجاوز «للخطوط الحمر» من قبل المفاوضين. والمحادثات المرتقبة بين الفرنسيين والاإيرانيين ستجري اليوم في جنيف كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وبحسب الوزير الفرنسي، فإن «نقطة التعثر الرئيسة» في المحادثات تتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي في البرنامج النووي الإيراني. وأعلن فابيوس «نقول إنه قد تكون هناك بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي، لكن موقف الإيرانيين في هذه الأثناء هو «نريد مئات الآلاف منها». لسنا على الخط نفسه على الإطلاق! لا معنى للرغبة في الحصول على مئات الآلاف من أجهزة الطرد المركزي إذا كنا لا نريد القنبلة».
وتجري إيران هذا الأسبوع مشاورات مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا بهدف التمهيد للجولة المقبلة من المفاوضات مع مجموعة 5+1 بين 16 و20 يونيو الجاري في فيينا والتي يفترض أن يباشر الطرفان خلالها صياغة اتفاق شامل يأملان في إنجازه بحلول 20 يوليو المقبل.
والوفد الإيراني الذي يرأسه نائب وزير الخارجية عباس عراقجي سيجتمع مع وفد روسي في روما اليوم بعد لقاء الوفد الفرنسي، ثم يلتقي ممثلا المانيا الأحد المقبل في طهران.
وقال علي فايز المحلل الإيراني في المجموعة الدولية حول الأزمات التي يوجد مقرها في لندن إن «المحادثات الثنائية تقدم فرصة أكثر فاعلية لحصول مساومات فعلية بدلاً من المحادثات الرسمية في إطار مجموعة 5+1».
وعند انتهاء اليوم الأول من المحادثات في جنيف أقرت واشنطن بأن الوقت ينفد.
وصرحت مساعدة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف «نعتقد أننا حققنا تقدماً في بعض الجولات لكننا وعند خروجنا من الجولة الأخيرة نرى أنه غير كافٍ. فنحن لم نشهد قدراً كافية من الواقعية».