أكد مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات محمد بوبشيت أن بيئة العمل لشركات الاتصالات تزداد تعقيداً، وأن نماذج العمل القديمة تواجه ضغوطاً متزايدة ويبدو أنها في طريقها إلى الانهيار. وأوضح محمد بوبشيت، في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا) أمس، «نحن نرى أن مشغلي الاتصالات الذين بنوا تطورهم على أساس الخدمات الصوتية والبيانات التقليدية قد أصبحوا مدركين أن أنماط الاستهلاك تتغير بسرعة فيما لا تنتقل القيمة فحسب إلى مرحلة أخرى من سلسلة القيم ولكن أيضاً إلى أسواق مختلفة تماماً. وعليه فإن نماذج العمل القديمة تواجه ضغوطاً متزايدة ويبدو أنها في طريقها إلى الانهيار. وقد وعت بعض شركات الاتصالات لهذه الاحتمالات وبدأت جهودها للتطور بسرعة واتخذت خطوات لضمان أن تكون في تناغم مع الظروف المتغيرة». وأضاف أن شركات الاتصالات العاملة في البحرين أمام تحدٍّ مصيري في مسألة تعاملها مع مزودي تطبيقات التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أنه على الصعيد الدولي فإن تكبد مشغلي الاتصالات التقليديين خسائر سنوية هو أمر متوقع نظراً إلى جمود نماذج العمل وعدم محاكاتها لاحتياجات المستهلكين كما يجب، ونشوء مزودي خدمات الاتصالات التقليدية بصورة مبتكرة تلبي احتياجات المستهلك. وتابع «في مداخلتي خلال المنتدى العالمي لمنظمي الاتصالات ذكرت أننا نواجه اليوم نشوء العديد من نماذج العمل المبتكرة اليوم، حيث نرى بروز صناعات جديدة تماما في ظل انهيار صناعات قديمة. فالنشأ الجديد أصبح يتحدى من كنا نعتبرهم المسيطرين سابقاً في حين يكافح آخرون لإعادة اختراع أنفسهم».
وأوضح أن أبرز وسيلة لمواجهة سيل التطبيقات المجانية عبر الإنترنت تكمن في التعرف على مستلزمات الزبائن أينما كانوا وفي أي وقت وعلى أي جهاز، عن طريق الابتكار والتفكير الخلاق الذي يفوق مستوى التفكير التقليدي الراهن في طرح الخدمات التقليدية.
ولفت بوبشيت إلى أن مشغلي الاتصالات التقليديين لايزالون عالقين ولا يعرفون كيف يتعاملون مع ثورة تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية، الأمر الذي يتطلب وجود قيادات قادرة على الخروج من هذه المشكلة بأفكار خلاقة جديدة تساعدهم على النمو والاستمرارية في المنافسة. وأضاف بوبشيت «يجب أن تدرك شركات الاتصالات أن سلوكيات المستهلكين لم تعد كالسابق ترتكز على خدمات الصوت والبيانات».
وزاد «لا يمكن مواجهة مزودي تطبيقات خدمات الصوت والبيانات الجديدة بمجرد منعها على مستوى وطني، عليك الإبداع وإلا فأنت إلى زوال، وهذا بات توجهاً عالمياً، فالتفكير الجامد سيصبح بحد ذاته مشكلة ما لم يتم الارتقاء إلى مستوى أعلى من التفكير المتجدد». ونوه إلى أنه على المستوى الدولي فإن الحكومات والجهات التنظيمية كذلك يواجهون ذات التحديات المتمثلة في تحول البيانات الكبيرة على الإنترنت إلى «اقتصاد البيانات» على حد تعبيره، وكيفية ربط قطاع الاتصالات بالقطاعات الاقتصادية الأخرى والتفاعل المستمر معها، والتحول سريعاً إلى اقتصاد قائم على البيانات.
وبين محمد بوبشيت أن هيئة تنظيم الاتصالات في تواصل مستمر مع الاتحاد الدولي للاتصالات للتنسيق في ما يخص خدمات وتطبيقات التواصل الاجتماعي الجديدة، مؤكداً سعي الهيئة لمواصلة عملها في تمكين المستهلكين والمشغلين على السواء لتقديم خدمات أفضل والنمو بصورة أكبر مستقبلاً.