كتبت - عايدة البلوشي:
«غراس» ناد يتبع جمعية الكلمة الطيبة، يهتم برعاية الشباب المبدعين من سن 12 سنوات الى17 سنة، ويعنى بتقديم الرعاية التعليمية الاجتماعية النفسية لهذه الفئة بهدف تنمية قدراتهم الإبداعية، من خلال مزيج من ورش العمل التدريبية تتخللها أنشطة ثقافية ومسابقات ترفيهية لتقييم وتعزيز مهارات المشاركين.
يقول مشرف النادي عبدالله مراد إن نادي «غراس» يحقق المعادلة الصعبة في خلق أجواء ممتعة للمشاركين ودون هدر أوقاتهم التي يقضونها في أداء واجباتهم اليومية، حيث يعتمد النادي أسلوباً تدريبياً بعيد تماماً عن أجواء الصفوف الدراسية المعتادة، وتسعى كل فعالياته إلى تشويق المشاركين وتفجير طاقاتهم في كل ما هو بناء ومفيد، مشيراً إلى أن الفعاليات والأنشطة ضمن «غراس» تشمل باقة من الأنشطة العلمية والترفيهية الهادفة والموجهة إلى هذه الشريحة العمرية التي تتميز بمرونتها وقابليتها للتعلم بيسر وسهولة، لما تمتلكه من صفاء ذهني ووقت فراغ كبير، وتهدف الفعاليات إلى المساهمة في بناء جيل تطوعي قيادي من خلال غرس مفاهيم حب الوطن وخدمة المجتمع وروح التعاون بين المشاركين من خلال إكسابهم مهارات تطوير الذات والنجاح وطرق التواصل مع الآخرين.
ويشير مراد إلى أن الكلمة الطيبة تنفذ البرنامج صباح السبت من كل أسبوع، حيث تنفذ اللجنة المنظمة العديد من الورش التدريبية تباعاً، وتنمي قدرات ومهارات الأطفال المشاركين، مثل مهارة الخطابة، وتطوير الذات، وأصول الإدارة، واكتساب المهارات القيادية، والتدريب على أمن المعلومات والإسعافات الأولية، وتقدم الورش نخبة من الشخصيات التربوية المتمكنة في توصيل المعلومة والتدريب عليها بشكل ترفيهي مشوق عبر استخدام الطرق الحديثة وأساليب النقاش المتنوعة، إضافة إلى دعوة بعض الشخصيات التي تملك مواصفات قيادية للاستفادة منها وتعزيز التواصل فيما بينها وبين المشاركين.
وبخصوص دواعي إنشاء النادي يقول مراد إن البعض قد يعتقد بأن الأطفال المبدعين هم أطفال أذكياء بما فيه الكفاية بحيث إنهم يستطيعون شق طريقهم بأنفسهم دون عناء ودون أية مساعدة خاصة، غير أنه تبين من الأبحاث والدراسات أن الأطفال المبدعين الذين يحرمون من الفرص التنموية المصممة خصيصاً لهم يخفقون في تحقيق أقصى ما تسمح به طاقتهم، كما إن الأطفال الذين لا يسمح لهم بتحقيق إمكاناتهم يعتبرون فرصاً ضائعة وذلك بالطبع خسارة للمجتمع كله. ويظهر اتجاه المجتمع نحو الابتكار والإبداع كأحد أعمدة التنمية المجتمعية في صورة اتجاه سلبي، وبالمقابل يكون اتجاهه إيجابياً نحو التفوق وزيادة التحصيل الدراسي، مما يجعل المجتمع يهتم بالمتفوقين دراسياً جاعلاً الأهمية لرعاية المبدعين، كما يعاني الأطفال المبدعون من عدة مشكلات نفسية، اجتماعية، اقتصادية تعوق نمو قدرات الطفل الإبداعية، حيث يعتبر الطفل المبدع مع تلك المشكلات قنبلة موقوتة على شفا الانفجار.
ويذكر مشرف البرنامج أن أهدافه تتلخص في أربع نقاط هي: اكتشاف الأطفال المبدعين ويتم عن طريق أربع مراحل، المرحلة الأولى: الترشيح ويتم بناء على تقديرات أولياء الأمور والمحيطين بالطفل، ونتائج الاختبارات المدرسية، وعينات من النشاط التي قد تدل على وجود المواهب والقدرات الخاصة، والمرحلة الثانية التعرف ويتم في هذه المرحلة تطبيق الاختبارات والمقاييس الموضوعية في الذكاء والقدرات والتفكير الابتكاري واختبارات التحصيل المقننة، والاستعدادات الخاصة، أما المرحلة الثالثة هو الاختيار ويتم في هذه المرحلة اختيار الطفل لنوع البرنامج الذي يتناسب مع قدراته واستعداداته على ضوء ما تم جمعه في الخطوتين السابقتين وعلى ضوء التعرف على ميوله ورغباته ودراسة حالته، والمرحلة الرابعة والأخيرة التقويم بعد اختيار الطفل للبرنامج تتم متابعته لمعرفة مدى نجاحه وفشله وللتعرف على مدى دقة الحكم في اختياره للبرنامج وتقويم فعالية وكفاءة الطرق وصدقها التنبؤي.
أما النقطة الثانية فهي تنمية قدرات الأطفال المبدعين الذهنية والمهارية واستثمارها منها توفير برامج تربوية متميزة منهاجاً وأسلوباً، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي، ورفع مستوى الدافعية وتعزيز حرية التعلم الذاتي، وإكساب الأطفال المبدعين المهارات العملية، وتقدير الموهوبين وتكريمهم وتعزيز تقديرهم لذاتهم، والاهتمام بالبحوث والدراسات التي تستهدف أساليب رعاية المبدعين وتنمية قدراتهم، وذلك للاستفادة منها في تحسن مستوى الخدمات المقدمة، والاطلاع على أهم ما توصلت إليه دراسات وبحوث المنظمات والهيئات العالمية المهتمة بهذا المجال مثل «اليونسكو» و «اليونيسيف».
وتتمثل النقطة الثالثة في العمل على إشباع الحاجات المتعددة للأطفال المبدعين ويتم من خلالها عقد برامج إرشادية تدريبية من قبل متخصصين لتأهيل الوالدين والمدرسين في كيفية التعامل مع المبدعين، وتقديم خدمات الإرشاد الاجتماعي والنفسي للطفل المبدع والمحيطين به، وتقديم المواد والخامات الضرورية لنمو إبداع الطفل والتي تعجز الأسرة عن توفيرها، وتشجيع المؤسسات الاقتصادية لتبني برامج النادي، وأيضاً تحقيق التعاون مع المنظمات الأخرى بهدف رعاية المبدعين وتنمية الإبداع، والعمل على زيادة الوعي المجتمعي حول حاجات الأطفال المبدعين. أما النقطة الرابعة فهي المشاركة بشكل فعال في التخطيط لرعاية المبدعين على المستوى المجتمعي، فيتم المشاركة في المؤتمرات والندوات الخاصة برعاية المبدعين، وإعداد الدراسات والبحوث حول واقع الرعاية الاجتماعية للمبدعين ومشكلاتهم واحتياجاتهم، والاستفادة من وسائل الإعلام لإثارة الاهتمام بالمبدعين والتعرف على احتياجاتهم، والمشاركة في تطوير التشريعات المختلفة التي تحفظ حقوق فئة المبدعين.
ويؤكد مشرف «غراس» أن جمعية الكلمة الطيبة تدعم العديد من البرامج الموجهة لمختلف شرائح المجتمع ومن ضمنها برامج هادفة تسعى لصناعة روح القيادة والتميز لدى الشباب والأطفال وتحليهم بروح المسؤولية وحب العمل التطوعي وخدمة المجتمع، لافتاً إلى أن «غراس» يحقق المعادلة الصعبة في خلق أجواء ممتعة للمشاركين ودون هدر أوقاتهم التي يقضونها في أداء واجباتهم اليومية، وأن الجمعية تسعى جاهدة لتحقيق أهداف وقائية، تنموية وعلاجية على المستوى الفردي والمجتمعي. ويعتبر إنشاء هذا النادي مواكباً للاهتمام العالمي بفئة المبدعين. باعتبارهم الثروة الحقيقية للمجتمع، وهم كنزه وأغنى موارده على الإطلاق، فعلى عقولهم وإبداعاتهم واختراعاتهم تنعقد الآمال في مواجهة التحديات وحل المعضلات والمشكلات التي تعترض مسيرة التنمية الوطنية وفي ارتياد آفاق المستقبل وتحديث المجتمع وتطوره وتحقيق تقدمه وبناء حضارته.