كتب - جعفر الديري:
يشتكي أغلب السينمائيين البحرينيين، خصوصاً أصحاب التجارب الناشئة، الافتقار لدعم حقيقي رغم أن المخرج البحريني تميز بنتاجه الفني في موقع جيد عربياً. ويشيرون عادة لحجم ما يناله أقرانهم في دول الخليج العربي من تسهيلات ضخمة، رغم مواهبهم المحدودة، في مقابل مواهب كبيرة للبحرينيين، متسائلين متى يمكن أن يفتحوا أعينهم ليجدوا بيئة تشجع على الإنتاج والإبداع الشبابي!.
صعوبات جمة
يقول المخرج الشاب محمد إبراهيم، بهذا الصدد: سنجد إن هنالك العديد من المعوقات والصعوبات التي يعاني منها المخرج البحريني، حيث غياب الدعم المادي للمخرجين هو من أبرز المشكلات التي يعاني منها صناع الأفلام في البحرين، فإذا أعدنا النظر في الحالة السينمائية في الدول الخليجية الأخرى سنجد أن هنالك فرقاً في البيئة الفنية نفسها، الإمارات مثلاً كدولة خليجية تهتم بالمخرج وتساهم في تأهيله ودعمه على كافة الأصعدة سواء مادياً أو معنوياً أو حتى علمياً وعملياً، ففي الإمارات عدد المخرجين المميزين محدود، لكن حجم الدعم المالي لكل الموجودين في هذا المعترك غير محدود.
ويضيف: طبعاً، هناك العديد من المؤسسات الخاصة والحكومية ساهمت بشكل كبير في صقل الحراك الإماراتي أهمها مشروع «إنجاز» التابع لمهرجان دبي السينمائي، ومشروع سند لدعم الأفلام الطويلة بمهرجان أبوظبي السينمائي ومشروع مؤسسة الإمارات للأفلام وغيرها، وإذا أعدنا النظر لدولة خليجية أخرى كقطر سنجد أيضاً هنالك مشروع مؤسسة الدوحة للأفلام وهو مشروع حاضن لكل السينمائييـن القطرييـن.
ويتابع إبراهيم: في البحرين كانت هنا قبل عامين، مبادرة من وزارة الثقافة البحرينية تحت عنوان صندوق دعم الأفلام البحرينية، استفاد منها 5 مخرجين بحرينيين وأنا أحدهم، لذا أنتهز هذه الفرصة لأشكر وزارة الثقافة على هذه المبادرة التي شكلت دافعاً معنوياً لنا جميعاً، لكن مثل هذا الدعم لا يكفي، ونتمنى أن يكون هنالك دعم مستمر أيضاً من جهات أخرى بشكل مباشر، وأن يكون هنالك تكاتف بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص لدعم السينما البحرينية.
في موقع جيد
ويستدرك إبراهيم: مع ذلك؛ أعتقد أن المخرج البحريني هو في موقع جيد، والدليل على ذلك حصول بعض المخرجيين البحرينيين على العديد من الجوائز سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو العالمي أيضاً، فرغم محدودية عدد المخرجين ورغم كل الصعوبات التي تواجه المخرج البحريني، إلا أنه دائماً ما يتميز بنتاجه الفني في المهرجانات، وغالباً ما يمثل البحرين بصورة تليق بالمستوى الثقافي للوطن. ويضيف إبراهيم: نحن لا نطلب المستحيل، نحن نطالب فقط بدعم الشاشة السينمائية البحرينية فهي شاشتنا جميعاً، فبداخلها نعيش بتراثنا وقضايانا، فمن غير دعم مادي ومعنوي لن تكون هنالك أفلام بحرينية لا قصيرة ولا طويلة.
صفر على الشمال
من جانبه يؤكد المخرج والفنان محمد الصفار أنه لا يوجد دعم يذكر، فلم أسمع عن مدينة إنتاجية -قرية على الأقل- أو معهد لدراسة الفن السينمائي، لم أسمع عن حتى مجرد التفكير في البدء بالصناعة السينمائية وما تتطلبه من بنية تحتية، ولا حتى توظيف هؤلاء الشباب في قطاعات الدولة. هل نستطيع الحديث عن تجهيزات ومعدات سينمائية عند تصوير أفلام الشباب؟! كما ترى فالعدم هو صفر.
ويضيف الصفار: رغم أنه ليس هناك مقياس نضع البحريني وغيره عليه، ومنه نعرف إن كان ثالثاً أو رابعاً أو غير ذلك، وأن كل ما يمكن الاعتماد عليه هو المهرجانات التي لا تعد مقياساً حقيقياً أو واقعياً، إلا أنني لا أعتقد أن ما يطلبه الشباب يقع في دائرة «المطالب» أصلاً، فعندما تتحدث عن توفر الحاجات الأساسية كتوفير كاميرا احترافية، فهذه من البداهة التي لا ينبغي التوقف عندها «كمطلب». ربما تستطيع أن تسأل أي منتج للأعمال السينمائية والتلفزيونية في البحرين عن «الأرباح المالية» التي جناها لكي نتعرّف على حجم المشكلة. كلها جهود فردية ومصاريف من الجيب.
طموح كبير
أما بالنسبة لطموح الشباب فيجده الصفار كبيراً، والمعوقات جمة، لكن إصرارهم وتحديهم للظروف هو ما يجعلهم يبدعون، مضيفاً: لك أن تتصور من لا يطمئن إلى قوت يومه - عاطل - لكنه يبحث عن صورة مؤثرة ينقلها إليك؟. لك أن تتصور فقر أماكن التصوير لكن فريق العمل يجتهد ليجعله ثرياً بكل الحيل والأساليب!، لكن بعد مدة من العمل ستخبو هذه الجذوة وينصرف إلى الوظيفة الاجتماعية العامة، أسرة وعمل يغطي بعض التكاليف، أما السينما فهي وجع رأس!.