لندن - (وكالات): كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن «لحظات عصيبة مرت بها خلال تعاطيها مع الأوضاع في البحرين والحرب الأهلية في ليبيا، في عام 2011»، مشيرة إلى أن «الوضع في البحرين كان حالة خاصة معقدة نهجت طريق الطائفية خلال أحداث ما يسمى بـ «الربيع العربي»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «العرب» اللندنية.
وقالت كلينتون في مذكراتها التي صدرت عن دار «سيمون آند شوستر» بعنوان «خيارات صعبة»، أنها «خاضت اتصالات دقيقة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بعد أن سمعت بالتدخل الخليجي العسكري في البحرين»، موضحة أن «الفيصل قال لها: «فليذهب المتظاهرون إلى منازلهم، ولتعد الحياة إلى طبيعتها» متهماً إيران «بدعم المتطرفين». وأشارت كلينتون إلى أن «البحرين لم تر داعياً لإعلام الولايات المتحدة باستدعائها القوات الخليجية، وتصرفت دون اطلاعها». وأوضحت كلينتون أنه «13 مارس 2011، اتصل بها الملحق العسكري في سفارة الولايات المتحدة بالسعودية ليقول لها إن «هناك تحركاً غير مألوف لقطاعات عسكرية سعودية في طريقها كما يبدو إلى البحرين».
ووصفت كلينتون الوضع في البحرين بأنه «حالة خاصة في الربيع العربي، حالة معقدة نهجت طريق الطائفية».
وتحدثت كلينتون عن زياراتها المتكررة للسعودية وملاحظاتها غير السياسية خاصة فيما يتعلق بنهم الوفد الذي يرافقها من مسؤولين وصحافيين بما يوضع أمامهم على مائدة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود.
من ناحية أخرى، انتقدت كلينتون الرئيس المصري المعزول محمد مرسي «لصراعاته مع القضاة»، وعزت ذلك «لرغبته في تهميش مخالفيه أكثر من بناء إجماع وطني واسع، وأنه لم يبذل الكثير من الجهد لتحسين الاقتصاد وحماية الأقليات وتمثيلها كالأقباط».
وقالت كلينتون في مذكراتها إن «مرسي فاجأها بالتزامه باتفاقية السلام، والمساعدة في المفاوضات مع حماس».
وأضافت أنه «في أول اجتماع لها مع مرسي سألته: «ماذا ستفعل لتمنع القاعدة والمتطرفين الآخرين من هز استقرار مصر وخاصة سيناء». فرد مرسي: «لماذا يفعلون ذلك، لدينا الآن حكومة إسلامية». وفاجأت الإجابة كلينتون ووصفتها «بقلة الخبرة، وأنها توحي بخطر مقبل»، ما دعاها إلى القول لمرسي: «لا أهتم بموقفك سيأتون وراءك وعليك حماية بلدك».
ووصفت الوزيرة الأمريكية السابقة مرسي بأنه «عاشق للسياسة ويرقص معها إلى درجة انتهت الرقصة بأن أكلته السياسة».
وتضمنت صفحات مذكرات هيلاري كلينتون قطر والتي وصفتها «بالإصبع في المنطقة»، وقالت إنها «تريد لعب دور مهم أكبر من مساحتها، وأنها ترغب في أن تكون بطلة الثورات العربية وتوسع نفوذها عبر دعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الحركات الإسلامية دون مراعاة لفقدان الدوحة لأي عملية إصلاح سياسي داخلي».
وتحدثت كلينتون بتورية إنجليزية حاذقة عن أن «الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي قد غازل وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس خلال زيارتها لطرابلس عام 2008». وحول نشاطها غير الرسمي في السعودية، قالت هيلاري كلينتون إنها ذهبت إلى دار الحكمة في جدة حيث قابلت طالبات سعوديات وخطبت فيهن بما قاله الشاعر المصري حافظ إبراهيم، «الأم مدرسة إذا أعددتها..». وأنها فوجئت بأسئلة فتيات الدار وبذكائهن ولفت نظرها سؤال إحدى الطالبات عن سارة بيلين، ووصفت كلينتون الفتيات بأنهن «ذكيات جداً دون فرص واسعة في مجتمعهن».
وأشارت إلى أنها قضت 4 ساعات مع خادم الحرمين الشريفين حيث تحدث بقوة عن «خطر نووي إيران، وعن العراق، وعن إتاحة الفرصة لطلابه بالدراسة في أمريكا». وحول انطباعها عن وزير الخارجية السعودي، قالت كلينتون إنها «تستمتع بالحديث معه فهو يعرف جيداً قوى الحداثة والتقاليد في المنطقة».
وامتدحت كلينتون في كتابها «خيارات صعبة» الاستقرار وتنوع الاقتصاد وحقوق المرأة في تونس لكنها تحدثت عن «الفساد والدولة البوليسية وعدم وصول التنمية إلى الطبقات الدنيا».