عواصم - (وكالات): قالت رئيسة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك إن «العراق يحتاج إلى حكومة أكثر استيعاباً تتجاوز الانقسامات الطائفية والدينية للقضاء على الاضطرابات التي يواجهها»، قبل أن يدعو وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بغداد «لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع رئيس الوزراء نوري المالكي أو بدونه».
من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن «شن ضربات جوية ضد المسلحين في العراق قد يأتي بنتائج عكسية ما لم تكن هناك تحركات لتشكيل حكومة شاملة».
من ناحية أخرى شدد المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني «ضغوطه على حكومة المالكي لمقاتلة الجهاديين وطردهم من العراق»، ودعا لتشكيل «حكومة جديدة تحظى بقبول وطني وتتدارك الأخطاء السابقة»، في وقت تستعد واشنطن لتدخل محدود بهدف وقف زحف المسلحين. وتخوض فصائل عراقية مسلحة معارك عنيفة مع قوات المالكي إثر سيطرتها على أجزاء واسعة من شمال البلاد إثر هجوم كاسح في محاولة للزحف نحو بغداد والنجف وكربلاء. وأدى الهجوم إلى نزوح نحو مليون شخص من مدنهم.
من جانبها أكدت إيران أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفتقد إلى «إرادة جدية» لمحاربة الإرهاب بالعراق.
وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن إيران أرسلت «عدداً محدوداً من العناصر» إلى العراق لمساعدة الحكومة في مواجهة المسلحين.
من ناحية أخرى، اتهم سكان سنة قوات المالكي بارتكاب مجزرة وقتل العشرات من ذويهم في أحد سجون بعقوبة.
وقال السيد أحمد الصافي ممثل السيستاني خلال خطبة الجمعة في كربلاء إن جماعة «داعش» الجهادية «بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا، وإن لم تتم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غداً».
ودعا السيستاني أيضاً بحسب ما قال الصافي في خطبته إلى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني واسع و»تتدارك الأخطاء السابقة».
في الوقت ذاته، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يفتقد إلى «إرادة جدية» لمحاربة الإرهاب، حسبما نقل عنه التلفزيون الرسمي.
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني رداً على دعوة الرئيس الأمريكي إيران إلى توجيه رسالة إلى كل الطوائف العراقية.
وأعلن أوباما أن بلاده مستعدة للقيام بعمل عسكري في العراق، مؤكداً أيضاً احتمال إرسال 300 عسكري إلى هذا البلد بصفة مستشارين، في وقت تقوم الولايات المتحدة بطلعات استطلاعية في الأجواء العراقية.
ورحب مسؤول عسكري عراقي وهو ضابط برتبة فريق في الجيش بإعلان الولايات المتحدة التي سحبت جنودها من العراق نهاية عام 2011.
وبعد يوم من توجيه مسؤولين أمريكيين انتقادات لاذعة إلى المالكي، متهمين إياه بتهميش السنة، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا تدعو العراق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية «مع المالكي أو بدونه».
كما صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية سوسن شبلي أن الوضع في العراق «قابل للانفجار وبالغ الخطورة» ودعت بغداد إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
في مقابل ذلك، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد لنوري المالكي «الدعم التام» للحكومة العراقية في معركتها ضد «الجهاديين».
ميدانياً، ذكرت مصادر أمنية أن 34 عنصراً من القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم شمال غرب بغداد الحدودية الواقعة قرب الحدود مع سوريا.
كما قتل 30 مسلحاً ينتمون إلى جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية التي تقاتل إلى جانب قوات المالكي خلال اشتباكات مع مسلحين حاولوا اقتحام قضاء المقدادية شمال بعقوبة شمال شرق بغداد في ديالى.
وقتلت امرأة وأصيب 4 بينهم طفل عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية منازل في ناحية الضلوعية شمال بغداد.
وفي قضاء تلعفر شمال بغداد، تواصلت الاشتباكات بين المسلحين وقوات المالكي التي تسيطر على أجزاء كبيرة من القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية.
في موازاة ذلك، أكدت مصادر عسكرية تواجد مسلحين في منطقة تضم بقايا أبنية تابعة لمنشأة لصناعة أسلحة كيميائية كان يطلق عليها «منشأة المثنى» إبان النظام السابق في العراق، شمال بغداد.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن مقاتلين متشددين سيطروا على مصنع سابق لإنتاج الأسلحة الكيميائية يعود إلى نظام صدام حسين.
كما يتواجد مسلحون آخرون في منطقة النباعي غرب الدجيل شمال بغداد.
وفي محافظة كركوك أفاد مصدر أمني بأن تنظيم «داعش» أحكم سيطرته «بشكل تام وكامل على مناطق جنوب وغرب كركوك» شمال بغداد دون أن يعطي «دوراً لتنظيم النقشبندية والبعثيين مما ولد سخطاً لديهما».
وذكر أن عناصر «داعش» قرروا «في محاكمهم الشرعية عدم قبول توبة من يصفونهم بالعناصر الأمنية والصحوات وسوف يقام عليهم الحد، مما دفع المئات من سكان القرى التي فيها عناصر أمن إلى تركها صوب مدينة كركوك مخافة استهدافهم وتصفيتهم».