قال نائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية د.وهيب الناصر إن فصل الصيف يدخل فلكياً، اليوم السبت 21 يونيو الجاري، في الواحدة و47 دقيقة مساء، وسيكون طوله 93 يوماً.
وأضاف الناصر: في هذا اليوم تكون الشمس قد بدأت في الانقلاب بالانتقال من الشمال إلى الجنوب في الدائرة السماوية، لذلك تمت تسمية هذا اليوم « بالانقلاب الصيفي»، وتكون درجة ميلان الشمس في أقصاها وهو 23.45 درجة لتبدأ بعدها في الانخفاض لتصل إلى صفر درجة في 23 سبتمبر 2014.
وأشار إلى أنه في هذا اليوم السبت، يحدث أقصر ظل عند الظهر في البحرين خلال هذه السنة وكافة الدول التي تقع في نصف الكرة الشمالي (ارتفاع الشمس في البحرين هو 87 درجة في اتجاه 180 درجة، جنوباً)، وفي هذا اليوم كذلك ، نظريا، يكون أطول ساعات سطوع للشمس على الكرة الأرضية وأقصر ليل على الكرة الأرضية في نصف الكرة الشمالي والعكس صحيح للدول في نصف الكرة الجنوبي (هو دخول الشتاء عندهم). وفي البحرين يكون طول ساعات النهار في البحرين 13 ساعة 52 دقيقة، وطول ساعات الليل 10 ساعات و 8 دقائق! وفي هذا اليوم يكون أقصر ظل في البحرين عند الزوال ( صلاة الظهر) ولكنه لا ينعدم حيث يصل إلى 3 سم تقريباً لجسم طوله 1 متر!، كما أن في هذا اليوم تكون الشمس في أقرب نقطة لها من القطب القطب الشمالي الأرضي، إذ في البحرين يكون شروق الشمس 26 درجة شمال الشرق وغروبها 26 درجة شمال الغرب. كما أن الشمس في هذا اليوم تكون قد قطعت نصف دورتها الظاهرية في السماء في فلك البروج (الدوران الحقيقي للأرض حول الشمس).
وبين الناصر أنه في هذا اليوم يكون ميلان نصف الكرة الشمالي في الأرض على الشمس في أقصى درجة لها (23.45 درجة)، حيث تكون الشمس في برج الجوزاء أو التوأمين، مما يتسبب في استلام الأرض أشعة شمسية عالية في هذا اليوم تصل إلى 1,100 وات لكل متر مربع عند الظهر في البحرين وإلى متوسط إشعاع شمسي يصل إلى حوالي 700 وات لكل متر مربع أي أن أرض البحرين تستلم في هذا اليوم من الإشعاع الشمسي ما يعادل 525,00 ميجاوات أي ما يعادل إنتاج حوالي 38 محطة نووية قدرة كل منها 1,400 ميجاوات لو كانت الطاقة الشمسية تتحول إلى طاقة كهربائية بكفاءة 10%!، وبتعبير آخر تعادل الحرارة الناتجة من وضع حوالي 7 مصابيح (بقدرة 100 وات) على كل متر مربع!.
وأوضح أنه في فصل الصيف تكون الأرض أبعد عن الشمس منه في فصل الشتاء ؛ ففي 4 يوليو المقبل ستكون الشمس في أبعد نقطة لها من الأرض في هذا العام (بمسافة 152,093,405 كم )، بينما كانت الشمس أقرب ما يكون من الأرض في هذا العام في 4 يناير) مسافة 147,104,780 كم )، مشيراً إلى أن بسبب الحرارة في الصيف هو ميلان الأرض نحو الشمس.
وقال الناصر أن شدة الحر في الخليج العربي، وقت قتل كثير من الجراثيم من جراء وفرة الأشعة الفوق بنفسيجية ونضج بعض الثمار والخضروات وانخفاض عدد ا?نقلابات الحرارية والحرارة، يمكن تفاديها بالتكييف الكهربائي؛ فالوحدة الكهربائية عندنا رخيصة جداً( 3 فلس) فقط لكل كيلووات ساعة) للشريحة الأولى (حتى 3000 كيلووات ساعة)، بينما في اليابان 66 فلساً، وفي الهند الفقيرة 10 فلس، كما ان سعر المكيف ? يتعدى 150 ديناراً، علماً أن فصل الصيف فضل ? يصلح للرصد الفلكي لكثرة هبات العبار والهباء وبخار الماء !.
وذكر الناصر بالنسبة للطوالع وما يلازمها من ظروف جوية خلال فصل الصيف، أن دخول طالع الدبران كان أمس 20 يونيو، ويمتد إلى 2 يوليو، وهو إيذان بدخول الحر القاسي وارتفاع شدة الإشعاع الشمسي. وكان العرب نجد) ينعدم عندهم في اليوم الخامس من طلوع الدبران الظل وقت آذان الظهر على مدار الجدي ، وخلال تلك الفترة تكون الحرارة شديدة (رياح السموم). وبعدها يدخل طالع الهقة ( 3 يوليو إلى 15 يوليو) أو الجوزاء الأولى (وتظهر فيه الرياح الخوصاء – أي التي تجعل المرء يخوص أي يغمض عينيه تقريباً لتفادي الريح الحارة. ثم مع طلوع نجم الهنعة يشتد الحر الذي يسمى «جمرة القيظ أو الباحورة أو كلة القيظ»، وبعدها يدخل المرزم، وهو دخول الذراع ( 29 يوليو إلى 10 أغسطس) وهو موسم حار مع حدوث عواصف ترابية وغيوم خفيفة، ثم يدخل طالع النثرة (11 أغسطس إلى 23 أغسطس) أو الكلبين ( لأنه يترافق مع خروج الشعرى اليمانية في كوكبة الكلب الأكبر والشعرى الشامية في كوكبة الكلب الأصغر أو لأن فيه شدتان هي الحرارة والعطش) أو المحلف وفيه تحمر وتنضج كل أنواع الرطب. وهو الأشد عطشاً، إذ يقول العرب إن الجمل لا يحن للماء إلا في طلوع الكلبين، والحمد لله تجاوزنا هذا الحر في رمضان 2011، بعدها يدخل طالع الطرف ( أو سهيل) في الفترة من 24 أغسطس إلى 5 سبتمبر.