دعا عضو مجلس الشورى والمجلس الأعلى الإسلامي السيد ضياء الموسوي الجمعيات السياسية إلى التحلى بالواقعية وعدم تفويت فرصة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، معتبراً أن الهرولة لإقناع الغرب بخيار المقاطعة دليل ضعف وتحطم لبوصلة الخيار، فالمعنيون يعيدون ذات تجربة الخيبة المرة لمقاطعة برلمان 2002، والكل يعلم إن هي قاطعت انتخابات 2014 فستشارك في 2018 وعلى استحياء، خصوصاً ونحن نعلم صعوبة تبرير عملية القفز من سفينة المقاطعة الغارقة إلى سفينة المشاركة لدى الجمهور في 2018.
وقال ضياء الموسوي، في تصريحات له أمس، إن المقاطعة تزيد من العزلة، فإذا انطلق قطار الانتخابات البرلمانية لن يتوقف، وتوقيفه يحتاج إلى معجزة ولا ينفع منطق النواحة السياسية بعد ذلك، يجب على الجمعيات ترك الناس وخياراتهم في المشاركة دون ضغوط، خصوصاً من يريدون خوض الانتخابات كمرشحين في أي قرية».
وأضاف «ويجب عليها ويجب عليها إيقاف توزيع حبوب منع التفكير عند الناس من المشاركة، إذا وصل الناس إلى قناعة أن الجمعيات بالمقاطعة تعيد إنتاج مآزقها، فليس من الحكمة أن تقوم بتكرار ذات المقدمات، وتنتظر نتائج مختلفة كما يقول انشتاين».
وذكر «في الشارع من راح يردد ويصف المعارضة بأنها معارضة «زرع الله على الله» بلا تخطيط ولا استراتيجية، و تعيد إنتاج ذات التخبط مع تكدس وتراكم الخيبات، فمن سيقاطع سيصبح غباراً على دفاتر التاريخ، مزيد من الاستمرار في الحفر سيعمق من حفرة العزلة فلتستفيدوا من أخطاء إخوان مصر عندما آثروا العناد على الكياسة، حتى أصبحوا يسمون جماعة الإخوان الزعلانين».
وأوضح أنه لا قطعيات في السياسة، ولا يوجد حل مائة في المائة، فالعالم والبشرية يقومان على نظرية حل خمسين بالمائة، ومع الأيام يتطور الحل إلى ستين فسبعين وهكذا، ولا يوجد ضربة حظ في السياسية، وإنما تراكم أنصاف حلول تقود لشبه تكامل حل.
ولفت إلى أنه يجب إيقاف الغرف من أوجاع الناس، وردم بحيرة البؤس، وبقع زيت حزن الكوارث التي انتشرت ما بعد 14 فبراير، لقد آن أوان الشفاء من تداعيات مرض «البعير العربي» فلقد سبب تلفاً نفسياً للشعوب وفراق لأبناء في عمر الزهور، الربيع العربي كان مخصصاً له غربياً، باستغلال حاجات الناس المشروعة في تعميق العدالة.
وتابع أن «العدالة حق مشروع والديمقراطية والمدنية أكسجين الشعوب للتنفس، ولكن (الربيع العربي) خدعة أمريكية غربية استغلت الظروف لتقسيم المنطقة، وأضعافها بالمتاجرة بالحقوق ودفع الشباب العربي للمحارق وخلق الفتنة المذهبية، ويجب أن نعقم الذاكرة البحرينية من هذا البعير العربي، وندعو لتطهر جماعي، هذا البعير راهن على سقوط كل دولة وطنية ليقيم على أنقاضها دولة هبلستان ولحيتستان».
وأضاف: «إن العنف ينتشر الآن في كل دول ضربها هذا الربيع، يقول الأديب الروسي تولستوي ((العنف يقود إلى التعفن، والأغبياء وحدهم من يستلذون بالحروب)) انظروا لتونس ومصر وليبيا أين وصلت؟ هل هذا هو الخيار.؟. الغرب يريدون أوطاننا مفصلة على مقاس أطماعهم، ومقاس مصالحهم، أمريكا أرادت بالبعير العربي، تفكيك الدول لتشييد بلاد لحيتستان وتركيز الحكومة الملتحية، والتي أثبتت التجارب أنها غير قادرة على إدارة مزرعة دواجن، فكيف تدير دولة، التأدلج لا يبني دولة».