كشف خبير التنمية البشرية الشيخ د.عبدالله المقابي عن وجود برنامج شامل للإصلاح تعكف القيادة على تفعيله خلال الأشهر المقبلة، ومن المؤمل توجيه دعوة عامة للمصالحة الوطنية برعاية كريمة من القيادة، مشيراً إلى أن لجاناً لم يتم الإعلان عنها تعكف حالياً على دراسات ميدانية مخصصة لعودة البحرين كما كانت وأفضل.
وقال الشيخ د.عبدالله المقابي إن خلافات عميقة تشهدها صفوف المعارضين، بسبب دعوات البعض للقبول بالمصالحة الوطنية الشاملة وعدم جر الوطن والشباب لمزيد من التهلكة، إضافة إلى حمى الانتخابات والخوف من خسارة المقاعد المنتشرة في صفوف المعارضة، وأنه تم تشكيل لجنة مصالحة داخلية لتقريب الرؤى المعارضة، بعد إخفاق خطة طرحتها المعارضة الراديكالية مقابل إنهاء الأزمة، وأن جمعية «الوفاق» تشهد استقالات جماعية لذات الأسباب.
وأضاف «هناك عمليات تصعيد من قبل المعارضين كلما تقدمت خطوات الإصلاح، مشيرا «أنا شخصياً أضع يدي مع قيادتي في التوجه ذاته من أجل مصلحة البحرين وخيار إدارة الخلاف من الداخل والذي يدعو له سيدي حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، وأدعم المواقف التابعة والمؤيدة للمصلحة الوطنية العليا، وأوجه النداء للشباب وللجميع بمد يدهم معي لتحقيق الأفضل في عصر الإصلاح وعهده الزاهر بمعية سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة».
وقال الشيخ المقابي إن المعارضة الراديكالية تتبجح بتهديد كل من يخالفها وفق تصور أولي هي ترتأيه لا غير بلا تنازل عن خيار مطلب إسقاط نظام الحكم بمسمى «الشراكة الشعبية» والشعب مصدر السلطات.
وأوضح أنه من مصادر مقربة جداً من قوى المعارضين شهد الأسبوع الماضي وما قبله خلاف شديد دبّ بين آية الله الشيخ عيسى قاسم وأمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان إذ عرض سلمان توصية من إحدى دول الخليج في مبادرة قدمتها جهات تدعم المعارضين ارتأت أن يتوقف الصراع والذي ابتعد عن محتواه الأساسي بما طال القرى الشيعية في البحرين من تخريب وتدمير ما تنافى مع الدعم الموجه، وبالمناسبة ذاتها تشهد سنة 2014 تقشفاً كبيراً في الدعم المقدم من دول مجاورة وشخصيات شيعية اختلفت مع المعارضين في طريقة إدارة الاضطرابات، إضافة لامتناع شخصيات دينية مواصلة الدعم لانفلات الأمور عن قدرة المعارضين، والجدير بالذكر تتابعاً خروج مجموعات شبابية مغرر بهم عن طاعة الجمعيات السياسية وحتى المرجع آية الله عيسى قاسم والذي وجد من الانقسام فرصة للرجوع للإدارة الإيرانية والمرجعيات هناك، وفي الشأن نفسه تقف المرجعيات الشيعية الإيرانية موقف المحرج من الوضع في البحرين لوجود إصلاحات ومكاسب وعروض تسوية قُدمت للمعارضين على فترات، فيما لم تستجب القوى المعارضة لأي من تلك العروض، وتذكر الجهات المقربة من مشهد المعارضين تهديد أمين عام الوفاق لآية الله قاسم بالانسحاب من الاتفاقات المبرمة 2012 والتي نصت على عدم تخلي الوفاق عن وثيقة المنامة المشهورة، فيما دعت شخصيات علي سلمان للوقوف على ضروريات المرحلة ومتطلباتها ونوهت له بالتفكير ملياً بالقبول الآني والدعوة للمصالحة الوطنية الشاملة وعدم جر الوطن والشباب لمزيد من التهلكة.
وأشار إلى أنه من الغبن أن يثبت عكس الصحيح من وجود علاقة ثابتة في الاضطرابات البحرينية التي تعداها أبناء البحرين بحكمة قائد السفينة العاهل المفدى ورئيس الوزراء وأزمة سوريا وإخفاق إيران في العراق ولبنان وحتى مصر إذ تجاوزت محطات ما سمي بالربيع العربي ربيعها وفقدت ما سميت بالثورات التي تدخلت فيها مباشرة إيران ثوريتها لتنتقل إلى دمار وتخريب وحمامات دماء لم يستفد منها مؤيدوها.
وأوضح أن تورط إيران الداعمة للإرهاب العالمي كشف عن ضعف الأداء للمخططين ما دعا لها بالتوقف عن دعم المعارضة في كل من البحرين وسوريا والعراق ولبنان، وباعتراف كبار المسؤولين الإيرانيين عن البحرين بأنها مملكة مستقلة وما يجري فيها أمر يعنيها داخلياً وليس لدولة حق التدخل في شؤونها المحلية، وبين التناقض في التدخل في شؤون البحرين والتصريحات التي تقر بعدم التدخل بتكوين الصراع الواقع في صفوف الأكثرية المغردة خارج السرب من المعارضين في البحرين.
وأضاف «بعد تخلي الأولى عنها تخير المعارضون في الاندماج مع الإصلاح وسلكه وترك المعارضة ومطامعها، في الوقت الذي كشفت جهات وشخصيات عما يدور في كواليس النقاشات المستمرة وعن تصدع قسم المعارضين ومعارضتهم لمعارضات تحمل مطالب ومطامع مختلفة، الأمر الذي يجعل المشاهد للموقف المعارض في تحفظ مما سيكون عليه الوضع في المستقبل».
وأكد أن المعارضة تقر وتعترف بفشلها وشخصيات تؤيد الدخول في الانتخابات القادمة ودعوات لرأب الصدع الداخلي المعارض وتهديد آية الله عيسى قاسم للمعارضين بضرب قواهم وسحب هيبتهم وإسقاطهم من المجتمع في حال قبلوا بمساومات أو دخلوا في معاهدات مع الدولة أو قرروا الدخول البرلماني المستحق قبل نهاية العام الجاري، في وسط معلومات مؤكدة من قرار علماء دين معارضين وشخصيات مقربة منهم للدخول والترشح للانتخابات القادمة، وبقناعات مكثفة من أن الطريق الذي سلكوه لم يوصلهم إلى بر أمان طيلة أربعة أعوام مضت وآن الآن ضرورة وقف الإرهاب المقنن والدخول في مصالحة وطنية شاملة.
وقال الشيخ د.عبدالله المقابي إن البحرين لم تشمل دول الربيع العربي وما جرى في البحرين لم يكن ثورة إنما هي اضطرابات شهدتها المملكة وآثارها لاتزال بفعل التخطيط الانقلابي الفاشل، والذي بدأت شخصيات دينية ومثقفة بذمه والتحرك الشبابي الضال في وسط عدم قدرة الأهالي والعقلاء من أبناء الطائفة الشيعية للوقوف ضده. وأضاف «في اجتماعاتي المتواصلة مع رجال الدين المعتدلين ومع الشخصيات المتعلمة وبعض الوجهاء في القرى أُشكر على الفكر الذي أحمله ويثنى على مواقفي منهم، ويقول الكثيرون منهم لا نملك جرأتك في الكلام ووددنا أن نقابل المجتمع بكسر الظواهر والثقافة التي مني بها وابتلي شبابنا منها الآن».
وأشار إلى أن العلماء يرون أن مسمى «الشباب الثوري» بات خطراً يهدد المجتمع وارتفعت أصوات مطالبة وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية بتكثيف الحملات التثقيفية لكافة الأجيال وضرورة فتح أقسام في المراكز الاجتماعية لمعالجة نكسات ما بعد الأزمة بحد تعبيرهم؛ وأرى أن الاقتراح مقبول وهو موجة للمعنيين وأنا على استعداد تام للأخذ بيد الشباب وتوجيههم لما فيه الخير والصلاح وأوجهها للمعنيين بوجود برامج متعددة عندي للشأن المذكور، مؤكداً أن احتواء الشباب ضروري لمرحلة ما بعد الاستحقاق النيابي المقبل.
وذكر أن من يتسمون بالشباب الثوري صنم جديد وقداسة تفرض اسمها «الشباب الثوري» وعلى الجميع أن يلتزم بهذا المقدس ويفرض له فروض الطاعة والولاء، «هكذا قالها عدد من العقلاء» هي ثقافة جديدة دعتني مجموعات ترى العودة للرشد وتتبنى العقلانية وتخاف على نفسها من البطش لو تكلمت ولهذا التبني جماهير كبيرة ملت من الوضع الحالي للشباب، ضاقت بهم تصرفاتهم وطلبوا مني الحديث عنهم.
وأضاف «إذ يقول العقلاء «لا يحق لك أن تنتقد الشباب الثوري» فهم معصومون عن الخطأ وأفعالهم وشعاراتهم مسددة من السماء مهما كان عمرهم ومستوى تفكيرهم، لا تقل لأي فعل مهما كان خطأ هو خطأ اصمت فهم « الشباب الثوري « الذي يضحي!!، كما يقول العقلاء ندخل وتكتب في منتديات ومواقع لعل الآخرين يفهمون ويقدرون ما يجري والمخاطر التي تحيط بمجتمعنا ولا حياة لمن تنادي، يقول العقلاء: لو تعارض القرآن مع الشباب الثوري اتبع الشباب الثوري؛ لو تعارض فعل الشباب الثوري مع العلماء والساسة وعموم المجتمع اتبع الشباب الثوري؛ لو تضررت أنت وأسرتك وقريتك من بعض أفعال «الشباب الثوري» عليك أن تتكيف مع الأخطاء؛ الشباب الثوري أنت الصنم الجديد والديكتاتور الذي يصنعه الناس بصمتهم بحجة عدم شق الصف أو الخوف من ردّات الفعل كأن يحرق بيتك أو سيارتك أو تضرب أو تصاب بأذى منهم، هكذا يقول العقلاء.