بقلم - الشيخ زياد السعدون:من عاداتنا الحميدة في مجتمعاتنا العربية عموماً، والخليجية خصوصاً، اجتماع الإخوة والأخوات وأبنائهم في بيت العائلة، ومما لاشك فيه أن لهذه العادة فوائد جمة، منها بر الوالدين وإدخال الفرحة والسرور عليهما، ويعتبر اللقاء مع الإخوة والأخوات صلة للرحم، بعدما كثر الانشغال والارتباط بالأعمال، كما إن مشاغل الحياة صرفت الناس عن التزاور في ما بينهم، ومن فوائد هذا اللقاء أن يتعلم الأبناء صلة الأرحام عملياً، فهذا اللقاء يزيد من أواصر المحبة والترابط بين أفراد العائلة، لكن هذا الأمر بدأ يقل شيئاً فشيئاً، بل قد أصبح عند بعض العوائل مشكلة، تسببت بعقوق الوالدين، أو وقوع طلاق بين الرجل وزوجته، أو خلاف دائم بين الزوجين، وكذا قطعت بسببه الأرحام، وأسباب المشكلات التي تحدث بسبب غداء الجمعة كثيرة، أهمها: رفض الزوجة الذهاب إلى بيت أهل زوجها بحجج، كأن تقول: «أهلك ما يحبوني، لو تشوف أمك وخواتك شلون يطالعون لو تكلمت معاهم وشلون يعكفون بوزهم»، أو أن الأهل لا يرغبون بحضور زوجة ابنهم لغداء الجمعة، خوفاً من حدوث مشكلة، وبعضهم يتجنب الذهاب لأن زوجته لا تذهب، وبعض الزوجات تصر على أن كل جمعة لابد أن تذهب إلى أهلها، وبعض العائلات لا تذهب لأن أفرادها يسهرون الليل كله، ولا يستيقظون إلا عصر الجمعة، خاصةً الشباب، فبدل أن يكون هذا اللقاء سبباً للألفة يكون سبباً للفرقة، وبدل أن يكون سبباً لصلة الأرحام، يكون سبباً في قطعها.فلنجعل هذا اللقاء خالصاً لله، وإننا عندما نذهب إلى أهالينا نذهب أولاً، بنية أننا نبتغي بذلك وجه الله تعالى، فإذا كانت هذه النية، لابد من غض الطرف عن بعض الأخطاء والمنغصات، كي نحقق الغاية من هذا اللقاء، وأذكر الزوجة التي قد تمنع زوجها وأبناءها من الذهاب إلى بيت الأهل وخصوصاً يوم الجمعة، أذكرها بأنه كما تدين تدان، فقد يعاقبك الله بزوجات أبنائك يفعلن معك كما فعلت أنت مع أهل زوجك، فإن قلت هم الذين «يتسببون»، نقول لك اصبري واحتسبي، والله تعالى يقول «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».