من المؤكد أن حارس مرمى ريال مدريد المخضرم إيكر كاسياس تلقى الهدية الأجمل في عيد ميلاده الـ32 أمس الاثنين، حينما أعلن رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز الاستغناء عن خدمات مدرب الفريق البرتغالي جوزيه مورينهو، لتنقشع غيمة سوداء من أمام الحارس الأمين للريال طيلة عشر سنوات.

على مدى خمسة أشهر عانى كاسياس أزمة نفسية كبيرة بعدما ظل حبيساً لمقاعد البدلاء بفرمان من مورينهو الذي أراد "تأديب" حارس المنتخب الإسباني، بل وإهانته كما يرى قطاع كبير من أنصار "الملكي"، لكنّه تنفس الصعداء أمس، وضمن العودة لعرينه من جديد خلال الموسم المقبل.

ولعلها كانت مصادفة جميلة بالنسبة لكاسياس أن يحتفل بعيد ميلاده في اليوم ذاته الذي أُعلن فيه عن رحيل مورينهو، وقبل ذلك بسويعات تلقى تطمينات مدرب المنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي بأنه لن يعتمد على أحد سواه في بطولة كأس العالم للقارات التي تتأهب للانطلاق في البرازيل.

وترى معظم وسائل الإعلام الإسبانية أن المشكلة التي اشتعلت بين مورينهووكاسياس وأدت إلى ما أدت من قطيعة بين الرجلين، هي أحد الأسباب الجوهرية لقرار إدارة ريال مدريد الانفصال عن المدرب البرتغالي، بعدما ضاقت ذرعاً بتصرفاته وحرصه على تصفية حساباته الشخصية على حساب مصلحة الفريق.

حتى شهر يناير الماضي لم يكن مورينهو يجرؤ على معاقبة كاسياس وإجلاسه على مقاعد البدلاء رغم امتعاضه من تصرفات "القديس" كما تطلق عليه الجماهير المدريدية، لكنه تحيّن الفرصة واعتمد على الحارس المغمور أنطونيو أدان في مباراة الفريق أمام ملقة معللاً ذلك بانخفاض مستوى ايكر.

وبعد تلك المباراة بأسبوع عاد مورينهو ليعتمد مجدداً على أدان أمام ريال سوسيداد، بيد أن كاسياس شارك بعد مرور ثماني دقائق فقط رغماً عن أنف مدربه بعدما تعرض أدان للطرد، لكن إصابة قوية تعرض لها كاسياس بعد ذلك كانت بمثابة هدية من السماء لمورينهو الذي سارع خلال فترة الانتقالات الشتوية للتعاقد مع حارس إشبيلية دييغو لوبيز.

وبدا أن المدرب البرتغالي كسب الرهان بضم لوبيز الذي سرعان ما فاجأ الجميع بالظهور بمستوى مميز مع الفريق سواء في الدوري المحلي أو مسابقة دوري الأبطال، ليحافظ على مركزه أساسياً حتى بعد تعافي كاسياس الذي أصبحاً أسيراً لمقاعد البدلاء حتى آخر مباراة قادها مورينهو.

ولم يكتف "سبيشل ون" بإهمال كاسياس وعدم الزج به في المباريات، بل راح يهاجمه بين الحين والآخر ويقلل من قيمته، خلال المؤتمرات الصحافية،حتى قال مؤخراً أنه نادم جداً على عدم ضم لوبيز في وقت مبكر، مشيراً إلى أنه لن يعتمد إلا عليه طالما ظل مدرباً لريال مدريد.

ويعتقد مورينهو أن كاسياس يلعب دور "الجاسوس" في ريال مدريد ويتعمد تسريب الأخبار المسيئة لمورينهو، عبر صديقته الصحافية سارة كاربونيرولوسائل الإعلام، فضلاً عن قيامه بتحريض اللاعبين ضده وخلق القلاقل داخل الفريق، وهو ما لم يثبت رسمياً، فيما آثر كاسياس طوال الفترة الماضية التزام الصمت.

وفي المقابل وقفت جماهير الريال في صف لاعبها وظلت تهتف باسمه أثناء المباريات، بينما لم تتردد في مهاجمة مورينهو وإطلاق صافرات الاستهجان ضده تعبيراً منها عن رفضها لطريقة تعامله مع "ايكر"، وساهم إخفاق المدرب البرتغالي في البطولات الثلاث الأساسية (الليغا، دوري الأبطال، كأس الملك) في زيادة حالة الاحتقان الجماهيري ضده.

وعقب قرار الانفصال بين الريال ومورينهو لم تبد جماهير الفريق أي أسف على رحيل المدرب كما هو واضح من تعليقاتها وردود فعلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل رحّبت بالقرار، وأبدت يقينها بأن القادم سيكون أفضل بدون مورينهو، وبوجود كاسياس أساسياً في عرينه.