تقرير - كووورة: لطالما شد المنتخب الهولندي الأول لكرة القدم الأنظار إليه في مبارياته من خلال أمرين يبرزان دوماً وأبداً مع أي لقاء لهذا المنتخب أولهما اللون البرتقالي الذي يطغى على كل شيء رسمي في هولندا كقميص المنتخب والثاني هو أقنعة “ الأسود “ التي ترتديها الجماهير الهولندية .
وكثيراً ما طرح السؤال مراراً وتكراراً عن سبب بروز هذه الظاهرة لدى مشجعي المنتخب الهولندي وهي الغريبة ليست فقط بالنسبة لمشجعي هولندا بل حتى لمشجعي للمنتخبات الأخرى!؟
وتروي حكايات التاريخ بأن هيمنة اللون البرتقالي على قميص المنتخب الهولندي وعلى مشجعيه تعود إلى ما قبل 6 قرون وتحديداً في القرن السادس عشر حين قادت هولندا ثورة تمرد ضد الحكم الإسباني عليها بحثاً عن الاستقلال.
وفي حرب الثمانين عاماً تلك كان الأمير وليام أورانج أحد أبرز القادة الذين ساهموا في تحرير هولندا آنذاك وبعد تحرير هولندا قررت مجموعة التمرد في هولندا على النظام الإسباني أن تحول علم هولندا إلى اللون البرتقالي تكريماً لأميرها ويليام “أورانج” الذي تعين حاكماً على هولندا في 1555 ومنذ ذلك الوقت وعلى الرغم من عودة ألوان العلم بعد ذلك إلى الألوان الأحمر والأبيض والأزرق إلا أن الهولنديين لا يزالوا يقدسون اللون البرتقالي تكريماً لمن قادهم للحرية.
أما حكاية الأسد مع المنتخب الهولندي وعشاقه فقد بدأت روايتها في حقيقة الأمر مع الإمبراطور الروماني المقدس شارلز الخامس في عام 1515 وهو الذي اعتمد الأسد شعاراً لجنوده وأسلحتهم في تلك الفترة التي كان يحكم بها المنطقة التي تعرف الآن باسم هولندا.
وكان بعدها شعار الأسد رمزاً من رموز هولندا وكرتها حتى بات الأسد يستخدم على شعار الاتحاد الهولندي لكرة القدم المعروف باسم KNVB قبل أن يظهر الأسد على قميص المنتخب للمرة الأولى في عام 1907 في مباراة المنتخب آنذاك أمام بلجيكا والتي فازت بها الطواحين بثلاثية نظيفة.
تعلق هولندا وكرة القدم بها بالأسد لم يكن فقط متمثلاً بشعار على القميص أو بصورة أسد ضمن شعار اتحادها الرسمي بل إن مظاهر تعلق هولندا بالأسد امتدت لما هو أبعد من ذلك حتى باتت أغنية المنتخب الرسمية والتي تم إطلاقها في 1950 تحمل في طياتها حديثاً عن الأسد.