عواصم - (وكالات): استخدمت القوات السورية أسلحة كيميائية مثل الكلور، على الأرجح «بشكل منهجي» بحسب ما ورد في تقرير أولي أعده فريق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يحقق في اتهامات حول وقوع هجمات بواسطة المادة الصناعية في سوريا. وأكد محققو المنظمة في سوريا أن الإثباتات التي جمعها الفريق تدعم نظرية «استخدام مواد كيميائية سامة، وعلى الأرجح مواد تثير حساسية في الجهاز التنفسي على غرار الكلور، بشكل منهجي في عدد من الهجمات».
ويتبادل النظام والمعارضة السوريان الاتهامات باستخدام مواد كيميائية من بينها الكلور، منذ بدء النزاع الدامي في مارس 2011 وذلك بالرغم من تعهد دمشق تسليم ترسانتها الكاملة من الأسلحة الكيميائية لإتلافها.
وتعرض فريق مفتشي المنظمة الموجود في سوريا منذ مطلع مايو الماضي لهجوم من المعارضين المسلحين في 27 منه حال دون وصولهم إلى موقع حدوث إحدى هذه الهجمات في قرية كفرزيتا.
وأشار التقرير إلى أن «الهجوم والعرقلة الناجمة عنه لا يجيزان لنا تقديم خلاصات مؤكدة».
غير أن هذه الاتهامات «لا يمكن رفضها بحجة أنها غير متصلة أو عشوائية او ذات طبيعة تنسب فحسب إلى دوافع سياسية». وبالرغم من تعذر وصول الفريق إلى مكان الهجوم المفترض تمكن من مقابلة أطباء من قرية كفرزيتا و»حصلوا على تقاريرهم الطبية بخصوص معالجة أفراد يبدو أنهم تعرضوا للكلور». كما حصل الفريق على تسجيلات فيديو للهجوم وذخائر، بعضها لم ينفجر.
وما زال 8% من ترسانة الأسلحة الكيميائية على الأراضي السورية بحسب المنظمة التي كررت أن سوريا لن تنجز تدمير مخزونها من الأسلحة الكيميائية مع حلول المهلة القصوى في 30 يونيو الجاري.
من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 20 مدنياً بينهم 9 أطفال في قصف من مروحية عسكرية تابعة لقوات الرئيس بشار الأسد على مخيم للنازحين قرب بلدة الشجرة في ريف درعا على الحدود مع الأردن.
من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في افتتاح اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة أن الأزمة السورية «اتخذت منعطفاً نحو الأسوأ» في أعقاب فشل مؤتمر جنيف الثاني، ما أدى إلى «تعاظم أعمال العنف والإبادة التي يمارسها نظام الأسد ضد شعبه الأعزل» و«انحسار فرص الحل السياسي».
وحذر من أن هذا «الوضع مرشح للتدهور أكثر فأكثر مع كل انعكاساته الإقليمية الخطيرة» إذا لم يتخذ المجتمع الدولي «موقفاً حازماً يضع حداً لهذه المجازر الإنسانية البشعة». ودعا الفيصل المجتمع الدولي لأن يوفر للشعب السوري «ما يمكنه من الدفاع عن نفسه والعمل على حماية المدن والمؤسسات السورية من الدمار».
كما دعا إلى تدخل دولي إنساني سريع لإغاثة السوريين «بعيداً عن اعتبارات السياسية وحساب التنافس الدولي».