كتب محرر الشؤون المحلية:
قال مصدر بجامعة البحرين لـ«الوطن» إن إغلاق خمسة مبان رئيسة تابعة لكلية بولتكنيك تستخدم من قبل طلبة الهندسة المدنية والعمارة بفرع الجامعة في مدينة عيسى أمس، يهدد اعتمادية تخصص الهندسة المدنية من مجلس الاعتماد الأمريكي للبرامج الهندسية والتكنولوجيا (ABET) التي نالتها الجامعة عام 2009، فضلاً عن عدم استحقاقها لنيل الاعتمادية نفسها لتخصصي الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي في الجامعة.
وجاء إغلاق المباني الخمس وفقاً لتقرير من وزارة الأشغال بشأن حالة المباني الفنية وبنيتها التحتية نص على أنها مبان «آيلة للسقوط» وبحاجة ماسة للترميم والتجديد والصيانة.
وكشف المصدر عن أن المباني التي أغلقت يدرس بها أكثر من 1200 طالب لثلاث تخصصات رئيسة، هي الهندسة الميكـــــانيـــــكيــــــة، والهنـــــــدســـــة المعمارية والتصميم الداخلي، وأنها تم تسليمها بشكل رسمي إلى جامعة بوليتكنك وإخلائها خلال بضعة أيام تأهباً للصيانة والترميم، الأمر الذي حتم على قسم الهندسة المدنية والعمارة تغيير أماكن قاعات الامتحانات في اللحظات الأخيرة للأيام الثلاثة المقبلة.
وأكد أن الجامعة تستقبل وفداً من مجلس الاعتماد الأمريكي للبرامج الهندسية والتكنولوجيا (ABET) لتدرس إمكانية إعطاء تخصصي الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي الاعتمادية التي أجلتها سلفاً لقلة عدد الأستديوهات ومختبرات التصميم، التي تداركت أمره الجامعة عندما أنشأت بعضاً من المختبرات في مبنى «15» تحسباً للوفد ولتتوافق مع المستوى العالمي المطلوب، مبيناً أنه اليوم بعد غلق مبنيين «33» و «35» أدى إلى إغلاق 15 أستديو، الأمر الذي يؤدي إلى عدم اعتماد هذين التخصصين حال عدم إصلاح الأمور.
وأوضح أن المشكلة والخوف الأكبر، يأتي من أن غلق هذه المباني يؤدي إلى تهديد اعتمادية المجلس لتخصص الهندسة المدنية التي نالتها الجامعة عام 2009، خصوصاً أن كلية الهندسة اليوم لا تمتلك عمادة أو مكتب لرئيس قسم، أو مكاتب للأكاديميين في الجامعة، ولا صالة رياضية، ولا قاعة للأنشطة، أو بعض المختبرات الهندسية ومكتبة صغيرة جداً لا تتناسب مع المعايير العالمية المطلوبة للاعتمادية.
وقال إن رجال الأمن التابعين لجامعة بوليتكنك البحرين وضعوا شريطاً أحمر حول المباني وتسويرها بالخشب تمهيداً لأعمال الصيانة والتجديد فيها التي ستقوم بها وزارة الأشغال لضمها لاحقاً ضمن مباني جامعة البوليتكنك.
وأكد المصدر أن وضع طلبة الهندسة حرج جداً، خصوصاً أن القسم لا يعلم إلى اليوم أين سيدرس البرنامج الصيفي المطروح، أو مكان تدريس الطلبة للفصل القادم 2014 – 2015، مبيناً أن المباني المغلقة مبان كاملة رئيسة للطلبة ومهمة، وليست أجزاء فحسب.
وعبر عن استياء الأكاديميين في الجامعة لإغلاق المباني بسرعة، دون سابق إنذار ينذرهم بإخلاء مكاتبهم وأخذ ممتلكاتهم وبيانات الطلبة والطالبات من المكاتب، وبسبب منع رجال الأمن لهم من دخول المباني.
وأضاف أن هذه المباني تتمثل في مبنى«27» على هيئة مختبرات تجمع قسمي الهندسة الكيميائية والأجهزة الدقيقة والتحكم، والمدني والمعماري، في حين يضم مبنى “29” مكاتب للدكاترة وعدداً من القاعات الدراسية التي يستخدمها طلبة قسم المدني والمعماري ومركز دراسات الطرق والمواصلات، كما إن “32” عبارة عن صالة رياضية تستغل في فترات الاختبارات لاتساعها قد قدم فيها عدد من الطلبة امتحاناتهم قبل أيام، ويتمثل مبنى “33” في قاعات دراسية لقسم المدني والمعماري والتصميم الداخلي، في الوقت الذي يضم “35” صفوف كذلك لنفس القسم، بالإضافة إلى مكتب العميد وعمادة كلية الهندسة، لتبقي الوزارة مبنى «14» قسم الهندسة الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية، ومبنى «15» ومبنى «28» قسم الهندسة المدنية والعمارة التابعة لجامعة البحرين.
جدوى الإزالة
من جهتها، أوضحت وزارة الأشغال في بيان لها بشأن غلق خمسة مبان تابعة لجامعة البحرين بمدينة عيسى أمس أنها كلفت من قبل اللجنة المشتركة بين بوليتكنك البحرين ووزارة الأشغال، حيث طلبت اللجنة من الوزارة تقييم الحالة الإنشائية لـ 12 مبنى وتقديم الاستشارة الفنية لها.
وبينت الوزارة أنه على ضوء طلب التقييم من قبل بوليتكنك البحرين فقد قام فريق هندسي فني من قطاع الخدمات الفنية بإدارة هندسة المواد بوزارة الأشغال بمعاينة 12 مبنى وإعداد دراسة حولها. وأفاد الفريق في التقرير الفني عن الحالة الإنشائية للمباني -الذي أرسل للرئيس التنفيذي بوليتكنك البحرين بتاريخ 25 مايو الماضي بأن كثيراً من المباني جيدة وصالحة للاستخدام، في حين ارتأت الوزارة بأن هناك عدد 5 مباني قديمة تعتبر في الوقت الحالي غير آمنة للاستخدام في حال عدم صيانتها أو إعادة تأهيلها بشكل عاجل.وذكرت الوزارة في تقريرها أنه بسبب التعقيد والكلفة العالية لصيانة المباني القديمة أو إعادة تأهيلها فإنها تعتقد بأن الجدوى الاقتصادية من إزالة المباني وإعادة إنشائها أفضل في المستقبل البعيد لزيادة العمر الافتراضي لتلك المباني. وفي ضوء ذلك، أكد قسم العلاقات العامة بوزارة التربية والتعليم حرصه على تأمين أقصى درجات السلامة للطلبة والطالبات والأكاديميين والإداريين، لذلك تم اتخاذ قرار بإخلاء هذه المباني الخمسة في الوقت الحاضر، تمهيداً للنظر في كيفية التعامل معها وفقاً لشروط الأمن والسلامة للاستخدام الأكاديمي والإداري.
وقال القسم إن التربية والأشغال شكلوا «لجنة مشتركة» لفحص المباني جميعها، التي تصل إلى حوالي 30 مبنى تابع لجامعة البحرين في مدينة عيسى والتي تشغلها حالياً بوليتكنك البحرين ليتبين أن 5 مبان منها قديمة تحتاج إلى صيانة شاملة. ومن جانبه، قال رئيس مجلس طلبة جامعة البحرين لدورته الثالثة عشر وممثل كلية الهندسة طلال السهلي إن إغلاق المباني جاء لعملية الصيانة، ولن يتعدى سوى أيام، وبين أن قسم الهندسة تمكن من إدارة جميع امتحانات الأمس واليوم والغد بسلاسة تامة دون أي مشاكل. وأكد أن جميع الطلبة والطالبات تلقوا إعلاناً رسمياً من قسم الهندسة بالجامعة يفيد بتغيير قاعات الامتحانات وصل لجميع الطلبة عن طريق عدة طرق مختلفة، كإرسال رسائل نصية لجميع الطلبة والطالبات، والإعلان عنه في وسائل التواصل الاجتماعي كالانستغرام وتويتر.
«العمارة بلا عمارة»
وقام عدد من الطلبة المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي بإطلاق عدد من الحملات المعارضة لقرار إغلاق المباني، مطالبين الجامعة بتخصيص مبانٍ ثابتة وصالحة للاستعمال لهم من خلال عدد من الهاشتقات التي أطلقوها كان أبرزها هاشتاق «العمارة بلا عمارة» وهاشتاق «بوليتكنك تطرد الهندسة» والهاشتاق الرسمي لكلية الهندسة «Enguob»
وأكد مصدر مطلع بجامعة بوليتكنك البحرين أن غلق مباني كلية الهندسة جاء حسب إجراء صيانة وفق برنامج صيانة المباني الحكومية الذي يتبع وزارة الأشغال، نافياً كل ما تم تداوله وسط شبكات التواصل الاجتماعي، كون أن هذه المباني عائدة للبوليتكنك أو ستنضم إليها بعد الانتهاء من صيانتها، مبيناً أن بوليتكنك ساعدت جامعة البحرين في الناحية الأمنية فقط، ولم يتم تحويل أي ملكية لهذه المباني لجامعة البوليتكنك.
فيما لفت الرئيس التنفيذي لجامعة بوليتكنك البحرين د.محمد العسيري في تصريح سابق له خلال شهر مايو الماضي في إحدى الصحف المحلية إلى حصول بوليتكنك البحرين على ملكية الحرم الجامعي في مدينة عيسى وفق القرار الصادر بشهر مارس 2011.