كتبت - شيخة العسم: تؤكد الصحافية الرياضية ريم التيتون أن التميز كان رائدها عندما دخلت الملاعب الرياضة، مشيرة إلى أن مقابلاتها مع المشاهير كانت ولاتزال دليلاً على نجاحها في هذا الحقل؛ الذي يتقدم فيه الرياضيون الذكور عادة. تقول ريم: أحببت الرياضة منذ صغري رغم أن عائلتي بعيدة كل البعد عن الرياضة، عدا والدتي التي كانت تحب كرة القدم ودائماً ما تتحدث عن بطولات الكويت في هذه الرياضة كون والدتي كويتية، كما إنني كنت أفضل كرة السلة وكنت أشارك ببطولات في المدرسة، إلا أنني بعد أن كبرت تخصصت في دراسة الإدارة المالية في الجامعة وهي بعيدة عن ميولي، وهناك بعض الظروف ألجأتني لأن أدرس هذا التخصص، رغم أنني أحب الإعلام ومازلت أدرس في الفصل الأخير. وتضيف: دخلت مجال الصحافة قبل سنتين، لأني أحب التميز ولا أحب أبداً تقليد الآخرين، ودفعني لذلك أن في البحرين لا يوجد امرأة تعمل كصحافية في الأقسام الرياضية، من هنا عرفت ما يجب علي فعله، مردفة: لم يتقبل رئيس القسم الرياضي فكرة دخولي للمجال كوني فتاة، إلا أنه وافق بقوله “خل نجرب”، وفعلاً دخلت المجال الرياضي، فقرأت واطلعت وتعلمت وثابرت وتابعت الأخبار، حتى تمكنت من هذا المجال كباقي الشباب، ولتكملة موهبتي انتظمت في دورات تحكيمية في الكرة الطائر وقبلها في الجمباز ودورة ثالثة للمستوى الأول للمدربين ودورات في الصحافة الرياضية. وتتابع ريم: كنت ذكية جداً في اختياري للموضوع الذي سأبدأ به النشر، فقد بدأت بنشر بعض التصريحات إبان استضافة المملكة دورة ألعاب المرأة الخليجية العام 2012 مع رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة ورئيسة لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية البحرينية الشخصية الرائعة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة التي لقيت منها تشجيعاً وترحيباً في ذلك الوقت، لكن نقطة التحول هي البداية القوية بنشر مقابلة مع لاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال للكرة الطائرة أحمد البخيت، ونقطة التميز لأنه لاعب من طراز رفيع حصل على عروض من أندية الدوري الإيطالي وهو الدوري المشهور بقوته على مستوى العالم، إضافةً إلى قلة ظهوره في الصحافة، لكن بجهودي وبمساعدة البعض تمكنت من نشر المقابلة. وتواصل ريم: ليس ببعيد عن البخيت أني نشرت مقابلات قلما تجد لها مثيل في الصحافة الخليجية، إذ نشرت مقابلة مع لاعب منتخبنا للكرة الطائرة المحترف في اليونان، إيطاليا، إسبانيا، الكويت، الإمارات جاسم النبهان، ولم تتوقف المقابلات المتميزة، ولتنهمر كالسيل، وكلها قوية ويواجه فيها أي صحافي صعوبة في نشر نصفها، لكن بفضل عزيمتي وقدراتي واجهت كل ما يعترض طريقي من توقيت اللقاء مع اللاعبين والتزامهم بتعليمات إدارات أنديتهم ومنعهم من التصريحات تارة وامتناعهم بأنفسهم تارة أخرى، فضلاً عن العراقيل التي وضعها بعض الزملاء لحاجة في نفس يعقوب. وتتذكر ريم أهم المقابلات، “وصلت إلى مقر تدريبات منتخب الكويت لكرة القدم في الكويت وكنت أنوي نشر مقابلة موسعة مع رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد لكنه حاول الاعتذار لكثرة مشاغله، وكنت مصرة؛ لذلك وافق بعد أن لحقته قبل صعود سيارته، ثم أكملت التميز مع أفضل لاعب كويتي حالياً بدر المطوع الذي حاول الهروب مني؛ لأنه لا يحب المقابلات المطولة، لكنني تمكنت من إقناعه، بعد أن انتظرته ليومين في الفندق، وعندما تذكر كرة القدم الكويتية يتبادر إلى ذهن الجمهور الاسم الأشهر وهو الهداف التاريخي لدورات كأس الخليج النجم جاسم يعقوب المسؤول في الهيئة العامة للشباب والرياضة، ورغم شهرته ومشاغله وافق على إجراء حوار موسع، أما محاولتي التصوير مع قائد فريق برشلونة المدافع كارلوس بويول فقد كلفني الخروج من المكان المخصص للإعلاميين خلال مباراة الأوروغواي وإسبانيا الودية على أرض الدوحة، ثم التقيت معد برنامج صدى الملاعب في قناة MBC الإعلامي العراقي عمار علي خلال مباريات خليجي 21 في البحرين ويكفي الالتقاء به للتعلم منه، لكنني تفاجأت بعد انتهاء المقابلة أن هاتفي النقال لم يسجل المقابلة فاضطررت إلى مطالعة الأسئلة فتذكرت إجاباتها وفي اليوم التالي اتصلت بعمار للتعرف على بعض النقاط في المقابلة، ثم التقيت لاعب المنتخب العراقي السابق ناظم شاكر الذي كشف للإعلام لأول مرة عن إبعاده عن المنتخب بسبب عدي صدام حسين، إضافةً إلى صاحب أحد أفضل أهداف كأس العالم منذ انطلاقتها النجم السعودي سعيد العويران التي كانت ساخنة تحدث خلالها بجرأة.ريم تعتز بمقابلات نشرتها في خليجي 21 مع رئيس الاتحاد القطري، “أسهبت في الحديث مع رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن كثير من الأمور المهمة، ومنها خطأ الاتحاد في تجنيس لاعب برازيلي سبق له اللعب لمنتخب البرازيل (إيمرسون) وهو مخالف لقوانين الفيفا، ليتواصل التميز بمقابلة الهداف التاريخي لقطر النجم منصور مفتاح الذي التقيته في أحد مجمعات الدوحة وأخفى وجهه عن الجماهير لنتمكن من إجراء المقابلة بسرعة، وعودة للاعبين المبتعدين عن الإعلام، قررت التقاء نجم نادي السد والمنتخب القطري خلفان إبراهيم الذي لقيت بعض الصعوبات قبل اللقاء معه، لكن فيما بعد اكتشفت طيبته وتواضعه”. وتذكر ريم أن كثيراً من العقبات واجهتها في طريقها، “لقيت تشجيعاً من المحيطين بي يدفعوني للاستمرار لكن سرعان ما اكتشفت أنه شعور غير صادق ظاهره المحبة وباطنه الرغبة في كسر قلمي دونما سبب واضح سوى الغيرة، فيما المجال مفتوح أمام الجميع للتميز والإبداع، لكن هناك بعض الأشخاص لا ينظرون إلى سعة الطريق بل ينظرون إلى تضييق الخناق عليّ حتى “أطفش” وأترك لهم “الجمل بما حمل”، لذلك تواصلت مساعيهم الحثيثة لإيقافي، لكن الصدف هي من كشفتهم لي واحد تلو الآخر، وأشكر ربي لأنني عرفت زيف مشاعرهم وهم يدعون الأخوّة، لكنني أشفق عليهم، والحسد ليس بجديد على البشرية فقد قتل هابيل أخاه قابيل، وما تصرفاتهم تجاهي سوى حسد وأسأل ربي لهم الهداية رغم ابتكارهم أساليب مكائد يفترض أنها اختفت”. وتشير إلى أن “هناك عقبتين كانتا ومازالتا في طريق تميزي أولهما نظرة الناس لي كوني فتاة لا أصلح للرياضة والدخول بين الشباب، الثانية هو زيادة الأعداء من زملائي كوني متميزة، فبدل تقديم المساعدة لي كوني الفتاة الوحيدة بينهم أقابل بالصد وعدم التعاون معي، وذكرت في الأعلى المصاعب التي تعرضت لها، وسأزيد نقطة وهي كيفية الحصول على موافقة اللاعبين وخصوصاً المشاهير والمتميزين المُلاحقين من الإعلام الرياضي، وسألوا الصحافيين عن لاعبين ومدربين يغيرون أرقام هواتفهم ويحجبونها عن الإعلاميين، وهناك من يتجاهل اتصالات وطلبات الصحافيين لإجراء المقابلات، وأنا لست استثناء من الإعلاميين لكنني استطعت الوصول إلى شخصيات قليلة الظهور في الصحف أو ترفض إجراء المقابلات المطولة “.. وترجع التيتون الفضل في نجاحها لوالديها اللذين منحاها الثقة والتشجيع، لكن بشأن الزوج تقول “أنا أعترف أنها مهنة لا تصلح للمتزوجات، ولكن من يريد ريم فعليه أن يتقبل وضعي فالرياضة تجري في دمي”. وتؤكد ريم “كلما ازدادت المعوقات أمامي أجد نفسي أكثر إصراراً على إزاحتها ومواصلة السير لتحطيمها؛ لأنني مؤمنة أن للنجاح أعداء، وأطمح إلى بناء شخصية ريم الجديدة من خلال الإعلام واستكشاف ما يدور في الرياضة بشكل أكبر وأن أكون إعلامية مرموقة في المجال الرياضي، وأثق في قدراتي وخطواتي أنها ستصلني بما أتمناه”.