كتب – صالح الرياشي:
هناك العديد من الدول التي تعتبر ولادة للمواهب الكروية البارزة في الساحة الرياضية العالمية ومنها نوعان، الأول ينتج المواهب باستمرارية وتواصل في مختلف المراكز مع تفاوت المستويات، مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين وغيرها من الدول، والنوع الآخر من الدول ينتج موهبة فذة في كل حقبة من الزمن، وقد لا يكون لهذه الدولة تاريخ أو مجد كروي يذكر، مثل البرتغال وويلز والسويد والكثير من الدول أيضاً.
أما النوع الأول فنراه دائماً ما يكون حاضراً في البطولات ويسجل حضوره بقوة ويدخل المنافسة وهو ضمن قائمة المرشحين للفوز باللقب سواء على الصعيد القاري أو العالمي، بينما تسجل المنتخبات من النوع الثاني حضوراً خجولاً في المنافسات الكبرى، وبعضها لا يشارك البتة فتحرم نجومها من الظهور والتألق على الساحة الدولية وتحقيق الإنجازات.
وهناك العديد من النجوم العالميين الذين حرموا لعب كأس العالم المقام حالياً في البرازيل بسبب عدم تمكن منتخباتها من المشاركة في المونديال، رغم أنهم يعدون من أفضل اللاعبين في العالم وتألقوا مع أنديتهم في الموسم الكروي المنصرم، ومن أبرز هذه النجوم هو الويزلي غاريث بيل لاعب ريال مدريد الاسباني، والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش نجم باريس سان جيرمان، والبولندي روبيرت ليفاندوفيسكي المنتقل حديثاً إلى بارين ميونيخ، والتركي اردا توران لاعب اتلتيكو مدريد بطل الدوري الاسباني، وكثيرون غيرهم حرموا من المونديال بسبب عدم تأهل منتخباتهم إلى نهائيات كأس العالم.
أما الشق الآخر فقد نجا بعضهم وتمكنت منتخبات بلادهم من التأهل وخوض منافسات كأس العالم، لكن دائماً ما يكون حضورهم خجولاً ولا يتعدى بعضهم دور الـ16 كحد أقصى، وعندما يدور هذا الحديث تتجه الأنظار مباشرة إلى أفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو الذي حتم عليه أصله أن يلعب مع منتخب البرتغال الذي لا يستطيع المنافسة على اللقب في ظل تواجد عمالقة الكرة العالمية في المونديال، وأكدت الهزيمة القاسية من المنتخب الالماني بالاربعة هذا الكلام.
والحديث الذي يتداوله الكثيرون أن لو استطاع رونالدو أن يلعب مع منتخب غير البرتغال ويكون هذا المنتخب مرشحاً للفوز باللقب فإنه بلا شك سيقود فريقه نحو تحقيق الانتصار، لكن الحقيقة هو أنه لا يستطيع ذلك وعليه أن يرضى بالمصير الذي قاده إلى اللعب في صفوف البرتغال.
ولا يعد رونالدو الوحيد في هذه القضية فهناك العديد من النجوم أيضاً يشاركونه الحال، وزميله ورفيق دربه في ريال مدريد الكرواتي لوكا مودريتش لا يستطيع الابتعاد في المنافسة مع منتخب بلاده وسيكون من الصعب تحقيق ذلك بعد اشتعال المنافسة في المجموعة التي يلعب فيها، وينضم إليهم نجم مانشتر يونايتد “تشيشاريتو” الذي يلعب مع منتخب المكسيك.