عواصم - (وكالات): بدأت إيران فتح مراكز التسجيل للمتطوعين الذين يريدون الذهاب للقتال في العراق، تحت شعار «الدفاع عن المراقد الشيعية في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء»، بينما تفيد تقارير بقيام الحرس الثوري وقواعده الشعبية «بتعبئة الرأي العام حول ضرورة التدخل الإيراني، بحجة الحفاظ على المصالح الشيعية، وعدم تعرض إيران لتهديدات خارجية»، وفقاً لقناة «العربية». في غضون ذلك، قتل وأصيب العشرات في ضربات جوية لقوات رئيس الوزراء نوري المالكي على محافظة ديالى، ومناطق شرق العراق، بينما قال عضو في اللجنة الأمنية التابعة للمالكي إن القوات الحكومية تستخدم طائرات الهليكوبتر ضد المقاتلين على مشارف تلعفر غرب الموصل. في المقابل، واصلت الفصائل العراقية المسلحة المناهضة للمالكي تقدمها شمال غرب البلاد، قبل أن تسيطر القوات الكردية على منفذ «ربيعة» الذي يعد أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا. في سياق متصل، شددت جامعة الدول العربية على ضرورة تنفيذ المصالحة بين الفصائل السياسية في العراق لإنهاء الأزمة، ومحاربة الجهاديين.
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة فارس للأنباء، أن آلاف المتطوعين مستعدون لتلقي الأوامر للذهاب إلى العراق والقتال من أجل الدفاع عن المقدسات في كربلاء والنجف.
ونقلت الوكالة عن أمين لجنة النشاطات الشعبية في مجلس بلدية طهران، محمد رضا زمرّديان، قوله إن «باب التطوع مفتوح، لكل من يرغب في الذهاب إلى العراق والقتال من أجل الدفاع عن المقدسات الشيعية هناك». وأضاف زمرديان «منذ الإعلان عن فتح باب التطوع، سجل 4200 متطوع أسماءهم خلال أقل 24 ساعة». ميدانياً، أوقفت القوات العراقية تقدم الفصائل العراقية وبينهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» إضافــة إلى عناصر في حزب البعــث المنحل، والذين نجحوا خلال أسبوع في السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظة صلاح الدين بينها مركزها مدينة تكريت شمال بغداد.
وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد «خلال الـ 24 ساعة الماضية تم قتل أكثر من 279 مسلحاً في مختلف المناطق»، معتبراً أن القوات الأمنية «استعادت المبادرة». في موازاة ذلك، أعلن مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في مؤتمر صحافي أن رئيس الوزراء نوري المالكي «أمر بتشكيل مديرية الحشد الشعبي» ومهمتها تنظيم عملية تطوع الآلاف لقتال المسلحين والتي دعت إليها المرجعية الشيعية الجمعة الماضي.
وأصدر مكتب المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني بياناً دعا فيه المواطنين إلى «ضرورة الاجتناب عن المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية»، مطالباً «الجهات الرسمية ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات اللازمة للمنع منها».
في مقابل ذلك، نشر تنظيم «داعش» مجموعة من الصور التي تظهر إعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.
وفي محافظة ديالى، قتل 6 من عناصر قوات البشمركة الكردية وأصيب 20 في ضربة جوية لطائرة عراقية أصابت رتلاً للقوات الكردية قرب قضاء خانقين شمال شرق بغداد شرق العراق.
وقتل أيضاً 6 أشخاص بينهم 3 جنود في قصف بقذائف الهاون استهدف مركزاً في شرق العراق لتطوع المدنيين لقتال المسلحين الذين يشنون هجوماً في أنحاء متفرقة في البلاد. في الوقت ذاته، سيطرت القوات الكردية على منفذ «ربيعة» أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سوريا بعد انسحاب جيش المالكي.
وأوضح المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية جبار ياور «تسلمت قوات البشمركة السيطرة على منفذ ربيعة بمحافظة نينوى بعد سقوط الموصل شمال بغداد في أيدي المقاتلين وانسحاب الجيش».
وأظهرت اشتباكات أمس في تلعفر ذات الأغلبية التركمانية والتي يعيش بها سنة وشيعة، عمق الانقسامات الطائفية.
واتهم سكان مناطق سنية الشرطة وقوات الجيش التي يغلب عليها الشيعة بإطلاق قذائف مورتر على أحيائهم مما دفع المقاتلين المتمركزين خارج البلدة للتدخل.
وقال عضو في اللجنة الأمنية التي شكلها المالكي إن القوات الحكومية تستخدم طائرات الهليكوبتر ضد المقاتلين على مشارف المدينة.
وذكر مسؤول محلي أن «الوضع كارثي في تلعفر، هناك قتال جنوني ومعظم الأسر محاصرة داخل منازلها ولا تستطيع مغادرة البلدة، وإذا استمر القتال فقد يسفر عن قتل جماعي بين المدنيين».
وفي بغداد، قتل 9 أشخاص وأصيب 23 في تفجير استهدف سوقاً شعبياً وسط العاصمة.
سياسياً، رأى الوسيط العربي والدولي السابق في سوريا الأخضر الإبراهيمي أن الهجوم الذي يتعرض له العراق يأتي نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 3 أعوام.
وقال الإبراهيمي إن «السنة سيدعمون الجهاديين ليس لأنهم جهاديون ولكن لأن عدو عدوي هو صديقي»، مشيراً إلى أن «هذا ليس في مصلحة أحد».
وبعدما أعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج على خلفية أحداث العراق، مؤكدة أنها تدرس خيارات مساندة بغداد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن إيران تعارض «كل تدخل عسكري أجنبي» في العراق.
وأوضحت أفخم ـن العراق «لديه القدرة والاستعداد اللازم لمكافحة الإرهاب والتطرف وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة».
وفي برلين، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من أن النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة إلى «حرب إقليمية بالوكالة».
وفي مكالمة هاتفية قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره العراقي هوشيار زيباري إن المساعدة الأمريكية لن تنجح إلا إذا وضع الزعماء العراقيون خلافاتهم جانباً وحققوا الوحدة الوطنية اللازمة لمواجهة تهديد المتشددين. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون الوضع «الخطير» في العراق خلال اجتماع يعقد في جدة بالمملكة العربية السعودية خلال اليومين المقبلين.
وفي القاهرة ندد اجتماع لمندوبي جامعة الدول العربية بالخطر «الإرهابي» الذي يواجه العراق، مشيرين إلى أن أزمة العراق تهدد الأمن العربي والإقليمي.
وقد أثار محافظ الموصل السابق اثيل النجيفي في حديث لصحيفة «حرييت» التركية، فكرة قيام الولايات المتحدة وتركيا بتوجيه ضربات جوية إلى الجهاديين الذين استولوا على مدينته.
من جهتها، أجمعت الصحف السعودية على تحميل رئيس الوزراء العراقي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إثر التداعيات الأمنية الخطرة التي تعصف بالبلاد، داعية إلى رحيله بسبب «الفشل».
في موازاة ذلك، أشار تحليل نشر في صحيفة «التايمز» البريطانية إلى أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى توجيه ضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار ضد مقاتلي «داعش»، وذلك انطلاقاً من قاعدة «العديد» في قطر التي تقول الصحيفة إن الجيش الأمريكي بنى فيها شبكة قوية لهذا النوع من الطائرات الهجومية.
من جانبه، رفض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الفكرة القائلة بأن هجوم الجهاديين الحالي في العراق لما كان حصل إذا كان صدام حسين لا يزال في السلطة ورأى أن عدم تحرك الغرب في سوريا هو السبب في الأزمة العراقية.