اختتمت مؤخراً دورة «المرأة والإعلام»، التي نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية أعمالها وسط تجاوب كبير من قبل المشاركات من الشرائح المستهدفة التي تضمنت المترشحات في الإنتخابات المقبلة، والإعلاميين والإعلاميات، ومختلف الشرائح النسائية في المجتمع، حيث طالب المشاركون في الندوة بأهمية تغيير الصورة النمطية للمرأة في وسائل الإعلام.
واستطاعت الدورة والتي أقيمت على مدار يومين بمقر معهد البحرين للتنمية السياسية في أم الحصم وتأتي ضمن برنامج التمكين السياسي الذي ينظمه المعهد بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، في يومها الختامي أن تلقي الضوء على واقع المرأة البحرينية، والنظرة النمطية لدور المرأة التي ساهمت في ترسيخها وسائل الإعلام المختلفة، مؤكدة تعزيز الإعلام للصورة النمطية لدور المرأة في المجتمع، انطلاقاً من كون الإعلام عملية اجتماعية تربوية تقوم بتوجيه رسائل سياسية واجتماعية مكثفة للمساهمة في تغيير مفاهيم المجتمع، والتأكيد على الأدوار الحقيقية لشرائح المجتمع بما في ذلك دور المرأة في المشاركة السياسية، حيث أدت جميع هذه العوامل إلى المساهمة في الحد من مشاركة المرأة السياسية.
حاضر في الدورة التدريبية الأستاذ عبيدلي العبيدلي الرئيس التنفيذي لشركة النديم لتقنية المعلومات وأحد مؤسسيها، وهو خريج الجامعة الأمريكية ببيروت، وهو يمارس الصحافة منذ أكثر من 40 عاماً متنقلاً بين كبار المجلات والصحف العربية والمحلية، وقد أسس مع مجموعة من الباحثين والإعلاميين العرب دورية «الفهرست» أول كشاف عربي متخصص في الدوريات العربية، وأصبح أول رئيس تحرير لها.
وتطرقت الدورة على مدار اليومين إلى كيفية إعداد المرأة بشكل عام والبحرينية بصفة خاصة للمساهمة في تغيير صورتها في الإعلام العربي، وتسليط الضوء على بعض المدارس الناجحة في استخدام الإعلام في صالح المؤسسة المعنية، وتهيئة المشاركين والمشاركات، وتأهيلهم لوضع خطط إعلامية ناجحة، وتدريبهم على طرق تنفيذها، إضافة إلى إطلاع المشاركين على بعض الوسائل الحديثة التي تساهم في تحقيق الأهداف الرئيسة من الدورة، وتشجيعهم على استخدام الوسائل المختلفة التي تعمل على تحقيق، أعلى مستويات من النتائج الإيجابية.
وشخصت الدورة مواطن القوة واكتشاف مكامن الضعف في الخطط الإعلامية التي تسعى لزيادة تمكين المرأة على مختلف الأصعدة، إضافة إلى أطرحها نموذجاً لتمرين تعلمت منه المشاركات، كيفية المساهمة في أدوار المشاركة السياسية، ومواجهة التحديات لتخرج المرأة من الصورة النمطية الواقعية التي فرضت عليها، وساهمت المرأة بتفعيلها في بعض الأحيان، وإن كانت بشكل غير مباشر. وتناولت الدورة حقائق ومؤشرات مهمة لواقع المرأة في الإعلام، هذه الحقائق أكدت دائماً أنه على الرغم من كون المرأة قد تفوقت، وتميزت في أدوار كثيرة ومتعددة، واقتحمت ميادين كانت قصراً على الرجال، إلا انه مازالت المرأة العربية تواجه تحديات كبيرة في القيام بالدور السياسي المتوقع منها.
وتطرقت الدورة أيضاً إلى كيفية الاستفادة من وسائل الإعلام، لتساند المرأة في طرح صورتها المتميزة، وقدراتها، التي لاتزال لم تظهر بعد، مؤكدة أن المرأة البحرينية استطاعت أن تثبت في كافة المراحل، أنها شريكة الرجل في الإنتاج والبناء.