يردد خبراء التغذية أن ما نأكله دائماً يؤثر على صحتنا، ولكن مع ازدياد عدد العناصر التي يجب أن نتجنبها من أجل تخفيض الوزن.. وهنا نجد سؤالاً يطرح نفسه: ماذا يجب أن نأكل؟
فبحسب تقرير نشرته مؤخراً صحيفة “ديلي ميل” ونقلته العربية نت، فإن جيلاً كاملاً من البريطانيين قد كبروا وهم معتادون على تناول خمسة شرائح أساسية من مجموعات الأطعمة، عند الاحتياج لاتباع نظام غذائي متزن وصحي. وتأتي الخمسة شرائح بنسب معينة، وهي: الخضراوات والفواكه، النشويات والحبوب، منتجات الألبان، البروتينات، الدهون.
ولكن بعد حوالي عقدين من تحديد شكل الوجبة المثالية، جاء الخبراء ليؤكدوا أنه يجب البدء من جديد، حيث إن معلومات التغذية قد تغيرت، وهذا أدى إلى انتشار العادات الغذائية السيئة، لذا فقد اختلف شكل الوجبة المثالية كلية، اعتماداً على المؤشرات العلمية الحديثة. وما يجب أن تحتوي عليه تلك الوجبة المثالية، قد يصيبنا بالدهشة!
فالمشكلة في الوجبة المثالية الحالية، والتي تم إقرارها في 1995، هي أنها تحتوي على بعض الأطعمة قد تصبح مضرة بالصحة إذا تم الإكثار منها.
وبحسب ما يؤكد خبير التغذية الدكتور رينار: “الوجبة تحتوي على زجاجة كوكاكولا، مما قد يوحي بأننا نشجع الأشخاص على تناول الصودا السكرية، مثلما نشجعهم على تناول الفواكه والخضراوات”.
وتشاركه الرأي خبيرة التغذية كاثرين جينير، التي تؤكد أنه “مع كل ما نعرفه عن مضار السكر المضاف للأطعمة، فسيكون من المثير للضحك أن نرى قطعة من حلوى الكستر ضمن الوجبة الغذائية. يجب علينا التحذير من تناول تلك الأطعمة”.
وتضيف: “وبالمثل، إذا كنا نملك الدليل على أن الأطعمة الغنية بالملح والدهون تضر صحة القلب – وهو المسبب الأول للوفاة في بريطانيا – فإن النصائح الغذائية التي نقدمها يجب أن تكون صريحة ومحددة”.
فالوجبة الغذائية المثالية، التي وضعت في الماضي، كانت تعتمد على كيفية تقليل التعرض للأمراض المتصلة بالقلب والأوعية الدموية. فقد فحص العلماء العادات الغذائية للبريطانيين، ثم بدؤوا في التفكير في أفضل طريقة لتغيير تلك العادات بهدف تجنب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية. وبالفعل، على مدار العشرين عاماً الماضية، انخفض مستوى استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة، والسكر المضاف والملح.
وبحسب الإحصائيات، فقد أصبح الشخص الناضج الآن يأكل حوالي أربع وجبات من الخضراوات والفواكه يومياً. يذكر أن منظمة الصحة العالمية قد حددت خمس وجبات من الخضراوات والفواكه يومياً ضمن أهدافها التي أعلنت في 2003.
فبالرغم من أن معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية قد انخفض، فإنه قد لوحظ ارتفاع نسبة السمنة بين البريطانيين. وقد وصلت نسبة الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري إلى معدلات عالية، حيث ظهر المرض على أكثر من ثلاثة ملايين مواطن بريطاني.
بالنسبة لاستهلاك الملح، فقد انخفض بحوالي الخمس إلى 8.1 جم، إلا أنه مازال الهدف المطلوب – وهو استهلاك 6 جم (ملعقة صغيرة) يومياً – لم يتحقق بعد، إلا أن هذا المعدل بالفعل قد منع إصابة آلاف الحالات بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
أما استهلاك السكر، فهناك انخفاض ملحوظ في استخدام السكر لتحلية المشروبات الساخنة وبعض الأطعمة، إلا أن هناك ارتفاعاً كبيراً في شراء الحلويات مقارنة بالماضي. وهذا دفع منظمة الصحة العالمية للإعلان، في مارس الماضي، أن مستوى استهلاك الحلويات يجب أن ينخفض للنصف للمحافظة على صحة القلب والأسنان.
في الوقت ذاته، أثبتت الدراسات أن هناك اتصالاً مباشراً بين ارتفاع استهلاك الخضراوات والفواكه وبين انخفاض معدلات الإصابة بالأزمات القلبية، مما يشير إلى أننا بحاجة للإكثار من هذه العناصر الغذائية.
بالنسبة للوجبة المثالية الحديثة، فلا يمكن تحديد كمية العناصر الغذائية بها، حيث إن تلك الكمية تختلف بين النساء والرجال والأطفال، وحسب احتياجهم للسعرات الحرارية. إلا أن ما يهم هو النسب التي يتم تناولها من تلك الأطعمة.
ويؤكد خبراء التغذية أن تحديد الخطوط العريضة للتغذية السليمة والصحية أهم شيء، كما إن الاعتدال سيظل دائماً الأفضل.